تأججت الأوضاع في جلمة فجأة ووصلت مستوى كبيرا من الاحتقان لكن عندما نتمعن في تصريحات وزير الفلاحة والموارد المائية سمير الطيب للأسف نجد انه لم يضع إصبعه على موطن الداء وأساس المشكل بل وجدناه يذهب نحو إعطاء أسباب قد تكون ثانوية وليست هي ما أدى لاشتعال الوضع والوصول إلى حالة احتقان كبرى حيث انه قال أن السبب هو مطالبة الأهالي بتشغيل أبنائهم كشرط للسماح بربط المناطق المجاورة بالبئر العميقة الجديدة اي مثلما صور الوضع بالقول وكأنهم يقودونهم إلى الجنة بالسلاسل. قد يكون هذا المطلب رفع أثناء الاحتجاجات لكنه ليس الأساس بل هناك سبب آخر.
أسباب الاحتقان
السبب المباشر لحالة الاحتقان هو رفض الأهالي استغلال البئر العميقة لإيصال الماء للمناطق المجاورة والتبرير كونه سيؤثر سلبا على المائدة المائية للمنطقة وبالتالي على فلاحتهم. هذا السبب مفهوم لكنه يبقى نتيجة لا سبب لأن المعضلة الحقيقية هي غياب الحوار وعدم التواصل مع الأهالي لشرح الوضع خاصة من المسؤولين في الجهة ثم اللجوء للحل الأمني وهو ما زاد في حالة الاحتقان وتأجيج الوضع والوصول به إلى المواجهة. فلو عمدت السلط الجهوية قبل تفعيل قرار حفر واستغلال بئر عميقة لإيصال الماء إلى المناطق المجاورة لجلمة إلى فتح حوار وشرح الوضع والتواصل مع الأهالي خاصة الفلاحين وإعطائهم ضمانات كون حصتهم من الماء لن تنقص لما وصلنا إلى هذا الوضع بالتالي فما يحصل اليوم هو نتاج غياب الحوار والتواصل قبل كل شيء.