يبدو وأنّ النجاحات على الأرض التّي تحققها سوريا الأبية والصامدة في افشال كلّ مخططات أعداء سوريا و على رأسها ماما أمريكا و الكيان الصهيوني و أهمّما الانهيارات المتتالية للدواعش و بقية البيادق الأخرى ، وهي اليد الطولى لديهما، و هذا الانهيار كان له الأثر السيء عليهما رغم المحاولات الكثيرة للتقليل من قيمة هذه الانتصارات خاصة على الميدان و بالتّالي لا بدّ من استحداث شيئا ما يغيّر صورة هذا النجاح إلى فشل أو التقليل منه من أجل التعتيم على كلّ ذلك. هذا الحدث تمثّل هذه المرّة في اعلان الإدارة الأمريكية على نقل سفارتها إلى القدس خلال شهر ماي المقبل – بالرغم من تصريحاتها السابقة بأن ذلك يتطلب السنوات الطويلة - و تحديدا في ذكرى النكبة الفلسطينية و ما يعنيه ذلك من دلالات لاختيار هذا التاريخ و من رسائل مضمونة الوصول إلى أكثر من جهة ولعلّ رسالتها الأولى موجهة إلى الفلسطينيين قبل غيرهم لتقول من ضمن ما تقوله لهم و أنّ اختيار هذا التاريخ بالذات تمّ بالتنسيق مع الكيان الصهيوني خاصة مع ما يحمله هذا التاريخ من تأثير نفسي عليهم و كأنّها تقول تدعوهم إلى اعتبار القضية الفلسطينية انتهت ولا طائل من الحديث عنها. وأرى، رغم رمزية اختيار هذا التاريخ ووقعه على الفلسطينيين، أنّه سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة للملمة الصف الفلسطيني و توحيده بكل الفصائل و الألوان و التوجهات الفلسطينية و أيضا نفض أياديهم من خيار التفاوض مع الذئاب و المحتالين و المنحازين الأمريكان و غيرهم و الذي لم يكن (خيار التفاوض) إلاّ اعطاء المزيد من الوقت للصهاينة لتمكينهم من قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية و بالتالي هل يعقل أن يلدغ الشعب الفلسطيني مرّة أخرى من الجحر الأمريكي و تجرع المزيد من السمّ الصهيوني؟ بالرغم وجود بعض القادة الفلسطينيين من مازال يؤمن بخيار التفاوض. و يبحث عن وساطات أخرى في حين و أنّ الحل هو تقوية الجبهة الداخلية و اعلان انتفاضة تستنزف العدو و تؤرقه و بالتالي تشكيل قيادة موحدة لتأجيجها وتوجيهها.؟؟؟ أمّا الرسالة الثانية لاختيار هذا التاريخ المظلم في حياة العرب فهو موجه إلى حلف المقاومة، الذي تخشاه أمريكا و من ورائها الربيبة اسرائيل و المتمثل في سوريا و ايران و حزب الله وخشيتها و خوفها أوّلا على مصالحها في الشرق الأوسط خاصة أمام عودة الدب الروسي له و ثانيا الخشية على الكيان الصهيوني من القادم و التي يراه الصهاينة عبر ما حققته سوريا من تفوق على الميدان بالرغم من التدخل الصهيو – أمريكي المباشر على الميدان السوري و لكن لم تكن النتائج مجزية لهما و لبيادقهما من الدواعش بل نقول وأنّ الصمود السوري سفّه أحلام الصهاينة و أمريكا معا من تغيير المنطقة و فرض الكيان كقوةّ ضاربة في الشرق الأوسط " الجديد". وانطلاقا من هذا التخوف الصهيو – أمريكي من ارتدادات هذا النّصر السوري و صمود حلف المقاومة ارتعدت أواصر كل منهما على مآل الكيان مستقبلا باعتبار و أن النّظام السوري " وعد" اسرائيل بترحيل الدواعش المتبقين إلى الكيان الصهيوني فضلا عن معاقبتها على الاعتداءات التي شنتها عليه ابّان حربها على الإرهاب. و الكيان الصهيوني يدرك جيّدا هذا الوعيد... من هنا كان الاعلان عن قرار تغيير مقر السفارة الامريكية إلى القدس في تاريخ النكبة الفلسطينية لتلهية العالم على اخفاقاتها و تلهية العرب و تقسيمهم بين من هو مع القرار و من هو ضدّه و هذا ما يفسّر هروب أمريكا إلى الأمام بالركوب في القارب الفلسطيني حفظا لماء الوجه من صفعات المقاومة السورية و حلفائها التّي تلقتها مباشرة أمريكا بالرغم من كل محاولات الاستنقاص منها و أيضا لبعثها رسائل طمأنة للصهاينة الذين يرتعدون خوفا من القادم من هذه الجبهة الجديدة التّي تشكلت أيضا للتصدي لهذا الصلف الصهيوني الذّي يعربد منذ عقود في الشرق الأوسط و لم يجد من يشكمه؟؟ فهل تكون بداية النهاية لهذا المرض السرطاني الصهيوني الذي نخر الجسم الفلسطيني و العربي على مدى عقود؟ و هل أمريكا مازالت قادرة على الانفراد بهذا الملف الفلسطيني؟ و هل هذه الجبهة التّي تشكلت للمقاومة قادرة على قلب موازين منطقة الشرق الأوسط؟؟ هذه الأسئلة و غيرها نتمنى من أصحاب الرأي والأقلام إنارتنا حوله؟؟