بعد واجب التوجه بسلامي وبتحياتي لاخوتي القراء واخواتي اقول انني لاول مرة في حياتي اسمع رئيس قامة انتخابية بلدية يتكلم في الاذاعة الوطنية و يتحدث ويعلن عن مشروع قائمته الذي سيفيد اخوانه واخواننا الأموات عليهم سلام ورحمة الله وما عنده من البركات وانني وان كنت اجهل بالتأكيد تفاصيل وفصول وبنود هذا المشروع العبقري الجديد فاني اتوجه الى هذا المترشح المحترم لأقول له ان التونسيين يكتفون من جناب وحضرات المترشحين ان يصدقوا فقط ما استطاعوا فيما وعدوا به المواطنين الأحياء الذين يتمنون ان تتغير حياتهم اليومية من الشقاء الى الرخاء كمعاناتهم من نقص الماء ونقص التنوير ومن الحفر التي ملات الطرقات من الحجم الكبير ومن الحجم الصغير ومن مشاهد و روائح المزابل ذات الوزن الثقيل والوزن الخفيف التي تقلقهم في الشتاء والصيف وفي الربيع وفي الخريف اما الأموات فلم يعد على حد علمي ينفعهم شيء من برامج البلديات بعد ان رحلوا عن هذه الدنيا وقد حملوا معهم ما حملوا من اعمال الحسنات والسيئات ولا شك انهم عندما كانوا احياء قد لاقوا نفس المشاكل التي يشكوا منها اليوم ممن مازالوا يتمتعون بعدهم بنعمة الحياة ولا شك ايضا ان ارواح هؤلاء الأموات قد تذكرت وقالت ورددت عندما سمعت كلام رئيس تلك القائمة الانتخابية وهو يتحدث عن المشاريع البلدية في صورة نجاح قائمته لفائدة اموات هذه البرية ما قاله ذلك الرجل التونسي الواعي الذكي المسكين وقد قضى حياته متعبا منهوكا ولم يجد في بلاده وفي بلديته بالتخصيص والتنصيص من يعينه في حل مشاكله اليومية التي احاطت به من فوق راسه ومن تحت رجليه ومن بين يديه ومن الشمال الى اليمين وجعلته يسير في الشوارع باكي العين مذهولا من شح وتجاهل وغفلة قومه وعاجزا عن فهم ما يدور حوله كالمعتوه والمجنون (كيف كان حي اشتهى بسرة وكيف مات علقولو عرجون )