من بين القطاعات التي كانت دولة الاستقلال تفتخر بها الصحة حيث راهنت تونس منذ الاستقلال على هذا الميدان اضافة الى التعليم للارتقاء بالبلاد لكن للأسف فان هذا القطاع يشهد في السنوات الاخيرة معضلة خطيرة لا نبالغ ان وصفناها بالكارثة الصامتة والتي تتمثل في هجرة الكوادر الطبية نحو الخارج. فرغم أن وزارة الصحة لم تعطي أرقاما رسمية حول مغادرة الاطباء للبلاد الا انها اعترفت بالمشكلة لكنها للأسف لم تعمل الى الان على معالجتها. بالنسبة للأسباب هذه المعضلة الخطيرة فهي ترجع اساسا الى تدهور وضع المؤسسات الصحية والاستشفائية ببلادنا وايضا لعدم وجود تشجيعات تحفز الطبيب على البقاء خاصة بالنسبة للمتخرجين الجدد الذين يجدون في مقابل هذا اغراءات خارجية من دول الخليج وكندا ودول أوروبية . بعض الارقام تتحدث عن هجرة أكثر من ألف طبيب خلال السنتين الاخيرتين فقط جلهم أطباء اختصاص الى الخارج لكن المعضلة لا تقف هنا بل هي امتدت الى المهندسين والكفاءات في الاعلامية وغيرها.