التقديم :شتتونا وضيّعونا وجعلوا منا اغرابا في اوطاننا العربية وطمسوا قوة اتحادنا العربي والاسلامي ومحوا من عقولنا انتماءاتنا الراسخة فوق اراضينا ، وضيعونا فوق اراضينا وزرعوا في قلوبنا الاحقاد الضغينة ، وجلْمدونا وجمّدوا فكرنا والقوا بنا في غياهب الضياع والنسيان... ** والله شتتونا وشتتوا افكارنا وشتتوا ابناء عمومتنا في جميع الامصار فاكثر من اربعة ملايين مشردون في امريكا واليونان والمانيا والنمسا وسبعة ملايين على حدود بلاد الشام هم شتتونا ونحن شتتنا بعضنا وطمسوا معالمنا العربية والاسلامية ودنسوا مقدساتنا باسم الخلافة والصفاقة والسخافة ورموا باجيالنا في غياهب المحيطات ثم عادوا من جديد .. للتفتيت .. وتشتيت التفتيت .. يحدث هذا والاقصى على مرمى حجر من بيوتنا وقلوبنا يدنّس ويهوّد فالمستوطنون واليهود يسطرون لقمع المصلين وحرمانهم من اولى القبلتين وثاني الحرمين .. هم بدؤوا بباب المغاربة وحائط المبكى وقد يصلون الى الهيكل ..لكن الرب في الوجود والدمع سيصبح غدا انهارا من عيون المؤمنين ويجرفهم طوفانا ويومها لا يفيدهم لا النووي ولا نيتنياهو ولا وصايا قولدمايير ولا كتاب بن غريون ولا ترمب ولا السوفيات ولا الفرنسيين ..وسوف يعلمون وطوفان فرعون لا يزال في قلوب ذاكرة التاريخ وامام العيون.... ** مآقينا لم تعد تتسع لآبار دموعنا الحرى التي نذرفها يوميّا على كل شبر انتزع منّا عنوة و قهرا ... و على كل بسمة صادقة تغتال من أفواه أطفالنا الأبرياء ... أمام عيون الكبار و على مسمع من الآذان التي تدعي " الحق و الحقيقة و حقوق الانسان و براءة الزمان و طهارة المكان !! " ... دمعتي في حجم قبة الأقصى أذرفها ... أراها تتدحرج الى أسفل ؟ هل ستغرق في طريقها ... " بني اسرائيل " الخونة !! القتلة المجرمين الذين لا يتوانون لحظة في التمثيل بجثث أبنائنا ؟ وبيع أعضائهم... هل تراها تغرق بني يعرب ، المهرولين عراة حفاة ... نحو " الأمريكان و الصهاينة " و من لف لفهم من أجل التوقيع على صك الأمان و التجديد في الحكم ... وإضافة مزيد من العمر على كرسي السلطة !! هل تراها ... تتدحرج إلى البحر ..... الميت.. لتعبر مع " المغادرين " و الشهداء البررة !! و جعي في حجم جبل كليما نجارو..لانني أخاف أن أنسى ويأخذنا النسيان إلى مقابر التاريخ..أخاف على الاقصى ..كما أخاف على بيت الشرق ..لاننا شعب " نوّاسي، ينسى ولا يواسي"..لاننا شعب هدّه الانهيار السياسي..لاننا شعب خدرته الآلام والمآسي..لاننا شعب تشعبت أفكاره في أدغال البراري وأدغال الوسواس...لاننا شعب الهزيمة ..صرنا نخاف على جيلنا القادم من " التيه والعته والهلواس"..لانني جزء من هذا الشعب..ندمت كثيرا على آستنساخ احساسي القومي العربي..كما ندمت على صحوتي في الزمن الرديء..؟؟ ...وبعد قمة العرب 28 في البحر الميت بالاردن التي ماتت وقتلت كل امل فينا ، هل ترى قمة الظهران ستحيينا بعد أن دكّ العدوان الثلاثي الجديد اخر بصيص في امانينا ....؟ ** ألمي في حجم الهملايا ؟..من شدة تأففي وتأسفي على الشرف العربي ..والكرامة والشهامة..ومن شدة قلقي على وطنيتي وعروبتي..غمّست في الصحراء العربية رأسي وفكري وعقلي وتاريخي كالنعامة !! ولما سمعت آذان الفجر خرجت من تحت الأديم فلم أجد غير أطفال مسيرة الصحوة الفلسطينية والمقاومة..شهداء من جديد ...!!ومن شدة هلعي..تداخلت نقط الجغرافيا في مخيلتي..وآحترقت دفاتر التاريخ في مكتبات الامة..وتناثرت وثائق الصلح وبشائر القوة والعزة..؟ حتى أمسيت زبدا جفاء وفكرا هباء.. ختام الكلام : اغرقونا في الضياع ولم يمنحونا بعد خارطة الضياع العربي والاسف من وطني ياتيني حارقا والاسف من الاسف يقتل فينا بقايا جذوة لا تزال دمعة في مآقينا /