وتتواصل مهزلة قناة نسمة الفضائية بعد شروعها في إعادة بث المسلسل الديني يوسف الصديق باللهجة العامية التونسية ومعها يتواصل اغتيال هذا العمل الدرامي الضخم الذي أعطى قيمة كبيرة لقصة يوسف الصديق وجعل المشاهدين يحبونه ويلتصقون به بل يعيدون مشاهدته دون ملل في كل مرة تتم فيها الإعادة . فعملية الدبلجة وتحويل لغة الحوار من العربية الفصيحة إلى اللهجة العامية المنتقاة من معجم ركيك وهجين وباستعمال ألفاظ دارجة لا تليق بنبي من أنبياء الله قد أساء كثيرا لسيرة هذا النبي وما فعلته قناة نسمة به هو أخطر وأشنع مما فعله أخوته به حيث وقفنا في الحلقات التي تم بثها إلى حد الآن على حوار باللهجة التونسية أقل ما يقال عنه أنه قد أساء كثيرا لسيرة هذا النبي وحط من قيمة وقدر هذا الرمز الديني المؤثر في الذاكرة الدينية. فإذا كان أخوة يوسف قد تسببوا في بيعه مقابل دراهم معدودات بعد أن ألقوا به في غيابات الجب وكذبوا على أبيهم وصوروا له أن الذئب قد أكله وتلقفته قافلة كانت متجهة نحو مصر توقفت لتستريح وتسقى من الماء وما حصل له بعد أن اشتراه عزيز مصر وكل القصة التي نعرفها عن دخوله السجن واتهامه بمراودة زليخة زوجة الرجل الذي أكرمه فكل هذا الذي حصل له بسبب فعل أخوته لهو أهون مما فعلته إدارة قناة نسمة بهذا المسلسل الايراني الذي يعد من أنجح الأعمال الدينية فما فعلته هو أنها ألقت بيوسف من جديد في جب الرداءة والركاكة وقلة الحياء في التعامل مع رسول من رسل الله إذ كيف يمكن أن نقبل بألفاظ من قبيل " إيبزنس وهاملة " والكثير من الالفاظ العامية التي من الممكن أن نقبلها مع التحفظ في المسلسلات العادية أما أن تستعمل في مثل هذه الأعمال الدينية والتاريخية التي لا يصلح معها إلا اللغة العربية الفصيحة التي تكسيها قوة وجمالية فإن ذلك أكثر شناعة وإجراما في حق النبي يوسف وسيرته مما فعله به أخوته .. فمرة أخرى ندعو لك يا سي نبيل القروي بالهداية على هذه الإساءة التي سببتها لهذا النبي ومن ورائه كل الغيورين على إرث النبوة .