اجتمع وزراء الخارجية العرب في الكويت يوم الجمعة بينما التقى زعماء اخرون في قطر لبحث الهجوم الاسرائيلي على غزة الذي أبرز الانقسامات في العالم العربي. ويعقد الاجتماعان وسط حرب كلامية علنية بين الدول العربية حول ما اذا كانت هناك ضرورة لعقد اجتماع قمة عربية طارئة بشأن الهجوم الاسرائيلي على غزة الذي دخل اسبوعه الثالث وأوقع اكثر من 1100 قتيل فلسطيني واين تعقد هذه القمة ومتى. وأعلن الرئيس السوري بشار الاسد يوم الجمعة انه يعتبر ان مبادرة السلام العربية مع اسرائيل ماتت ودعا كل الدول العربية الى انهاء كل الروابط مع الدولة اليهودية. وقال الاسد خلال اجتماع طاريء عقد في الدوحة ان كل الروابط المباشرة وغير المباشرة مع اسرائيل يجب ان تقطع احتجاجا على الهجوم على غزة. كما أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان حركته لن تقبل شروط اسرائيل لوقف اطلاق النار في قطاع غزة وانها ستواصل المقاومة المسلحة الى ان توقف اسرائيل هجومها. ودعا مشعل في افتتاح اجتماع الدوحة الزعماء العرب المجتمعين في قطر الى قطع كل الروابط مع اسرائيل. وعرضت قطر استضافة قمة عربية استثنائية بشأن غزة لكنها قوبلت بمعارضة من مصر والمملكة العربية السعودية ولهما ثقل اقليمي وفضلت الدولتان مناقشة ازمة غزة في اطار قمة اقتصادية مقررة في الكويت يوم الاثنين المقبل. وقالت جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة ان الاقتراح القطري فشل في الحصول على النصاب المطلوب وهو موافقة 15 دولة لعقد قمة عربية رسمية لكن الدوحة أصرت على المضي قدما في خططها بعقد اجتماع للتشاور من المتوقع ان يشارك فيه ايضا مسؤولون أتراك. وصرح سياسيون فلسطينيون بأن قادة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وصلوا الى الدوحة عاصمة قطر لحضور اجتماع عربي لبحث الازمة في غزة. وقال مسؤول من حماس ل في العاصمة السورية "استقلوا من دمشق صباح اليوم طائرة خاصة أرسلها امير قطر." وذكرت مصادر ان الوفد الفلسطيني يضم مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس. كما يضم رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي واحمد جبريل رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة. ويعيش الزعماء الفلسطينيون في المنفى في سوريا التي ساندت دعوة قطر لعقد قمة عربية لمناقشة الغزو الاسرائيلي لغزة. ومما زاد الموقف ارتباكا عقد قادة دول الخليج العربية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة اجتماعا طارئا بشأن غزة يوم الخميس في الرياض بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله في محاولة فيما يبدو لاجهاض جهود قطر الدبلوماسية واجهاض اجتماع قطر الذي رفضت السعودية ومصر حضوره. وفي مواجهة دعوات علنية لاتخاذ اجراء بشان الهجمات الاسرائيلية على غزة قال زعماء الدول العربية الخليجية الحليفة للولايات المتحدة يوم الخميس ان قمة الكويت التي ستعقد الاسبوع القادم ستناقش الهجمات وعبروا عن أملهم في ان يحدث الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما تغييرا في السياسة الامريكية. وأصدرت القمة الخليجية الطارئة بيانا يوم الخميس تلاه محمد العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي جاء فيه "بحث القادة مجمل قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بصفة خاصة وما حل بالاشقاء الفلسطينيين في غزة من مأساة واشادوا بالجهود التي تقوم بها كافة الدول العربية في هذا الاطار واتفقوا على ان تستعرض هذه الجهود في قمة الكويت وعلى متابعة هذه الجهود تحقيقا للاهداف المرجوة." وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية للصحفيين في الكويت حيث تظاهر اكثر من 3000 شخص لنصرة الشعب الفلسطيني ان الموقف العربي تعمه الفوضى وهذا مؤسف. ودعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في جلسة مجلس الوزراء العرب الصباحية الى دعم الجهود المصرية للتوسط في وقف اطلاق النار وزيادة الضغوط الدبلوماسية على اسرائيل لتطبق قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الداعي الى وقف فوري لاطلاق النار. وكان اجتماع وزراء الخارجية العرب في الكويت يوم الجمعة مقررا من قبل الهجوم الاسرائيلي على غزة للاعداد للقمة الاقتصادية لكن قطر شعرت ان خطورة الموقف تتطلب اجتماعا مبكرا على مستوى القادة. وقال الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير قطر الذي تقيم بلاده روابط محدودة مع اسرائيل ولها أيضا روابط مع حماس ان قمة الدوحة ستعيد النظر في الروابط الدبلوماسية والاقتصادية مع اسرائيل مما اثار تكهنات بان القطريين قد يستخدمون اجتماع الدوحة للاعلان عن تعليق الروابط مع الدولة اليهودية. كما وعد الشيخ حمد بتقديم 250 مليون دولار لاعادة بناء غزة وصرح بان المحادثات قد تتطرق الى تعليق المبادرة العربية وان كان اي تحرك في هذا الاتجاه يحتاج نصابا قانونيا. وتعكس الاجتماعات العربية المتناحرة الانقسام الواقع في العالم العربي بين مصر والسعودية والدول المتحالفة معهما من جانب وسوريا وقطر والدول المتحالفة معهما من جانب اخر. كما تزيد من تقويض جامعة الدول العربية التي يعتبرها كثيرون من العرب مؤسسة غير فعالة. وسئل احمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري عما اذا كانت بلاده تبذل ما يكفي من جهد لمساعدة المواطنين الفلسطينيين المحاصرين في غزة فقال ان مصر تسمح بنقل المعدات الطبية الى غزة لتخفيف المأساة. وفي مواجهة التدفق الذي لا يتوقف لصور معاناة المدنيين الفلسطينيين على قنوات التلفزيون العربية يتعرض الزعماء العرب لضغوط من شعوبهم لمحاولة وقف القتال. ودعا وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ المشارك في اجتماع الكويت والذي يحضر رئيسه ميشال سليمان اجتماع الدوحة يوم الجمعة الى عقد اجتماع جديد لمجلس الامن لانهاء القتال. وقال ان قضية الساعة هي غزة وانه على العرب ان يتحدوا. من أولف لايسنج