تقديم :رجاء، لا تقرؤوا – التالي- حتى لا اتورّط في خوفكم منه هذا الذي كتبته ، كتبته في غفلة من نفسي ومن وعيي ، وفي ظرف حارق ، ظرف غاب فيه رقيبي الذاتي ،وشعبي المستكين ،كتبته بريشة سكين او قل ريشة ساطور، حبره كان من دمي والشاهد قلبي الشهيد ..... الموضوع :تعبت جدا ، هدّني تعبي المبين ، كلكلني الروتين ، لم اعد اعرف بدايتي من نهايتي ، حتى حبات التعب اصبحت فيضانا فوق جسدي الضعيف ، وتفكيرى اصابته لوثة الترهّل والتصلب والهروب الى كهف التوجع والانين ، احس احيانا انني اتلوّى هزيمة تحت صمتي الاسطوري ، واتحسس موقعي تحت الطين ، اشعر احيانا ااني ارفع على كتفيّ لحودي والهث بحثا عن قبرى في عالمي المفقود ، وامشي في الارض وحيدا ، احمل في احضاني احزاني ، حولي الف رخّ ومليون دينصور ، وعلى مدّ بصري تباريج المنشآت العالية والقصور تسكنها الغربان وتلفها الاحزان ، في كل لحظة يتغير تحت قدمي المكان ويلفني كل رجة زمان جديد..اتلوّى مع احساسي كالمكلوم من راسه حتى قدميه ، كالموجوع من كل عضو من اعضائي اترنح على مقربة من فوهة بركان متوقد ، متصدع ، متفجر، الايام تغازل الايام واراها تسرع في توجهها الى الامام بكل حزم واقدام واسال نفسي لماذا لا تتاخر ولو مرة الى الماضي فقط لاعدّل بعض المفاهيم التي كلكلتني حتى وجع العظام ، لماذا لا يصبح غدي خميسا اذا كان يومي جمعة ، وتعود بي عجلة الزمان الى الوراء كما ارى في واقعي المتخلّف ، فلما الواقع المرير يفرض علينا – القهقرى – وهو يتجه بنا نحو الابتذال والهزال وقتل الامل والامال ؟ لماذا تنتحر الاماني وتشنق الاحلام على ساحات الحضارة الغبار ؟ لماذا نتسلل الى قبورنا في وضح النهار وفي الليل نخرج كالخفافيش من اجل الدمار والاحتراق ؟ لماذا نلتهم افكارنا واعضاءنا ثم نجلس القرفصاء امام مدائن الاخرين من اجل استجداء قطعة ارض كانت لنا وبعناها يوم اختلف الخلان بثمن بخس ونحن في قمة وعينا ؟لماذا دمرنا وعينا بقنابلهم العنقودية ؟ ورفعنا رايتنا السود فوق معالمنا ؟ لماذا متنا ونحن نمشي على اديم ...دمنا العربي ؟