لقد جعلت هيئة الانتخابات الوطنية شعارها (الكلنا ننتخبو) تاركة ومعرضة عن الصيغة العربية السليمة التي تعلمناها من لغة العرب وهي(كلنا ننتخب) وبناء عليه فمن حقنا ان نسال جناب هذه الهيئة الوطنية لماذا تخليت عن التعبير باللغة العربية وكتبت دعوتك للانتخابات البلدية الرسمية على هذه الصفة وعلى هذه الصيغة وعلى هذه الكيفية؟ فهل انت في خصام او قطيعة مع اللغة العربية لا سمح ولا قدر الله ؟ ام ترين ان التونسيين عاجزون عن قراءة دعوتك اذا تمت كتابتها باللغة العربية السليمة الصحيحة العلمية ؟ام رايت ان اللغة العربية الصحيحة عاجزة عن التعبير عن ارادتك ورغبتك في دعوة التونسيين الى هذه الانتخابات؟ الا ترين معي انك هيئة تونسية رسمية ومن واجبك ان تحترمي قبل غيرك دستور البلاد الذي ينص على ان العربية هي لغة البلاد الرسمية؟ ام لم تعجبك قواعد اللغة العربية فانتهكت قواعدها بهذين اللفظتين الدارجتين من لهجتنا العامية التي ليس لها قواعد صحيحة علمية؟ ام اردت ان تتوجهي بالخطاب الى التونسيين الذين لا يتقنون اللغة العربية ونسيت ان نسبة التعليم في هذه البلاد بلغت ارفع النسب المائوية العالمية؟ ثم هل تظنين ان من لايقدر ولا يحسن قراءة الحروف العربية سيحسن قراءة حروفها بهذه الصيغة الدارجة العامية ؟ ثم وقبل كل شيء اليس من واجبك ان تتساءلي قبل هذا الاختياربالذات لماذا تنفق بلادنا من ميزانية الشعب الملايين والمليارات من الدينارات لتعلم اطفالنا وشبابنا قواعد وصيغ اللغة العربية اذا كانت تعلم ويعلمون انهم عندما سيصبحون اطارت عليا في هذه البلاد سيتركون التعبير والكتابة كما فعلت انت بهذه اللغة العربية ويستبدلونها بخليط عشوائي من الكلمات مما يتلفظ به العامة بعيدا عن الجديات وعن الرسميات؟ ولقد تذكرت وانا اقرا شعارك الغريب عن لغة العرب قول بيرم التونسي رحمه الله وقد راى في بلادنا ما راى من مظاهر الغرابة وعلامات العجب فقد قال وهو يركب البحر ليعود سريعا الى مصر وكان في حالة حزينة كئيبة (يا قعدتك في بر تونس كل يوم تسمع غريبة) وعلى كل حال فاننا ندعو الله تعالى الذي انزل قرانه بلغة العرب فقال فيه ما يقراه التونسيون بكرة وعشيا(انا انزلناه قرانا عربيا) ان يعينك في انجاح حملتك الانتخابية وان يحفظ لغته ويلطف بها وبنا بالطافه الظاهرة والخفية متذكرين دعاء الولي الصالح ابي الحسن الشاذلي الذي دعا ربه بدعاء لا تخفى معانيه عن كل لبيب ونبيه (اللهم لا نسلك رد القضاء بل نسالك اللطف فيه)