انه لمن الأسف الشديد وانه لمن النكبة الكبرى وانه لمن الحسرة المرة انه لم يعد لادبائنا اليوم كلام مشهور نافع مؤثر جميل البيان في تقديم التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان يضاهي تلك الابداعات التاريخية في هذا المجال التي حفظها المسلمون منذ اجيال واجيال فالأدب اليوم والحق يقال يعيش أسوأ فترة في تاريخه بلا شك ولا جدال ولا نقاش وحاله اشبه بحال المريض الصامت النائم في غرفة الانعاش ولست ادري الى اين سينتهي والى اين سيستقر به الحال ولقد اصبح اغلب ادبائنا ان لم نقل كلهم بلا استثناء في هذه السنوات الأخيرة. وفي هذه الأيام من نوع من قال فيهم حكماء التونسيين قديما(سود وجهك ولي فحام) ولا اجد سلوى تشفيني وتنسيني وتسليني في هذا الظرف الادبي المؤسف الا ان اتذكر بعض التهاني بحلول شهر رمضان التي سجلها الأدباء المسلمون في قديم وسالف زمان الابداع الحق المشرف من ذلك قول تميم بن المعز لدين الله الفاطمي وهو يهنئ اخاه الخليفة العزيز بالله الفاطمي ليهنئك ان الصوم فرض مؤكد من الله مفروض على كل مسلم وانك مفروض المحبة مثله علينا بحق قلت لا بالتوهم فهنئته يا من به الله قابل من الخلق فيه كل نسك مقدم ومن ذلك قول االشاعر المطراني لاحد الرؤساء شهر الصيام جرى باليمن طائره عليك ما جد باديه وحاضره ودام قصرك مرفوعا مجالسه لزائريه ومنصوبا مرائده ومن ذك قول ابن حمديس يهنئ الأمير ابا الحسن علي يحي صمت لله صوم خرق همام مفطر الكف بالعطايا الجسام اطلع الله للصيام هلالا ولنا من علاك بدر التمام اما ابو ذاكر الذي ذكركم بهذه الابيات وهذه الروائع وما تضمنته من جميل المباني ومن بديع المعاني فيختم هذه التهاني وهو يدعو من صادق الجنان لقراء صالون الصريح فيقول لهم جعلكم الله لهذا الشهر صائمين وللياليه قائمين ولنعماء ربكم شاكرين ومن ابواب البر والخير و الاحسان داخلين و لابواب الشر والفساد مغلقين وبالحلال مكتفين وعن الحرام مستغنين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..