وصلنا مقال من الدكتورة سلوى العباسي التي اكدت انه تمت اقالتها من رئاسة مركز اصلاح امتحان وطني باريانة بأمر من نقابة التعليم الثانوي ووجهت رسالة الى وزير التربية القادم كشفت خلالها عديد المعطيات. وفي ما يلي نص المقال: تداولت صفحات التواصل الاجتماعي على اختلاف ألوانها ومشاربها خبر إعفائي من رئاسة مركز إصلاح امتحان وطني بأريانة الصادر عن السيد وزير التربية بالنيابة سليم خلبوس بضغط من نقابة التعليم الثانوي التي تبنت الأمر في نص تنويه نشر بصفحتها على شبكة التّواصل الاجتماعيّ يوم الجمعة 16 جوان المنقضي، ذاكرة أنّ القرار اتّخذ بالنسيق مع السيّد المندوب الجهويّ للتربية بأريانة السيد محمد بن علي الوسلاتي وذلك على خلفية رفضي فتح مشربة للمفطرين علنا داخل مركز الإصلاح والاكتفاء بتقديم خدمات إعاشة لمن احتاجها بشكل لا يستفز مشاعر الصّائمين ولا يثير حزازيات وتجاذبات داخل المركز. وإني أتوج بخطابي: - أولا من أجل إنارة الرأي العام بعد أن لحقت بي تهم بشعة من قبيل الدعوشة وضرب الدولة المدنية وحرية الضمير وتكفير عضو نقابة عامة من نقابة التعليم الثانوي والدعوة الى هدر دمه و مغازلة طرف سياسي هو حزب النّهضة طمعا في نيل مناصب. -وثانيا وهذا الأهمّ ،رأيت أنه من دواعي الواجب التربوي وغيرة على منظمة حشاد قلعة كل التونسيين أن أرسل رسالة عاجلة إلى وزير التربية القادم أسوق من خلالها جملة من المحاذير تهمّ العلاقة المستقبلية للمسؤولين عن ملفّ التّعليم وإصلاحه بنقابات التعليم الأكثر عددا ونفوذا داخل الاتحاد ،الطامحة إلى قدر أقصى من التحكّم والتغوّل والانفراد بالسياسة التربوية للبلاد وهذا نصّ الرسالة: " السيّد وزير التربية القادم ، ينتظرك بعد توليك حقيبة أكثر من سيادية أخطر الأدوار على الإطلاق وأشدّها جسامة ومسؤولية أن تخرج بالمرفق العمومي من مشبك التجاذبات ومناخ المهاترات مع النقابات الذي تصدّر المشهد المدة الأخيرة وجعل المناخ التعليمي بتونس قاتما، منفرا، مقززا ، منذرا بهروب جماعي صوب المنظومة الخاصّة يظنّ أنّ فيها الملجأ والخلاص. ينتظرك أن تقطع مع سياسة العداء أو الخنوع والاستسلام لإرادة من يظن نفسه الأقوى عددا ونفوذا وتحكما وأن تضمن لأبناء للتونسيين والتونسيات وبناتهن فلذات الأكباد، أغلى ما في البلاد من الثروات ضمانات الحياد والموضوعية وتكافؤ الفرص وأن تفرض سلطة القانون على الجميع دون استثناء دون محاباة ومجاملة وبمنأى عن صراع النقابيين من أجل الصّراع لا غير. إنّ الطرف الاجتماعي طرف هام وأساسي في الحوار حول مشاغل التربية والإصلاح لا يمكن إقصاؤه، و لكن ليس لنقاباته الأكثر عددا ونفوذا أيضا أن تتحول إلى الحاكم الفعلي في سياسة الدولة ووزارة التربية وأن تفرض أوامرها و نواهيها على المسؤولين والمندوبين والمديرين التربية مركزيا وجهويا ،حتى أصبح التعيين بأمرها والإقالة بإيعاز وتزكية منها وصار الجميع رهن إشارة هياكلها حتى دخول التعليم العمومي إلى نفق مظلم الجميع يعلم ما مآل المنظومة فيه. وأختم وأقول لفتة خاصّة إلى قطاع المتفقّدين البيداغوجيين وهم الضحايا المستهدفون مباشرة من هذا التغوّل منذ اندلاع الثورة، وفيهم من يمنع الى الآن من العمل ومن أداء واجبه في التفقّد وحتى تكوين المتربّصين، ولا يحرّك المسؤولون ساكنا خوفا من طغيان من طغى وتجبّر، ومنهم من انتزعت منه لجنة اصلاح امتحان ومركز اصلاح امتحان عنوة ومنهم من رحّل قسرا إلى جهة أخرى وكلّ ذلك ترضية لنقابة تريد أن تستأثر بكل شيء: التنظيمات البيداغوجية ونقل الأساتذة وتعيينات المسؤولين وتوزيع المستويات داخل المؤسسات ، لتضرب عرض الحائط بآراء المتفقد المنصوصة قانونا في نظامه الأساسي ّ حتّى ملأت نفوسنا مشاعر الإحباط والعجز عن أداء الواجب وصرنا نحن معشر المتفقدين بجميع رتبنا رهائن إرادة مغلوطة وسلطة مغشوشة ،غايتها فرض الرداءة والشعبوية وتسيير التربية حسب نهج المصالح والأهواء والنزعات الفردية والإيديولوجية ،حتى أصبحنا وعددنا يفوق الالف جنودا مجرّدين من أسلحتهم ينتظرون في أي لحظة أن تطلق عليه رصاصة الرحمة أو أمر إقالة أو نقلة عقوبة بأمر من نقابة منظورينا فأيّ إصلاح هذا في زمن "الرطل" و"الكيلو"؟" د.سلوى العباسي متفقدة عامة للتعليم الثانوي عضوة في نقابة متفقدي التعليم الثانوي ولجان الإصلاح سابقا