يلوك البعض في كل مناسبة و ظرف, المقولة الممجوجة و المستهلكة و التي لا تنطلي الا على غير المطلع او المدرك على وقائع الامور و الاحداث : "الاتحاد خرب البلاد و ما خلى حتى حكومة تخدم عبر الاضرابات المتكررة و تعطيل العمل و الانتاج "! و هم يحملون الاتحاد كذلك, مسؤولية تعطيل الفسفاط او احداث الكامور و غيرها ...في حين انه براء مما يلفقون من تهم, بل بالعكس فالاتحاد قد لعب دورا رئيسيا في مفاوضة المحتجين و الوصول لاتفاقات تحفظ ماء وجه الحكومة بعد فشلها و عجزها . اما المطالب الشغلية لعديد القطاعات العمومية او الخاصة ,فتلك تسوية وضعيات هشة و مظلومة و حقوق دستورية و قانونية و من صميم العمل النقابي الشرعي. و يبقى اللوم على من امضى على اتفاقيات و محاضر جلسات ثم تراجع عن تفعيلها بدعوى الازمة المالية التي من اهم اسبابها الفساد و التهرب الجبائي و التهريب و المحسوبية . و ها نحن اليوم ,امام فرز واضح و صريح, بين من هو خاضع دون ادنى مقاومة للاملاءات الخارجية بما فيها التفويت و خوصصة المؤسسات العمومية و بين من هو ثابت و مدافع عن الممتلكات و السيادة الوطنية . و لمن يلوم الاتحاد على تدخله في الشان السياسي , فعلى حد علمي لم يفرض الاتحاد نفسه ابدا على الحوارات الوطنية و عند المفترقات السياسية الخطيرة , بل تم دائما الاستنجاد به بحكم ثقله و تاثيره , من اجل المساهمة في حلحلة الاوضاع و تعزيز الوحدة الوطنية . ام تريدونه عند الشدائد و تلقونه عند توزيع المناصب و المنافع ,و التي لم يسعى اليها ابدا, بل مارس فيها حق الفيتو و هو اضعف الايمان . كما لا ننسى من ناحية اخرى , تاثير السياسة الاقتصادية و منوال التنمية بمختلف اشكاله و انماطه, على وضعية العامل و الاجير, مما يبررقطعا التداخل العضوي بين السياسي و النقابي في كل الاحوال . اليوم سقط القناع ,و لا عزاء للعملاء و الانتهازين و الوصوليين و انصار الرجعية اليمينية الدينية ,الذين لا زالوا يمارسون شتى انواع التقية ,بما فيها الولاء للاطراف الخارجية و يعملون في السر و العلانية على التمكن من مفاصل الدولة الوطنية ,لوئد الديموقراطية الحقيقية و التجربة التقدمية و الحداثية . عاش الاتحاد حصنا منيعا للوطن , ويا جبل ما يهزك ريح .