جاءتنا أخبار الليل والنهار بنادرة أو طرفة اوعجيبة أو غريبة لم تخطر لنا يوما على بال وهي ان نشاطين سعوديين يغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعلان احتجاجاتهم عن رفع اسعار البنزين واضافة ضرائب مختلفة اخرى في مطلع هذه السنة الثامنة عشرة بعد الألفين.. ومن أبرز هذه التغريدات قولهم (الراتب ما يكفي الحاجة). واني اشهد والشهادة كما يقولون من الدين انني لأول مرة في حياتي اسمع بشكوى وبلوى وحاجة وفاقة فئة من السعوديين المشهورين بالثروة والغنى والترف بين الناس أجمعين، فاذا كان هذا تغريد السعوديين وهم في بلد عني بالنفط والبنزين وكما نقول باللهجة التونسية(ما يعرفش طرف خلاه وين) فما هي حال التونسيين مع موجة ارتفاع الأسعار التي تترصدنا وتحيط بنا من الشمال ومن اليمين؟ لا شك ان الفقراء فينا يغردون ويبكون بالليل والنهار ولا يهدا لهم بال ولا يقر لهم قرار، ولكن يبدو أن سلواهم الوحيدة هي الاقتناع بأن أزمة أو موجة او بلوى الغلاء قد ضرب البلدان الغنية فضلا عن الفقيرة بلا رحمة وبلا استثناء فيتذكرون تلك القولة الرائعة التي قالها أحد الحكماء ويبدو انه قد بلغ شأنا عظيما في الحكمة والبراعة (الشنقة مع الجماعة خلاعة) وما لنا في دفع هذه البلوى او هذا البلاء الا الابتهال الى الله تعالى خالق الأرض والسماء ان يبدل حالنا الى احسن حال وأن يرزقنا ما يكفينا سد حاجتنا وما يستر عوراتنا والا يجعلنا اذلاء ولا طامعين في فتات وفواضل الأغنياء والموسرين وصدق والله من دعا ربه فقال (اللهم انا نعوذ بك من الفقر ومن الفاقة ومن ذل السؤال) واللهم اغننا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك)..