تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    رفض الإفراج عن رئيس نقابة قوات الأمن الداخلي وتأجيل محاكمته إلى جويلية المقبل    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    صاروخ إيراني يصيب مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب..    اليوم الإثنين موعد انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة بنزرت الشمالية    الإتحاد المنستيري: الإدارة تزف بشرى سارة للجماهير    كأس العالم للأندية: برنامج مواجهات اليوم الإثنين 16 جوان    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    اليوم..انطلاق مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية "السيزيام"    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    قتلى وجرحى بعد هجمات صاروخية إيرانية ضربت تل أبيب وحيفا..#خبر_عاجل    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    تصنيف لاعبات التنس المحترفات : انس جابر تتراجع الى المركز 61 عالميا    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    عاجل :الكشف عن حكم مباراة الترجي وفلامنغو في كأس العالم للأندية    مصدر أمني إسرائيلي: إيران بدأت باستخدام صواريخ دقيقة يصعب التصدي لها    عاجل/ "قافلة الصمود": تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين توجه هذا النداء للتونسيين..    تراجع طفيف في نسبة امتلاء السدود، إلى ما دون 40%    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    طقس اليوم..الحرارة تصل الى 42..    النفط يرتفع مع تصاعد المواجهة في الشرق الأوسط.. ومخاوف من إغلاق مضيق هرمز    إيران تعلن إعدام "جاسوس الموساد" الإسرائيلي إسماعيل فكري شنقا    الاحتلال يستهدف مقرا للحرس الثوري في طهران    باكستان تتعهد بالوقوف خلف مع إيران وتدعو إلى وحدة المسلمين ضد "إسرائيل"    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    بوادر مشجعة وسياح قادمون من وجهات جديدة .. تونس تراهن على استقبال 11 مليون سائح    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    مديرو المهرجانات الصيفية يواجهون صعوبات .. بين مطرقة ارتفاع كلفة الفنانين وسندان أذواق المتفرجين    إجراءات لدعم التشغيل    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    اليوم انطلاق مناظرة «السيزيام»    تونس: حوالي 25 ألف جمعية 20 بالمائة منها تنشط في المجال الثقافي والفني    إطلاق خارطة السياسات العمومية للكتاب في العالم العربي يوم 24 جوان 2025 في تونس بمشاركة 30 دار نشر    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    هكذا سيكون طقس الليلة    حملات الشرطة البلدية تسفر عن مئات المخالفات في مجالي الأمن والصحة    المبادلات التجارية بين تونس والجزائر لا تزال دون المأموال (دراسة)    فيلم "عصفور جنة" يشارك ضمن تظاهرة "شاشات إيطالية" من 17 إلى 22 جوان بالمرسى    زفاف الحلم: إطلالات شيرين بيوتي تخطف الأنظار وتثير الجدل    لماذا تستهلك بعض السيارات الزيت أكثر من غيرها؟    مطار النفيضة يستقبل أول رحلة مباشرة من مولدافيا    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    هل يمكن أكل المثلجات والملونات الصناعية يوميًا؟    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    العثور على شقيق الفنانة لطيفة العرفاوي متوف داخل منزله    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    موعدنا هذا الأربعاء 11 جوان مع "قمر الفراولة"…    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملفات الشروق العالمية : حرب غزّة - ما دوافع العدوان... ولماذا الآن؟
نشر في الشروق يوم 20 - 11 - 2012

اليوم، يدخل العدوان على قطاع غزّة، يومه السابع دون أن تلوح في الأفق بوادر نهاية وشيكة لهذه المحرقة الصهيونية التي ذهبت الى حدّ الآن بحياة 100 شهيد فلسطيني وأكثر من 600 جريح آخرين..

لليوم السابع على التواصل تواصل طائرات الاحتلال الصهيوني ومدفعياته الحربية صبّ «حمم» نيرانها على شعب جائع ومحاصر ومعزول إلا من سلاح الإرادة والإيمان وبعدالة قضيته حقوقه الوطنية.

غزّة اليوم هي عنوان لحرب إبادة حقيقية ولجريمة ضدّ الانسانية يراق فيها الدم الفلسطيني هدرا.. ولكنها أيضا عنوان لملحمة ولبطولة شعب «اعتنق» الإباء والعزّة والكبرياء.. غزّة اليوم تصنع ملحمتها ومجدها.. وحدها.. هناك.. على «ضفاف» العجز والتواطؤ العربيين.. وقرّرت مواجهة مصيرها لوحدها في مواجهة آلة الموت الاسرائيلية.. محرقة غزّة هي عنوان آخر لعدد جديد من ملفات «الشروق» العالمية والذي يستضيف اليوم الأستاذ جمال زحالقة، النائب في الكنيست الاسرائيلي والدكتور ماهر الظاهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في الخارج.

النائب في الكنيست جمال زحالقة : لهذه الأسباب أطلق نتنياهو وباراك العدوان

أكد الأستاذ جمال زحالقة، النائب في الكنيست الاسرائيلي في لقاء مع «الشروق» ان الكيان الصهيوني اطلق العدوان على غزة بغاية الردع لكنه «ارتعد» وارتدع هو بعد ايام قليلة من حربه هذه..
الأستاذ جمال زحالقة رأى أن الثنائي الاسرائيلي نتيناهو باراك لن ينجح في تمرير مخططاته وتحقيق أهدافه من خلال مجازره في قطاع غزة.

وفي ما يلي هذا الحوار:

ماهي قراءتك، أستاذ جمال ل «عناوين» العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة... وماهي أهدافه من وجهة نظرك؟

أعتقد ان هذا العدوان له علاقة بالانتخابات الاسرائيلية القادمة وبرغبة وزير الحرب إيهود بارك في اجتياز نسبة الحسم لأن وضعه الانتخابي غير جيد ويريد بالتالي الوصول الى الكنيست على جثث أهلنا في غزة... كما أنه يريد تحويل كل القضايا الاجتماعية والاقتصادية الى قضايا سياسية وأمنية لأن هذه القضايا تمنح القوة لحزب العمل.. أضف الى ذلك ان الدافع الرئيسي لهذا العدوان هو ترميم قوة الردع الاسرائيلية التي تآكلت وتصدّعت بمفعول الحرب على غزة في عام 2009 وأيضا بمفعول حرب تموز في عام 2006... وعليه هناك هدف اسرائيلي بأن يكون هذا العدوان محاولة لفرض الرعب وترويع الناس... كذلك هناك هدف اسرائيلي آخر هو القيام بتجارب على أسلحة جديدة وبالأخص منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.. وحتى الآن الإعلام الاسرائيلي والرأي العام في إسرائيل مشغولان جدا بأداء هذه المنظومة التي تريد إسرائيل تسويقها دوليا حتى تحصل على المزيد من الدعم..

في إطار هذه المعادلة... وفي ميزان معادلة قوة الردع، كيف تقيّم نتائج العدوان الاسرائيلي الى حد الآن؟

اليوم هناك محاولة اسرائيلية ليست جديدة.. وهي تقوم الآن بعملية عسكرية بائسة لأن الشعب الفلسطيني مصمم على حريته... إسرائيل أرادت ان تأتي لتردع فارتعدت وارتدعت.... وهي اليوم تبحث عن وقف اطلاق نار الصواريخ على المدن الاسرائيلية الكبرى مثل تل أبيب... وهذا سيشكّل رادعا قويا لإسرائيل..

هناك نقاش اليوم في إسرائيل حول خيارين... الدخول في عملية برية بقطاع غزة والعمل على وقف اطلاق النار... لأي هذين الخيارين تميل الكفة، برأيك؟

أنا أعتقد أن اسرائيل تخشى الدخول في عملية عسكرية برية... لأن وقف اطلاق النار الآن سيجعلها تخرج مهزومة.. صحيح انه سيخفف عنها المزيد من الاضرار والخسائر لكنه سيجعلها تخرج دون تحقيق ولو هدف واحد من الأهداف التي رسمتها لعدوانها في غزة.

أنت ترى أستاذ جمال بوجود رابط بين هذا العدوان الاسرائيلي والانتخابات لكن لا ننسى هنا أنه كلما كانت هناك حرب اسرائيلية عشية الانتخابات الا وخسرت فيها الحرب والانتخابات معا... حدث هذا مع شمعون بيريز خلال مجزرة «قانا»... ومع باراك خلال حربه على الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 وأيضا مع أولمرت وليفني بعد عدوان غزة عام 2009... فهل ترى أن حرب غزة ستشذ عن «القاعدة» هذه المرة؟

حتى نكون واضحين،... ما تقوله صحيح... وأنا أؤكد لك ان الثنائي نتنياهو باراك سيلتحق بالقادة الاسرائيليين السابقين وسيلقيان المصير ذاته... لكن هذه هي سياسة إسرائيل التي لا ترى أفضل من الدم الفلسطيني وقودا لعدوانها على أهلنا.. واضح إذن أن هناك قرارا مشتركا بين نتنياهو وباراك وواضح ان كلاّ له مصالحه وكل واحد يريد ان يربح ولكن الأمور لا تسير وفق رغبتهما لأن ردّ المقاومة الفلسطينية على هذه الجريمة الى حدّ الآن لم يكن متوقعا وفاق تصوّراتهما البائسة واليائسة... ما أقوله هنا أن هذه الحرب الجدية على قطاع غزة لن تقلّ دموية في اعتقادي على محرقة غزة عام 2009 لكن المؤكد ان هذه المحرقة ستقضي على أطماع الثنائي نتنياهو باراك وستلقي به في نفس مصير أولمرت ليفني.

الدكتور ماهر الطاهر ل «الشروق» : على الحكّام العرب تسليح المقاومة الفلسطينية

وقال في تصريحات عبر الهاتف إن هذه العملية مبيتة ومبرمج لها مؤكدا ان الصهاينة يريدون ضرب البنية التحتية وتصفية كوادر المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن الكيان الصهيوني المجرم يريد في هذه الحرب تحقيق انتصار في الانتخابات القادمة من خلال الدم الفلسطيني ليجعل من هذا الدم وقودا للانتخابات الاسرائيلية القادمة فضلا عن استطلاع سقف ردود الفعل العربية بعد الربيع العربي وخاصة الموقف الرسمي المصري.

وأوضح أن الدول العربية وحكامها تواجه امتحانا مصيريا يستوجب منها اتخاذ مواقف جدية وليس مجرد الشجب والتنديد داعيا الى تسليح الشعب الفلسطيني في معركته مع العدو الصهيوني لمواجهة إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا الكيان.

كما طالب الحكام العرب بالتحرك بقوة لدى أمريكا التي حوّلت الضحية الى جلاّد والجلاد الى ضحية والتي تحمي هذا الكيان الارهابي من أجل الضغط عليها لوقف دعمها واحتضانها لهذا الكيان المجرم.

وحذّر الدكتور ماهر الطاهر في هذا الاطار من مخططات خطيرة يعمل التحالف الأمريكي الاسرائيلي على تنفيذها من خلال هذا العدوان.. وهي مخططات كما قال لا تستثني فصل غزة عن الضفة وفرض وقائع على الارض لتكريس الانقسام الفلسطيني الفلسطيني داعيا الدول العربية الى الضغط على الطرفين الفلسطينيين (حماس وفتح) من أجل توحيد الصف الفلسطيني والتخلي عن لغة التفاوض التي ثبت أنها خدعة كبرى.

وأضاف ان ما يجري في غزة من حرب إبادة يستدعي من جميع الفرقاء في فلسطين الاستفاقة من هذه الخدعة التي لا تهدف الا الى تكريس الاستيطان وتهويد القدس، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة أن تبادر القيادة الرسمية الفلسطينية الى مراجعة شاملة لما يسمى عملية السلام ولكل مسيرة أوسلو والعودة الى البرنامج الكفاحي.

حرب غزة : «ضرر الاختيار»... و«ضرورات الاختبار»

دوائر السياسة في واشنطن تخشى أن تكون الحرب الجديدة على قطاع غزة كرة ثلج تتدحرج على منحدر التشابكات والتعقيدات السياسية المتعاظمة في المنطقة.
ليس خافيا ان هناك مجموعة من الاختبارات الإستراتيجية المفصلية التي تفترض واشنطن أن العدوان على غزة قد جاءها في توقيت شديد الحساسية لمنطقة الشرق الأوسط بعد إعادة إنتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لفترة أربع سنوات قادمة. فالعدوان على غزة جاء في توقيت لا يتمناه كل الأطراف, الحكم الجديد في مصر وباراك أوباما في مستهل فترة ثانية والسلطة الفلسطينية التي تتوجه إلى الأمم المتحدة لطلب الحصول على العضوية والدول العربية التي تدعم القطاع ولكنها ستجد نفسها في مواجهة الأصدقاء في واشنطن لو تصاعدت وتيرة المواجهة, إلا أنه يمكن للولايات المتحدة قياس توجهات الحكومات الجديدة في المنطقة ووضع تصور لمستقبل حماس والحركات الأكثر تشددا وعلاقتها بجماعة الإخوان في مصر, وكذلك, إمكانية تحضير المسرح لحرب مستقبلية ضد إيران من خلال بروفة عملية على الداخل الإسرائيلي...

اختبار حماس

هل العملية الحالية تهدف إلى تقويض او تدمير حركة حماس تماما؟ الإجابة هي لا لأن عوامل عديدة تمنع إسرائيل من القيام بحرب شاملة على الحركة المسيطرة على القطاع وأهمها أن إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة وقوي إقليمية أخري تخشى من عواقب الفراغ الناشئ عن إعطاء الضوء الأخضر لعملية تقويض كاملة للحركة وظهور جماعات دينية متشددة مثل الجماعات السلفية الجهادية في غزة يمكنها ملء الفراغ وتهديد إسرائيل على نحو يصعب السيطرة عليه ويمتد تهديدها المحتمل إلى الحدود المصرية بالقطع. في تلك الحالة, تستخدم إسرائيل تفوقها العسكري وحيازتها لأسلحة بالغة التطور في القضاء على منظومات الصواريخ الحمساوية وفي مقدمتها الصواريخ الطويلة المدي التي تضرب العمق للمرة الأولى في تاريخ الدولة الإسرائيلية ووصلت إلي تل أبيب والقدس المحتلة.

كما تهدف إسرائيل إلي تقليص قدرات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي يفترض حسب تقديرات البعض أن الحركة تمتلك ترسانة كبيرة منها.ما تريده حكومة بنيامين نيتانياهو هو تحطيم قدرات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة بعد أن وصلت الصواريخ إلى المدن الحيوية. في الوقت نفسه, عين الولايات المتحدة وإسرائيل على العلاقة الوثيقة بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين في مصر حيث لن تقبل الأخيرة بما لها من نفوذ على القرار السياسي اليوم بعملية تقضي على وجود الحركة في القطاع أو تفتح الباب لجماعات جهادية منافسة صارت لها إمتدادات في شبه جزيرة سيناء. مسؤول امريكي قال بوضوح إنه بعد نهاية جولة المواجهة الحالية, بكل خسائرها المادية والبشرية, سننتقل إلى مرحلة البحث في الأوراق السياسية التي بحوزة حماس التي يمكن أن تفرض نفسها رغم الضربة العسكرية. فقد خاطرت حماس بإظهار القدرة على ضرب العمق الإسرائيلي, وهو بالنسبة لها كان أهم من التخوف من إصابة الأحياء العربية أو الأماكن المقدسة في القدس حتى تصل بالرسالة إلى إسرائيل وأمريكا.

اختبار الدولة الفلسطينية

يوم 29 نوفمبر هو موعد تقديم طلب حصول فلسطين على عضوية دولة فلسطين بطلب إلي المنظمة العالمية في الثامن من نوفمبر في ظل جدل كبير في أوساط الدول الكبري والمجموعة العربية إلا أن هناك إصرارا من السلطة الفلسطينية للتصويت في الجمعية العامة على الطلب الفلسطيني في موعده دون تأخير لما سوف يترتب عليه من حق الدولة الفلسطينية في التقدم لعضوية منظمات دولية مهمة مثل المحكمة الجنائية الدولية التي تخشي إسرائيل من المساندة الدولية لفلسطين أمامها. في المدي البعيد, إعلان الدولة عبر الأمم المتحدة سيمثل تحديا أكبر من أزمة غزة بالنسبة لصورة إسرائيل عالميا وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلي تعطيله أو ترحيله إلي موعد آخر مثلما فعلت عند تقديم الطلب الأول من حكومة محمود عباس إلي مجلس الأمن في العام الماضي.

اختبار الجبهة الداخلية في إسرائيل

هرولة مليون شخص إلي المخابئ في جنوب إسرائيل نتيجة صواريخ حماس العشوائية وأن تلك المناطق تمثل خط الدفاع الأول للعالم الحر ضد الإرهاب هي الصورة التي نقلها بنيامين نيتانياهو إلي الإعلام الغربي على مدى عدة أيام. وكل مظاهر الهلع ورفع درجة الإستعداد واستدعاء الإحتياط يعتبرها محللون أمريكيون بروفة للحرب على البرنامج النووي الإيراني وغزة هي خط المواجهة ضد طهران وإسقاط صواريخ فجر التي يتردد أنها وافدة من إيران عبر شبكات القبة الحديدية الدفاعية سوف يتبعه التعامل مع صواريخ شهاب الإيرانية عند بدء المواجهة وصولا إلى أن الرصد الدقيق لموقع قائد الجناح العسكري لكتائب القسام يمكن أن يناظره ملاحقة مماثلة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد. كما أن إسرائيل تحاول الوصول إلى إجابة عن سؤال هام وهو مدى قدرة حماس على تصنيع الصواريخ الطويلة المدى بالكامل داخل القطاع وهو ما سيؤثر في شكل المواجهة في المستقبل.

اختبار القوى الإقليمية

أحجمت القوي التقليدية في منطقة الخليج عن إظهار الدعم لحركة حماس في المواجهة الحالية بدخول العلاقات بين عواصم الخليج وجماعة الإخوان المسلمين منعطفا باردا بعد وصول الرئيس مرسي إلي السلطة, فيما برز المحور القطري التركي في مساعي الوصول إلي هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس عبر بوابة القاهرة وهو ما لم يخرج في الغالب عن دور الدولتين وفقا للتصورات الأمريكية التي باركت توجهات الدوحة وأنقرة للعب دور أكبر في التهدئة بفعل علاقات قطر القوية بالإسلاميين في غزة ومساحة المناورة الكبيرة التي يمتلكها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بفعل علاقات تركيا المتشعبة مع أمريكا وإسرائيل والفلسطينيين رغم اللهجة الحادة التي تحدث بها في بعض الأحيان.

اختبار العامل الإيراني

تنظر واشنطن بقلق إزاء إمكانية فتح حزب الله جبهة جديدة للمواجهة عبر الحدود الشمالية لإسرائيل خاصة وأن الحزب يمتلك قدرات استهداف المدن من أجل إستعراض قوته أمام التهديدات المستجدة على الساحة اللبنانية ولكن حسبة إيران الداعم لحزب الله تبدو مختلفة تلك المرة فهي التي أمدت حركة حماس بصواريخ فجر 5 التي ضربت تل أبيب والقدس. في الوقت نفسه, يحول الوضع الدقيق لحزب الله بعد اندلاع الحرب في سوريا دون تورطه في المواجهة..

اختبار السلطة الجديدة في مصر

رغم اللغة الحادة في القاهرة للتعامل مع الموقف و الإتصالات بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس محمد مرسي ثم ما قالته المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس عن تفاصيل الاتصال الهاتفي بينهما في أولى جلسات مجلس الأمن الخاصة بالأزمة يشير إلي تركيز الولايات المتحدة على إحتواء رد الفعل من الرئاسة الجديدة وجماعة الإخوان خاصة أن الولايات المتحدة تقف بحزم مؤيدة لإسرائيل في تلك المواجهة. فقد قالت رايس إن مصلحة كل طرف تتحقق من خلال ضمان عدم تصعيد الموقف. وقد اتفق الإثنان على البقاء على الاتصالات الوثيقة في الأيام المقبلة. وكانت مصر قد قدمت طلب عقد جلسة مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء الماضي بينما لم تبادر بعثة فلسطين بتلك الخطوة في حينه وهو ما أوضح للأمريكيين أن حسابات الحكم الجديد في القاهرة تبدو مختلفة عن السابق وأن إحتواء الأمر من البيت الأبيض مسألة مفصلية وأن السلطة الفلسطينية ربما أرادت أن تفوت على حماس الإستفادة من التوتر المتصاعد وعدم صرف الأنظار عن قضية الحصول على عضوية دولة مراقب في الأمم المتحدة.

عمليا, السلطة في مصر لا تملك التصعيد نتيجة وراثة بيئة سياسية وإقليمية من النظام السابق لم يطرأ عليها تغيير. وفي ضوء إحراز القاهرة لتقدم في اتفاق وقف إطلاق النار ورفع مستوي التعاون الأمني بين البلدين, يتوقع تسريع التفاهمات بين القاهرة وواشنطن والتي تمر بمشكلات عديدة, منها مساعدة الاقتصاد المصري في المرحلة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.