أمشي وراء جنازتي يوم إجازتي وأجوب بها حارتي وأحواز مدينتي وأعلن النعي عينا من أعلى بواسق حديقتي وأغير لائحة النعي من جهة لأخرى واصدح به من أعلى صومعتي وأعلن امام الملإ نهايتي أجري بين الازقة بين متاهات حياتي الفانية أشهد ان الارض بوابة السماء اشهد ان السماء ارض العلا أشهد ان الخير لا يموت على ضفاف دجلة ارواح الشهداء تطوف بين بابل والموصل وسامراء تتضوع بروح المسك والعنبر في ارض الشام وفي ارض الانبياء اوزع وصيتي على أجنحة طيور الفرات وارشها في صحراء تعبي واعلق سرها فوق مشنقة التاريخ الحزن على ضفاف دجلة يانع والفرات ماؤه أجاج دامع عاد التتار، فهل عاد الحجاج لمواساة الحيارى واليتامى عاد هولاكو ومن معه واحفاده لسحل عرب النشامى عاد الشعاع النووي لطمس حضارة آشور عاد اليأس المسعور من فيتنام الى صحراء النور للثأر من التاريخ للثأر من الديجور أحمل جثامين يأسي وبأسي ونفسي أتلوّى في قبر صبري أبكي في صبر قبري واتلو الشهادة تلو الشهادة وأمد عنق يدي لنحر جأشي وانحر عزمي لنشر جيشي وانام على راحة يدي معانقا رفشي وفأسي احمل جثامين الرضع والاطفال الجدع واسربل خشوعي في مقابر الاحياء واتربع على ساحة اللحود اتلو تسابيح الحيارى في ركن كل مخدع متصدع روحي ترفرف في السماء هواجسي تحوم حول الاهرامات وحول بيت المقدس وارض الانبياء تسافر رمالي القانية بالدماء تصافح بحرارة جذوة الشهداء تسامر رمال ومياه الخليج وتشكّل في اغوار الدخان منارة الهول البهيج كالطود ،كالهملايا، كالمحيط الهائج كالاقحوان ، كزهر البيلسان، كالشذى ،كالاريج... كالديناصور الاسطوري كطائر الفينيق كالحلم الخديج أسائل روحي واضمّد بالنسيان جروحي كيف أنام تحت الصفر ولا أتجمّد قلوبكم من ثلج بطين من القطب الشمالي وبطين من القطب الجنوبي وانا الدم القاني يجري في شرياني الارجواني ويصب في الاحساس العثماني تجمّد الجرح تجمّد الدم تجمّد الاحساس وحملت جثتي على راحتيّ على مرأى العربان الحزن في المزن والمزن يتهاطل حزنا على كياني