لم تكد تمضي سنوات من حكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي حتى انطلقت عائلته وعائلة زوجته ليلى الطرابلسي في امتلاك عديد المشاريع والعقارات والمساكن أو بالأحرى القصور التي انتشرت خاصة في المناطق السياحية ومن أبرزها مدينة الحمامات حيث قمنا بهذا التحقيق المصور قصر الرئيس السابق حرم الرئيس السابق التي يقال أنها تعشق مدينة الحمامات وشواطئها الخلابة الممتدة على مدى 17 كلم.. حرصت على أن يكون لها ولزوجها قصر رئاسي بالمدينة.. فتم اختيار مكان لبنائه بالحمامات الشمالية وصرفت لذلك أموالا طائلة من ميزانية الدولة وأموال الشعب.. ولضمان الأمن فقد تم شراء كل الأراضي المحيطة بالقصر في المنطقة المعروفة بالخروبة على مقربة من الطريق الرابطة بين الحمامات ونابل.. وأجبر الناس هناك على بيع أملاكهم قسرا وتم مد طريق طويلة تربط القصر بالطريق العمومية وهي طريق خاصة تجعل النفاذ الى القصر مستحيلا.. أما من ناحية الشاطئ فقد تم بناء منصة داخل البحر تسهل ركوب المراكب البحرية.. وتم إغلاق الشاطئ من الجهتين بوضع تحصينات تمنع الجميع من مجرد الاقتراب من القصر.. وهذا قد يبدو عاديا لحماية رئيس الدولة الذي تعود على قضاء عطلة الصيف بالحمامات.. أما ما هو غير عادي فالكلفة الباهظة لإقامته حيث يسخر الأمن منذ الصباح لحمايته ويقف الأعوان منذ ساعات الصباح الأولى على مدى الطريق المؤدية الى القصر انطلاقا من العاصمة.. حتى إن الأعوان اصطفوا كعادتهم منذ الصباح على جنبات الطريق ذات مرة ينتظرون مرور الموكب الرئاسي الذي كان وقتها يحضر قمة عربية في الرياض!! وتتوقف الحركة الاقتصادية وحركة المرور قبل مرور الرئيس بساعات حيث يمنع الناس من ممارسة أعمالهم ويمنع مرور شاحنات السلع.. كل ذلك خوفا على حياة الرئيس.. خوف مبالغ فيه طبعا من أجل أن يتمتع وعائلته التي اقتنى العديد من أفرادها مساكن للصيف غير بعيد عن ذلك القصر.. وقد تعذر علينا أخذ صور للقصر للحراسة المضروبة حوله. قصر ليلى زوجة الرئيس لم تكتف بذلك القصر في الحمامات الشمالية فرغبت في امتلاك قصر آخر في الحمامات الجنوبية بكلفة عالية جدا ويقع على الميناء الترفيهي حيث بنيت قنطرة متحركة خاصة للسماح بمرور المراكب الترفيهية الخاصة كما بنيت منصة عائمة خاصة بابن الرئيس ليتمكن من اللعب وصيد الحيتان واستحوذت ليلى على المناطق المجاورة للقصر وقطعت تواصل المنطقة مع المناطق المجاورة كما أحاطت بها بعض أقربائها الذين اشتروا مساكن فاخرة بالمكان.. ويقال أن حرم الرئيس لا تستعمل قصرها الفاخر سوى أياما معدودة في السنة وخاصة في شهر رمضان حيث يلعب المدعوون القمار.. بلحسن الطرابلسي.. والآخرون ولعل في مقدمة الذين امتلكوا العقارات بالحمامات شقيق ليلى بلحسن الطرابلسي الذي امتلك نزلا بالحمامات الجنوبية ثم باعه لشركة ليبية واحتفظ في العقد بدهاء ببعض الشقق بالنزل.. ولبلحسن الطرابلسي مسكن فاخر على مقربة من وسط المدينة أنفق أموالا طائلة في بنائه من ذلك اقتناؤه لشجرتين أمام المدخل ثمن الواحدة 25 ألف دينار.. وحدثنا البعض عن تغييره المتواصل للديكور.. فمثلا اقتنى لتزيين الحديقة حجارة من توزر وبعد تركيبها وانتهاء الأشغال لم ترق لزوجته فأمرت بقلعها وتغيير الديكور.. والمنزل يفتح مباشرة على شاطئ البحر وبه مسبح فاخر.. وقد فاجأتنا في الصالون ثريا فاخرة تتوسط السقف. منطقة الكرنيش على مقربة من وسط المدينة استهوت عائلتي الرئيس وحرمه حيث سارعوا الى امتلاك منازل فاخرة هناك.. من ذلك حصول سفيان بن علي على قطعة أرض شاسعة محاذية للبحر ومعروفة باسم «الدريبة» وقد كان شبان الحمامات منذ سنوات عديدة يستعملونها كملعب لكرة القدم.. القصر الذي لم يكد يتم بناؤه هناك تم احراقه ونهب محتوياته خلال الثورة.. صخر الماطري كان له ولزوجته نصيب أيضا.. فقد اقتنى منزلا بالكرنيش على الشاطئ.. وكذلك بنات الرئيس الأخريات وقد أصبحت تلك المنطقة محرمة على عموم المواطنين في الصيف وخاضعة لحراسة مشددة. وأبرز ما يلفت الانتباه في المنازل أو القصور الخاصة بأفراد العائلة الرئاسية هو الانفاق الكبير على تجهيزاتها: المرمر الباهظ والمسابح الفاخرة والتجهيزات النادرة والحدائق الممتدة وتخصيص مساحات محاذية للشاطئ للتمتع.. كما أن بعض المساكن تشتمل على تحف أثرية لا ندري كيف تم الحصول عليها.. والبعض يمتلك أكثر من منزل في المدينة.. رغم أنها منازل مخصصة لأيام معدودة خلال السنة في عطلة الصيف خاصة.