علمت «الصريح اون لاين» ان وحدات الحرس الوطني نجحت في أسبوع واحد وبفضل معلومات استخباراتية دقيقة في الاطاحة بعنصر مقيم في إسرائيل تورط في الاتجار بالآثار وبفتاة أصيلةمدنين تتخابر مع فلسطيني مقيم بإسرائيل في عمليتين نوعيتين ما يجعلنا نطرح السؤال حول التواجد الإسرائيلي ببلادنا وهل أن هناك أطرافا تتخابر وتتعاون مع جهات إسرائيلية. وقد ألقينا السؤال على عدة جهات رسمية إلى جانب بعض الخبراء وننفرد في عدد اليوم باعترافات الموقوفين الاثنين اللذين وقعا في قبضة الحرس الوطني بفضل العمل الاستخباراتي الناجح. وقد أكد مصدر موثوق ل «الصريح اون لاين» أنه وعلى إثر توفر معلومات دقيقة حول استلام فتاة تبلغ من السن 28 عاما وهي موظفة بمدنين لطرد بريدي قادم من إسرائيل تحرّكت وحدات الحرس الوطني حيث تبين أن الطرد يحتوي على هاتف جوال من نوع «سامسونغ». كما تبين أن الظرف يحمل اسم شخص فلسطيني والعنوان في إسرائيل. وقد اعترفت الفتاة أمام فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمدنين وأثناء التحري معها أنها تلقت الهاتف هدية من شخص فلسطيني تجاوز عقده الثالث يعمل موظفا بإسرائيل بعد أن أعلمته أن هاتفها الجوال تعطب لما سألها عن أسباب انقطاعها عن التواصل معه ومدّه بآخر التطورات وتجاذب الحديث معه فاستغل فرصة احتفالها بعيد ميلادها وأرسل لها هاتفا جوالا جديدا، لتتمكن من التواصل معه. هذا وقد كشفت المعنية أنه تم استقطابها عبر صفحة أدرجت تحت اسم «فلسطيني عرفاتي» مشددة على أنها تضامنت معه بعد أن لاحظت أن الصفحة تحمل اسم الشهيد ياسر عرفات. وقد اعترفت الفتاة أنها كانت تتخابر مع المعني عبر تطبيقة الواتساب و الماسنجر وكانت تمده ببعض المعلومات وتجيب عن بعض الاستفسارات المتعلقة بالوضع العام في تونس. وبمراجعة النيابة العمومية أذنت لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمدنين بمباشرة قضية عدلية في شأنها موضوعها التخابر مع جهات أجنبية ومواصلة التحقيقات مع المعنية. كما توفرت معلومات لدى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بصفاقس مفادها نية أحد الأطراف تهريب قطع أثرية نادرة خارج تونس. وقد نجحت الفرقة المذكورة إثر كمين محكم في الايقاع بشخص يبلغ من السن 42 عاما قاطن بمعتمدية المحرس، وقد ضبط لديه تمثال نادر في شكل بشري ذو قيمة أثرية كبيرة. وبجلبه إلى مقر الفرقة والتحري معه صرّح أنه تحصل على التمثال من شخص يبلغ من السن 40 عاما قاطن بالجهة وفرّط له فيه بالبيع مقابل مبلغ 100 ألف دينار. وأضاف أنه تحصل على الإقامة بإسرائيل لمدة 3 أشهر وهو متعوّد على المتاجرة بالآثار. وقد اعترف أنه اشترى القطعة الأثرية ب 100 ألف دينار وكان ينوي تهريبها معه في رحلة إلى سرائيل. وقد أذنت النيابة العمومية لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بصفاقس بالاحتفاظ بالمعنى. وهذا ما جعلنا نطرح السؤال حول حقيقة انتشار عملاء في تونس يتعاملون مع إسرائيل ومع الموساد تحديدا. وقد وجهنا السؤال إلى مصادر وجهات رسمية والتي صرحت لنا أنه لا يمكن تأكيد ذلك في غياب الأدلة، لكن ما أن تثبت التحريات تورط أطراف فإن الجهات الأمنية موجودة وحاضرة لحماية أرض الوطن من أي محاولة تستهدف أمن البلاد. وأضاف ذات المصدر بأن القبض على الفتاة التي تتخابر مع فلسطيني مقيم بإسرائيل أو الاطاحة بمهرّب آثار مقيم في إسرائيل لا يؤكد وجود جهات تتخابر مع الموساد ولا يمكن أن يتم الحكم بهذه الطريقة لكن الحذر واجب وكل الاحتياطات موجودة من أجل حماية تونس. علي الزرمديني: الموساد تمركز بالدول التي تعاني ظروفا اقتصادية صعبة أكد العميد المتقاعد بالحرس الوطني علي الزرمديني ل «الصريح اون لاين» أن كل الدول لها أجهزتها التي توظفها لاستطلاع واقع الدول الأخرى التي لها معها ارتباطات اقتصادية أو تعتبرها في خانة الأعداء، ثم إن كل دولة لها جالية في دولة أخرى مفروض عليها أن توظف أناسا للتخابر في إطار حماية تلك الجالية لأن الأمن القومي لا ينحصر في معطيات أمنية أو عسكرية أو مصالح اقتصادية ولكن الأمر يعني سلامة الأفراد في الداخل والخارج. وأضاف الزرمديني أن الموساد له دائرة عالمية واسعة يعتمد عليها على اعتبار أن مصالح اليهود منتشرة في عديد دول العالم بما في ذلك الحليف الرئيسي الولاياتالمتحدةالأمريكية، لذلك مهما كانت انتماءات اليهود الوطنية فإن إسرائيل دائما تبحث عنهم وتريد حمايتهم من منطلق الجانب العقائدي والديني وبذلك فإنها تعتبر كل اليهود المنتشرين في العالم من المنتسبين لكيان إسرائيل حتى لو كان البعض لا ينتمي لهذا الكيان ولإسرئيل ومن هنا يأتي دور الموساد بأن يغرس أطرافا تتعامل معه بصفة مباشرة أو غير مباشرة. وأضاف محدثنا أن الدليل على أن الموساد متواجد في عديد الأماكن هو تفطن الولاياتالمتحدة وفرنسا إلى أن الموساد كان وراء بعض العمليات. وأضاف محدثنا من خلال خبرته أن الموساد الإسرائيلي متواجد في جلّ الدول العربية بما في ذلك مصر التي تجمعها مع إسرائيل معاهدة سلام ومع ذلك فإن الموساد تمركز بها. وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن الموساد موجود في كل الدول العربية لأن إسرائيل تعتبر أن جل الدول مهما كان الاتفاق معها عدوة والعداوات لا تأتي من الحكومات بل متأتية من الشعوب ولهذا الاعتبار تدرس أوضاع بعض المتعاملين معها لمعرفة نقاط قوّة وضعف الشعوب العربية وأوضاعهم وظروفهم وحاجياتهم ثم يتم بعد ذلك إغراق الأسواق ببضاعة إسرائيلية في بعض الدول العربية بعد التأكد من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتأكد من انهيار معنويات بعض الشعوب بسبب الظروف الاقتصادية. كما تقوم الاستخبارات الاسرائيلية وخاصة الموساد باطلاق بعض الاشاعات وتحطيم الادارات في بعض الدول وتحطيم كيانها. وشدّد الزرمديني في الختام على أن حرب الاستخبارات ليست حربا كما يتداولها العموم بأنها حرب أمنية وعسكرية بل هي حرب تخص عديد القطاعات منها الضرب على مدى حاجيات الشعوب وظروفها الاقتصادية والاجتماعية. من بين المخططات المعتمدة كذلك هناك مخطط اكتساح الأسواق بعد التأكد من تردّي الوضع الاقتصادي لبعض الدول العربية وحالة الانهيار التي تكون عليها الشعوب العربية.