طاب الدكتور بيرم من عائشة ان تجري بعض التحاليل والصور وعلى ضوء نتائجها يقرر اجراء العملية من عدمها...وقد خفت حماسه بعد ان فحصها بدقة...واقتنعت عائشة اكثر فاكثر بانه بالفعل (حلقوم) فهو باصابعه الناعمة جدا ..جدا..التي كان يمررها على جسدها بحنان مفرط وكانه كان يعزف على بيانو...وكان جسدها في حالة ارتخاء..وكانه تم تخديره..ولم تشعر الا بالنعومة التي شعرت بها لاول مرة في حياتها...وادرك هو انها مستمتعة...ومستسلمة..فلم يحرمها من لذة تتذوقها لاول مرة فاستمر في الفحص وكانه يقوم بعملية (ماساج)..وعندما اكمل الفحص الذي اخذ من الوقت اقصاه اقترب منها اكثر ما يمكن ليساعدها على النزول من فوق طاولة الفحوصات فاذا هي تتفاجا بحجم وشكل صدره...لقد اذهلها حجم الاثداء واسندارتها وتكورها...ولكنها تجاهلت ذلك...وهو ما لم يعجبه...لانه يريد من يعبر عن اعجابه بهذا الصدر الذي يتباهى به امام النساء والرجال ولم يتمالك نفسه فسالها (اشنوة ما عجبكش صدري ) فضحكت...واثنت..واطنبت في التعبير عن اعجابها حتى بدت وكانها تتغزل به ..فانحنى وقبل يدها وقال لها (زايد ...ما احلاك يا مدام..الكلاص..كلاص...وما اختارك عشيري الا على خاطرك شمس في النهار وقمر في الليل )وقد اعجبتها منه هذه المجاملة...اما كلمة (عشيري) لم تعجبها ...ولكنها لم تعلق عليها...وحدقت في عينيه مليا فرات فيهما ما يوحي بانه يشكو من نقص واضح في الحنان...وكانه طفل اختطفوه من امه...انه ضائع..ويتيم...ويبحث عن امه المفقودة..ولما صارحته بانطباعه اكد لها صحة ما انطبع في ذهنها عنه...واعترف لها بانه اختار التخصص في طب النساء لانه يبحث عن امه الفقودة...وانه انتمى الى احباب الله بحثا عن الحنان وقد وجده في الشيوخ وخصوصا الشيخ حمودة...قال لها ان شيخي حمودة يدللني..ويوفر لي اكثر من كل الشيوخ الحنان وفهمني اكثر من سواه...ولكن عيبه الوحيد انه كثيرا ما يتعامل معي بشراسة...وانا لا احب لا الشراسة..ولا الخشونة...ولا العنف..ومع ذلك فانني اعتبره عسل احباب الله..لانه بصراحة هو قوي على كل المستويات...ويملك ما يحسده عليه بقية الشيوخ...ف(يرحم من قرا وورا..)...وتاكدت عائشة انها اصبحت تشفق على هذا الطفل المحروم...والتائه..والضائع..فضغطت على يده وهي تودعه وقالت له ( تشرفت بمعرفتك...ويبدو لي اننا سنصبح اصدقاء..ونقلك مرة اخرى ..راك غزال..وااحلاك..ويرحم الام اللي جابتك..)ولما نطقت بكلمة الام غطت وجهه سحابة حزن..وازداد ذبولا..وصارت نعومته ضعفا..وتبدل مظهره العام فتحول من وردة الى كتلة بشرية تنطق بالبؤس...والحزن..والحرمان...سالته عن امه وهل مازالت على قيد الحياة فانفجر بالبكاء وكشف لها عن حقيقته فهو ابن زنا ولم يعرف امه..وظل طوال عمره يبحث عنها ليعتذرلها عن الماساة التي تسبب لها فيها..ولما قالت له انها هي السبب في ماساته انفجر في وجهها..وغضب...وتوترت اعصابه..ولم يعد ذلك الطفل الهادئ الوديع..وكاد ان يهجم عليها كالثور الهائج ثم طلب ان لا تذكر امه بسوء واكد لها انه لولا ظهوره في بطنها..ولولا انه فرض نفسه عليها لما قالوا عنها زانية..ولما تشردت..ولما تركته..ولما تعذبت...وصرخ وهو شبه يطردها امي ليست زانية...ليست زانية...ثم اجهش بالبكاء...