لا شك ان اكبرمسالة واكب موضوع واهم قضية تشغل بال التونسيين في هذه الأيام الحالية هي مسالة وقضية وموضوع الخلاف بين الحكومة وبصفة ادق بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي المنضوية تحت اتحاد المنظمة الشغيلة العمالية فقد طال بينهما الخلاف بصفة غير مسبوقة ومظهر جديد لم يتوقعهما احد من التونسيين من المتعلمين ومن المثقفين ومن غير هؤلاء اجمعين والسؤال الذي يفرض نفسه وذاته في هذه القضية التاريخية هو ان نسال ونقول اين اصوات ومواقف وبيانات احزابنا السياسية؟ واخص بالذكر منها حزبي وحركتي النهضة الذين يقودان حكم اختيار الشعب لهما هذه البلاد؟ اذ لم نسمع ولم نقرا ولم نعلم لهما صوتا او بيانا او موقفا يذكر وكانها يعيشان خارج هذه البلاد وفي كوكب اخر فهل شان التربية والتعليم لا يعنيهما في شيء كبير ولا صغير ام هما خائفان من تبعات ونتائج ما سيصدر عنهما من موقف ومن تصريحات ومن بيانات؟ وبلغة اخرى هل هما خائفان من رد فعل نقابة التعليم و اتحاد الشغالين اذا عارضوهم وبينوا لهم انهم كانوا في في طلباتهم وفي قرارهم تعليق الدروس كانوا من المخطئين ومن الضالين؟ خاصة ونحن سمعنا ان رئيس الأتحاد يعلن صراحة وامام الجميع ودون استثناء انه اكبر قوة عمالية وسياسية في هذه البلاد وبلغة اخرى دارجة عامية تونسية لا يستطيع ان يلاعبه احد ولا ان ويغلبه احد ولا ان يقف منه موقف الخصم وموقف الضد لقد تعودنا من الحزاب السياسية القوية في كل بلدان العالم ان تمسك بزمام الأمور او تمسك بدفتي القيادة ولكن يبدو ان الأمر في بلادنا قد خالف هذا الأمر وهذا العادة؟ واني ساخص بالذكر حركة النهضة وهي الشريك الثاني في حكم هذه البلاد فلماذا لم نسمع لها ولا لرئيسها صوتا ولم نعرف لها موقفا محددا يفصل صراحة في الخلاف بين وزارة التربية واتحاد الشغل؟ وهل تجهل حركة النهضة مثلا وخاصة رئيسها وشيخها الفقيه المناضل المؤسس ذلك القول الحكيم التاريخي (الساكت على الحق شيطان اخرس) ؟ ااني ارى واقو لان هذا الخلاف بين نقابة التعليم واتحاد الشغل سيستفحل ويطول اذا لم تجد نقابة التعليم واتحاد الشغل حزبا سياسيا وشخصية قوية تقف امامها موقف الشجاعة وتقول نحن نرفض مهما كانت الأسباب ان تغلق المعاهد الأبواب وتذكر بتلك القولة الحكيمة الخالدة (ما لا يدرك كله لا يترك جله) وان يذكرهم ايضا بقول حكماء التونسيين الذين قالوا(مايطيح الرطل كان الكيلو) ولكن مع الأسف يبدو انه ليس في بلادنا اليوم كيلو ولا حتى رطل يستطيع ان يقف موقف الند للند امام نقابة التعليم ولا اتحاد الشغل ولكن رغم كل هذا الأمر ورغم هذا الكلام الواضح في تصوير وضعية بلادنا اليوم التي لا يختلف عاقلان في انها وضعية مسودة داكنة قاتمة فلا بد ان ندعو الله ان يمن علينا بحسن الخاتمة وحسن العاقبة مهما كانت الفئة المغلوبة ومهما كانت الفئة الغالبة