في سنة 1967 و تحديدا في البيان الختامي وقتها للقمة العربية المنعقدة بالخرطوم و الأمّة العربية تعيش على وقع ما يسمى بالنكسة في حرب العرب مع الكيان الصهيوني خرجت هذه القمّة في بيانها الختامي وقتهاباللاّءات الثلاثة و هي " لا اعتراف – و لا صلح – و لا تفاوض " و يبدو اليوم و حسب البيان الختامي للقمة العربية عدد 29 المنعقدة بالمملكة العربية السعودية أبدلت هذه اللاّءات الثلاثة بالولاءات الثلاثة و هي " الولاء لأمريكا - الولاء لإسرائيل - الولاء للإرهاب ... فالمتأمّل في قرارات هذه القمّة الأخيرة يجد لخبطة و تداخل و تناقض في المفاهيم فكيف تدعو هذه القمة إلى الوحدة العربية و جلّ هذه الدول منقسمة بعضها على بعض و تعمل ضدّ بعضها البعض و تسخّر ولاءاتها و مالها و أراضيها ضدّ بعضها البعض و تكرّس التفرقة ضدّ بعضها البعض. وكيف تدعو هذه القمّة العربية إلى شدّ أزر فلسطين و بعض الدول العربية مطبعة تماما مع الكيان الصهيوني و تتعامل معه و تحتضن سفاراته بل و تساعد هذا العدو و أمريكا على تمرير صفقة العصر بطي ملف القضية فلسطينية و التخلص منها نهائيا و كيف تدعم هذه الدول العربية فلسطين و قضيتها و لم تحرّك ساكنا حين قرّر المجرم ترامب نقل سفارته للقدس ليعلنها فيما بعد عاصمة للكيان الصهيوني فهل يكفي بعض الكلام المعسول و العاطفي و بعض الدولارات لنضفي على مواقفنا موقف الرجولة و الحزم تجاه القضية المركزية لكلّ العرب و نأمل في تحريرها من هذا الكيان السرطاني..؟ و كيف نتحدث عن وحدة سوريا في هذه القمّة و نحن نتبنى موقف الغرب الكاذب و المعروف بالكذب أصلا منذ كذبته الشهيرةعلى دولة العراق و ما نتج عن مثل تلك الأكذوبة من دمار و خراب و قتل و تشريد في العراق فهل نريد لسوريا نفس المآل و لو بطريقة ناعمة بتبني قادتنا الأشاوس موقف الغرب و ثلاثي الاجرام أمريكا و فرنسا و بريطانيا بزعمهم استعمال سوريا للسلاح الكيميائي هل هذا قمّة الذكاء لقادتنا العرب أم هو فصل آخر للضحك على العقول و الاستخفاف بذكاء الشعوب العربية؟؟ هل الدعوة للوحدة العربية يعنيالكلام الفضفاض و التظاهر بالوعي للمشاكل العربية في حين أنّ الواقع لم يعرف ولو تنفيذ واحد لقرارات القمم العربية المتعاقبة خاصة و الأمّة العربية في أشدّ الحاجة إلى مثل هذه الوحدة في هذا الظرف الراهن الذين تعيشه الدول العربية و بالتّالي الوحدة العربية تعني في رأيينا المتواضع بعث مشاريع مشتركة و الاستثمار في العالم العربي و دفع النمو في الدول العربية و القضاء بالتالي على آفة البطالة أمّا ما نراه اليوم هو هدر للقدرات العربية في تخزين السلاح و محاربة بعضهم البعض و تكريس روح الانقسام بدل اللحمة و التفرقة بدل الجمع فبالله عليكم عن أي وحدة عربية تتحدثون في غياب مدّ الطرقات و السكك الحديدية بين هذه الدول فضلا عن التكامل بينها خاصّة و أنّ الله حبانا بكل عناصر القوّة من الخيرات الباطنة و الظاهرة منها فضلا عن وحدة اللغة و الدّين و الجغرافيا و الحضارة و التاريخ و لكن الكلام سهلا أم الفعل سنتحاسب عليه في القمّة العربية القامة رقم 30 إن شاء الله..؟ وكيف ندّعي الوقوف ضدّ الارهاب و اقتلاعه و البعض من دولنا تعتبره ذراعا لها من أجل تمرير بعض سياساتها بالمنطقة العربية ألا يستحي قادتنا وهم يتحدثون عن ظاهرة الارهاب ؟ لنصارح أنفسنا بأننا من ساهمنا في بروز العديد من مشتقات هذا الارهاب الأعمى عن وعي أو عدم وعي و ذلك بترك رجال الدين و كأنهم معصومون من الخطأ يصولون و يجولون بمواقفهم و فتاويهم بل لابدّ من الاعتراف من قادتنا العرب و أنّهم وراء من زجّ برجال الدين في السياسة لغرض في نفس يعقوب قبل الكلام الانشائي عن اقتلاع ظاهرة الارهاب فهل ستوقفون حالا إن كنتم صادقين عن مساعدتكم لمأجوري هذا المرض العضال بعدها يمكن تصديق هذا التوجه لمحاربة هذه الظاهرة. أمّا الأهمّ من كلّ هذا -وإن كان القادة العرب جادين في الاقلاع عن كلّ تصرفات الماضي و السياسات المتبعة من أجل الوحدة الحقيقية للأمّة العربية–أن يتّجه كلّ العرب على احداث ميثاق جديد بينهم أولى بنوده عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني و طرد كل من له سفير في البلاد العربية من الصهاينة و ثاني البنود الخروج من جلباب الشرق أو الغرب و ايقاف كلّ الحروب العربية / العربية و بالتالي الاعتماد على بعضكم البعض كدول عربية عبر التكامل الاقتصادي و المالي و الزراعي و العسكري و كفاءات العنصر البشري. عندها فقط سنقول وأنّ العرب استيقظوا و وعوا لمستقبل دولهم وشعوبهم و حصنوا مواقفهم و تجارتهم و اقتصادهم وأمنهم و قتها أيضا لا و لن نقول و أنّ القمم العربية انتقلت من اللاّءات الثلاثة إلى الولاءات الثلاثة؟؟ فهل هذا ممكن في ظل هذا التشرذم العربي و الانقسامات الذي وراءه شياطين الإنس من الشرق و الغرب عبر زرع الفتنة بينهم و تخويفهم من بعضهم البعض و في اعتقادي هذا يعتمد على صحوة عربية قد يقودها الشباب في يوم ما لأنّنا يأسنا من مواقف القادة الحاليين؟