بكل استغراب وأسف تلقيت خبر توقف جريدة الصريح اليومية والأسبوعية عن الصدور هذه الأيام، مع الإبقاء على النشاط الإعلامي الرقمي لموقعها الإلكتروني... وإني كمتتبع لمقالات وتحاليل هذه الجريدة الغراء ومادتها الإعلامية ومواقفها الجريئة والمنصفة المدافعة على قضايا الحق والمواجهة لمحاولات الإستبداد والمظالم والتمرد، والمساهمة في ترسيخ ثقافة الإعتدال والمصالحة والوفاق لا يسعني إلا أن أكبر ما يتميز بها لعاملين بها والقائمين عليها، وفي مقدمتهم صاحبها ورئيس تحريرها القامة الإعلامية والوطني الغيور صالح الحاجة الذي تميز بجرأته وثباته على المبدإ وبتفانيه في خدمة الإعلام وإثراء مشهده بما قام به من مبادرات وتجدد ولا يزال للإرتقاء بالرسالة الصحفية التثقيفية والتواصلية وبجودة أدائها وأخلاقية ممارساتها... كما يعجز لساني عن شكر أخي وصديقي صالح الحاجة والثناء على خصاله ومواقفه ومشاعره اللطيفة إزاء شخصي، ويجدر بي أن أذكر أن جريدته الصريح في نسختها الورقية كانت مرآة لأوجاعنا وأفراحنا وأتراحنا وقد لمست من خلال صاحبها ومن خلالها أيضا وقفة مشرفة في محنتي للدفاع عن الحق حين افتقد البدر في الليلة الظلماء. كما أعبر عن أسفي لما تعانيه الصحف اليوم من تقلص انتشار وصعوبات مادية ترغم العديد منها على التوقف عن الصدور وعدم التمكن من تحمل نفقات استدامتها التي تكبل أصحابها بأموال طائلة يعجز القائمين عليها عن مواكبتها جراء تداعيات المنافسة الإلكترونية في عهد الحرية والتنوع والتعدد والديمقراطية... وبالرغم من أن الصحافة المكتوبة تعتبر مرجعا توثيقيا وبحثيا هاما وثراء لمضامين مختلف وسائل الإعلام الأخرى فإن فقدان العديد منها أثر على المشهد الإعلامي والسياسي بالبلاد، وهو ما يهدد لاحقا بتقهقر حركة الفكر والنشر بتعطل صدور الكتب التونسية وتقلص رواجها مما يحتم على القائمين على الشأن الإعلامي والثقافي والسياسي تدارك الأمر ورفع الصعوبات المادية التي تكبل الصحافة المكتوبة والنشرعموما. تمنياتي للأستاذ صالح الحاجة بطول العمر ورباطة الجأش وشحذ الجهد اللازم والشجاعة الكافية والمثابرة في مواجهة التحديات والصعوبات.