تفيد الأخبار أن وزارة الحج والعمرة بالسعودية سوف تغلق المسار الإلكتروني "السيستم" مع كافة دول العالم بعد أسبوعين إيذانا ببداية مرحلة جديدة من الإجراءات بين السفارات السعودية في الخارج ووزارة الحج والعمرة في الرياض وفروعها في مكةالمكرمة وقال أصحاب حملات إنه بقفل المسار الإلكتروني تكون السعودية أعطت مؤشرات واضحة بمنع القطريين والمقيمين للعام الثاني على التوالي من أداء فريضة الحج كما منعتهم من أداء العمرة لمواسم مختلفة أولها عمرة رمضان الذي تزامن مع فرض الحصار الجائر وتوالت مواسم العمرة الأخرى ولم يسمح للراغبين بأداء الشعيرة. أول ما تبادر الى الذهن حين قرأت هذا الخبرهو ما قاله العزيز الحكيم في هذه الأية :(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُالْعِقَابِ ) صدق الله العظيم و السبب هو أنه لأول مرة في التاريخ الحديث يقع صد المواطن القطري و المقيم في قطر عن المسجد الحرام بممارسات سياسوية لا تليق بمن عهدت اليه خدمة الحرمين الشريفين و لا بدولة شقيقة هي الأخت الكبرى ثم إن إنزلاق الدبلوماسية السعودية الى التعاون على الإثم و العدوان مع بعض الأطراف يبدو متناقضا مع الرسالة الأخوية و الروحية التي من المفترض أداؤها من قبل الرياض. فسبحان الله كيف أودع في تلك الأية من كتابه ما يصور واقع الحال الراهن بين شعب قطر و الشعوب الخليجية و العربية من انتهاك لأبسط قواعد التعاون على البر و التقوى و لكن الله سبحانه يفرز الحق من الباطل و ينصر العدل على الظلم فدولة قطر بما أكدته للعالم من مواقف البر و التقوى أي العمل على رأب الصدع و فتق الرتق بين الإخوة و من مواقف الترفع عن إثم المس من الأعراض و شتم الرموز و مواقف التمسك بوحدة الأسرة الخليجية بينما يصدعها الأخرون بتهور و انعدام المسؤولية أثبتت للرأي العام العالمي و لأوروبا و الغرب بالذات أنها على حق لا يستدعي السقوط في المحظورات و لا استباحة المقدسات و لا تعميق الجراح. و لنأخذ مثلا واحدا من كلام عادل الجبير عن دور قطر في القضية العربية الإسلامية الأولى وهي قضية الحق الفلسطيني بإزاء الغطرسة الإسرائيلية و مخطط صفقة القرن فقد قلب الجبير الحق حين قال أمام البرلمانيين الأوروبيين بأن قطر بتمويلها لحماس عطلت مسار التوفيق بين الضفة و القطاع بينما الحقيقة الساطعة و المعلنة كانت قطر السباقة قبل غيرها إلى جمع الإخوة الفرقاء في الدوحة و القيام بمحاولات الوساطة الأخوية لتحقيق الوفاق بين السلطة و بين حماس التي فازت في إنتخابات حرة و ديمقراطية و إيمانا منها أنه لا غاية للقطاع و الضفة إلا الدفاع عن فلسطين كما أن الحقيقة التاريخية الساطعة هي أن دولة قطر لم توجه معونتها لمنظمة حماس أو سواها و لا تتدخل في شؤون الشعب الفلسطسني الداخلية بل كانت كل المعونات موجهة الى شعب غزة المحاصر من قبل إسرائيل و مع الأسف من قبل بعض الأطراف التي تحاصر اليوم قطر أيضا !!! فالمعونة الأخوية الصادقة من شعب قطر لشعب غزة هو واجب إسلامي و وطني و إنساني تمليه الضمائر القطرية المؤمنة و اسألوا أهل غزة الذين ظلت مستشفياتهم بلا أدوية و بيوتهم بلا كهرباء و مواطنوهم بلا رواتب و طلابهم بلا مدارس سوف يجيبونكم بما يختلج في صدورهم من عبارات العرفان للذين يمدون لهم أيدي العون و ليس للذين يتاجرون بعذاباتهم و يؤازرون أعداءهم و يصفون قيادتهم بالإرهاب بل و يبررون جرائم الاستيطان و القتل و القمع بالسكوت عن الحق كالشياطين الخرس ؟ نعم إسألوا أهل غزة عمن كسر الحصار و أعاد الإعمار و أنشأ الديار حين هبت قيادة قطر ممثلة في حضرة سمو الأمير الوالد و بعده في حضرة سمو الشيخ تميم لنجدة إخوتهم الفلسطينيين بالفعل لا بالقول و بالعمل لا بالتمويه مع جهود القيادة القطرية في إعمار جنوبلبنان بعد تحريره حتى أصبحت قطر تعتبر لدى لبنانييالجنوب بالشريكة في تحرير لبنان ! هل هذه المواقف المشرفة قابلة للتشويه ؟ أم إنها المواقف الجريئة الثابتة الصامدة التي ترفض بيع القضية الفلسطينية وأول فصولها القاضية بالتصفية النهائية لقضية الحق الفلسطيني في أن تكون لشعبه دولة الى جانب الدول الأخرى و عاصمتها التاريخية القدس الشرقية ؟ فالرئيس القلسطيني أبو مازن اعتبر أن لا قبول للتخلي عن أبسط الحقوق الفلسطينية التي تضمنتها كل المواثيق الدولية بداية من استعادة ما احتله العدو الإسرائيلي سنة 1967و الإعتراف بحق العودة لأبناء الشعب الفلسطيني الى مدنهم و قراهم و حينئذ يمكن تحقيق السلام الدائم بين فلسطين الدولة المستقلة كاملة السيادة و كل جيرانها حسب مبدإ تقرير المصير الذي يحكم العلاقات بين الدول منذ مبادئ الرئيس الأمريكي (وودرو ويلسن) الى اليوم وهو ما تضمنه ميثاق منظمة الأممالمتحدة و أعطاه حقا للشعوب لا جدال فيه ؟ خلاصة القول كما يعرف عقلاء العرب هو أن حبل الباطل قصير و أن الترويج للباطل باطل في حد ذاته و لا أبلغ اليوم من هذه الصورة الناصعة التي تحملها الضمائر بالذات الغربية عن دولة قطر كشريك صادق و ناجع في مكافحة أفة الإرهاب بل هي الدولة الداعية الى عقد اتفاقية خليجية لمقاومة الإرهاب و تحقيق الأمن.