بقيت انتظر طويلا كما ينتظر المنتظرون اهل الفكر والقلم الذين يقولون ويزعمون انهم يفهمون في برامج التلفزيون ان يكتبوا شيئا اوان يقولوا ولو بعض الكلام عن مسلسل (السلطانة قسم )الذي يبث في قناة الحوار خلال هذه الأيام ولكن انتظاري وصبري ذهبا سدى وكان هذا المسلسل التاريخي كغيره من المسلسلات التافهة الاخرى التي اقتحت علينا بيوتنا في غفلة منا مجرد هراء في هراء بينما لو لاحظ الملاحظون ولو تمعن المتمعنون فان هذا المسلسل ممتاز بجميع المقاييس الفنية والموضوعية التي يعرفها العارفون المختصون والتي يجهلها الجاهلون المدعون في العلم فلسفة وهم اجهل ما كان واجهل ما يكون ولعل من محاسن ومن عجيب الصدف ان هذا المسلسل التاريخي المتين الذي يتحدث عن حقبة هامة من تاريخ المسلمين انتشر فيها الفساد والحقد والدسائس و(التكمبين)و الذي بلغ فيه منتجوه ومخرجوه ومبدعوه غاية ومبلغ ومنتهى الابداع والاقناع قد تزامن مع ما تعيشه البلاد من ازمة اجتماعية وسياسية ومن مختلف سيئ الأوضاع فقد انتشر في بلادنا فجأة المخربون والمجرمون والمفسدون والمعتدون الذين انقضوا واعتدوا على ممتلكات الناس ومقرات سيادة الوطن ومختلف المصالح العامة القومية بمنتهى الهمجية والحيوانية والوحشية وبمنتهى الحقد والحسد الدفين الذي ليس له مثيل وليس له قرين مروجين ومدعين انهم يريدون اصلاح اوضاع البلاد وناسين ان اصلاح الأوضاع والأحوال لا يكون ابدا بالتخريب والنهب والحث على الفوضى والتسيب وسفك الدماء والتناحر والاقتتال ومهما يكن من امر ومهما يكن من حال فالمسلسل مازال متواصلا في قناة الحوار فليت النقاد وغيرهم من اصحاب الأقلام ونشر الأفكار يدعون ويحثون الناس على متابعته لاستخلاص الدروس والاعتبار وتفادي اخطاء السابقين الذين فعلوا مثل ما فعله بيننا اليوم هؤلاء الشرذمة المفسدة المجرمة من المعتدين والمهددين لاخوانهم من المواطنين التونسيين الأبرياء الآمنين فاذا لم يكن للنقاد الفنانين وغيرهم من اصحاب الاقلام غاية الدعوة الى الاعتبار والاصلاح من كتاباتهم ونقدهم لما يبث من برامج تلفزية ومن مسلسلات فعلى الدنيا السلام ولا حاجة للتونسيين في نقدهم وفي ما يسمعونه منهم من اراء ومن كلام