لم تستطع عائشة ان تتخلص من الذهول بعد ان اكتشفت حقيقة زوجها الشيخ حمودة ...وحقيقة جماعة احباب الله...ولم تفهم كيف يقدر الشيخ على التعايش مع شخصيتينمتنافرتين..متناقضتين..متضاربتين...مختلفتين ..في جسم واحد..ولكنها عندما اخذت تتامل في جسمه الضخم جدا..جدا..ادركت انه يمكن لذلك الجسم ان يجمع بين عدة شخصيات فهو جسم وكانه عمارة متعددة الطوابق...ولم تجد غير الحلوف لكي تقارنه به...وتفطنت لاول مرة بان جسمه يكد يكون نسخة مطابقة للاصل من جسم شارون وخصوصا على مستوى الكرش...وطريقة المشي...وحاولت ان تمنع نفسها من الضحك عندما قارنته بشارون ...وارتسمت صورة شارون في مخيلتها منذ تلك اللحظة ولم تقدر على محوها حتى عندما تريد..واصبحت تلتقي كل ليلة في معركة سريرية ليلية مع شارون...ولايدعها تغادر الفراش الا بعد ان ياخذ ما يقول انه حقه...بعد ان يعطي حق ربه....وفاجاها ذات ليلة اثناء المعركة انه يتمنى عليها ان تذهب الى صديقه الدكتور بيرم ليخيط لها بكارة جديدة...ولم تستوعب الموقف...وتاكدت ان شارون شخصيا معها في الفراش...واوضح لها الامر بقوله ان يتولى هو من جديد فض بكارتها...ويريد ان يتاكد من فحولته قبل ان يعلن زعامته على احباب الله وقيادته لهم...وبذلك لن يستطيع احد من الجماعة منافسته على المنصب...وغادر الفراش وتركها تجفف دماءها...وتخفي دموعها...ووقف امام المرايا التي تغطي جدران غرفة النوم واخذ يرقص بجسم الحلوف..ومؤخرته تهبط..وتصعد وكانها كوم من اللحم المتعفن..وهو يغني ويصفق ...انا الزعيم الاوحد..انا الاول والاخير...انا القائد...والنور الساطع..وانا الوحيد صاحب القوة الضاربة..والقوة الدامغة..والماء الدافق المتدفق الغزير الوفير الكثير....وتركته يواصل شطحة الجنون وكانه في زاوية اصابه نوع من (الصرع)..واستولت عليه (تخميرة من تخميرات الدراويش)...تركته وهرولت نحو الحديقة لتستنجد بدواء لم تجد احسن منه وهو السيقارة فاشعلت الاولى وامتصتها بسرعة فاستعادت قدرتها على التنفس الطبيعي...وهدات قليلا واشعلت الثانية...واخذت تتابع خيوط الدخان المتصاعد منها وكانها تتامل في لوحة زيتية سريالية غامضة رسمها رسام مخبول واذا بتلك الخيوط تتداخل وسرعان ما تتبخر وتختفي ولكن هناك وجه يفسد المشهد ...ويعيدها الى مربع الاحساس بالقهر والغبن...تطرده فيطاردها...تهرب منه فيهرب اليها...تصفعه فيلصق خده بخدها..تبصق عليه فيقضم لسانها...انه وجه بشع ..مشوه...قبيح..دميم...وتفشل في تحديد لمن يكون...هل هو وجه الشيخ...ام هو وجه شارون...فتفر من الحديقة وتدخل الى قاعة الجلوس لتحتمي بصور التلفزة..ولكن الكابوس لا يتركها...