من كان يعتقد أننا يمكننا أن نشهد عمليات إرهابية على الهواء مباشرة، وكأننا نشاهد مباراة الكلاسيكو الإسبانى بين برشلونة وريال مدريد؟! تذكرت هذا السؤال، وأنا أتابع الفيديوهات التى بثها مواطنون عاديون على وسائل التواصل الاجتماعى، عقب الحادث الإرهابى الذى استهدف كنيسة مارمينا فى حلوان صباح يوم الجمعة الماضية. الموبايل صار يلعب دورا فى غاية الأهمية، فى متابعة وتغطية الكثير من الأنشطة الحياتية، من أول التقاط صورة سيلفى عابرة على أحد الجسور أو الشوارع أو الأفراح، أو داخل أحد المتنزهات نهاية بتصوير وتسجيل وتوثيق العمليات الإرهابية. فى الحادث الإجرامى يوم الجمعة الماضية، تمكن أكثر من مواطن من بث العديد من الفيديوهات، وتنزيلها على الفيسبوك. مدة هذه الفيديوهات تراوحت بين الدقيقة والعشر دقائق، وقدمت للرأى العام العديد من التفاصيل التى تجعله يشاهد الحادث وكأنه فى مسرح الجريمة بالضبط!. صار بإمكان أى مواطن يملك جهاز موبايل به كاميرا مهما كانت كفاءتها، أن يلتقط صورا فوتوغرافية وفيديوهات، بل يمكن لهذه الكاميرا أن تتحول إلى جهاز بث مباشر لكل العالم، وكأنها جهاز تلفاز!!. لقطة واحدة من كاميرا عابرة يمكنها أن تهز دولة بكاملها، ويمكنها أن تكشف تفاصيل ما استعصى من تعقيدات، ويمكنها أن توجه الرأى العام فى اتجاه مختلف تماما، لما تريد أى حكومة أو مؤسسة أو شركة أن تخصص له!. الكاميرات صارت تلعب دور الصحفى والإعلامى، وهى لا تكذب ولا تتجمل ولا تغير الواقع، كما يفعل بعض الإعلاميين، بل تنقله كما هو من دون تعديلات أو تشويهات، ولذلك يحاربها الإرهابيون والمستبدون معا لأنها تكشف ألاعيبهم!!. شكرا لمن طوروا هذه التقنيات، ووفروا لنا الكثير من الجهد والمال والأهم الحيرة والقلق!!!.