تعاني البلاد منذ أكثر من سبع سنوات من ظاهرة غريبة ومفزعة تتمثل أساسا في بروز تيارات تعادي النجاح والناجحين، وترتبط هذه الظاهرة أساسا بتراكمات ما يعتمل في النفوس الأمارة بالسوء وهي عديدة في مجتمعنا ، فهذه النفوس لا تحب النجاح وتمقت الناجحين وتشكك في إنجازاتهم . هكذا هي عادتها السيئة ، وقد إستفحلت أخيرا بشكل غير مسبوق ف0نهالت معاولها على النجاح والناجحين تشكيكا وتهديما وتعرض أصحاب الإنجازات في كافة المجالات لحملات مسعورة للإطاحة بهم ! لم نخرج من هذه الحلقة المزعجة منذ إنفجار براكين الحقد والكراهية بشكل هستيري بعد الرابع عشر من جانفي 2011 و بدا جليا وواضحا ان العديد ممن ركبوا سروج الحراك الشعبي يريدون إثارة فتنة في البلاد لتنفيذ مخططات جهنمية ،كانوا قد أعدوا لها في دكاكين الشر بالداخل والخارج وقد حرصوا في السنوات الأخيرة على استهداف كل من خولت له نفسه المساهمة بجدية وفاعلية في إعلاء صوت الوطن أو إصلاح أوضاعه . أغلبنا ، من خاصة وعامة ، مدرك لمدى تغلغل الحقد الأعمى في نفوس الكثير من الذين جاءت بهم رياح الثورجية الزائفة والإنتهازية الجشعة ، لكن الذي صدمني ، هذه الأيام، هو إرتفاع نسق حملات هؤلاء ، لتشمل شخصيات وطنية في عدة مجالات ، لا لشيء إلا لأنها نجحت وأفادت وأكدت قدرتها على المساهمة في إنقاذ البلاد ، وهي حملات ممنهجة ومشحونة بكم مرعب من الحقد الأعمى. لقدشعرت وكأننا نتراجع بسرعة هائلة إلى تلك الفترات الحالكة من تاريخنا ، وهي عديدة ، وكم حاولنا إخفاءها وطمسها والتعتيم عليها.