لكم أعجبني مقال شيخنا وصديقنا في الصريح(محمد الحبيب السلامي)(غمزة من اجل الهمزة) والذي اشار فيه الى عدة اخطاء لغوية يقع فيها الكتاب عندنا في هذه البلاد التونسية وهم يكتبون ويمرحون ويرتعون فوق ما على ظهرها من التراب الذي ضم رفات عدد كبير من اقطاب اللغة العربية قد برزوا وتفوقوا فيها منذ قديم وسالف السنوات والذين حفظوها ودونوها بجهود جبارة عملاقة علية بلغت قمة رفيع الدرجات ومما استوقفني في ذلك المقال قوله(ان الهمزة لا تتزوج رجلين اي لا تتزوج الفين).. وهذه من نقشات وطرائف الشيخ السلامي الزيتوني الأصيل والذي قل امثاله اليوم في هذه البلاد ذات العلم الوفير والمجد الأسيل ولقد ذكرتني هذه القولة الطريفة باختها الكبرى تلك القولة الطريفة الأخرى والتي اجاب به احد شيوخ اللغة الأذكياء تلميذه الذي ساله يوما هذا السؤال وقد ضاق به الأمروحيره الحال بعد ان سمعه وسمع غيره من الشيوخ يقولون في دروسهم باستمرار وفي اعادة وتكرار( ضرب زيد عمروا) فقال(لماذا لا نسمع يا شيخنا اهل اللغة يقولون ضرب عمرو زيدا وانما نسمعهم دائما وابدا جميعا يقولون(ضرب زيد عمروا)؟ فاجاب الشيخ على الفور ودون طول تفكير لان عمروا سارق يابني الم تعلم انه قد سرق واو داود)؟ فسكت التلميذ وقد تعجب من كلام الشيخ ولكنه وجده في نهاية الأمر كلاما سليما وتعليلا واضحا جميلا واني لارى الكثير من كتابنا اليوم في الصحف وفي المجلات يكتبون اسم داود بواوين ولا يعرفون ما قاله الشيخ عن تعليل وسبب وسر ضرب زيد لعمرو ولا يفرقون في الكتابة والنطق بين عمرو وعمر.. واني لاظن ظنا يشبه اليقين انه اذا تواصل اهمال العناية بقواعد كتابة لغتنا العربية بهذا الشكل المفزع المهول فان امرها سيؤول لا قدرالله الى ما لا تحمد عقباه والى مالا تتصوره او تتخيله العقول فليت الشيخ السلامي حفظه الله وغيره من بقايا شيوخ جامع الزيتونة يشيرون الى المزيد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كتاب وخطباء هذا الجيل علهم يساهمون في تنقية وتصحيح قواعد رسم اللغة العربية ويحفظونها من كل قلم سقيم ومن كل لسان عليل والله لا يضيع اجر المحسنين