بعيدا عن الحسابات السياسية المباشرة والحزبية فان بقاء حكومة الشاهد كما كان مصير غيرها من حكومات ما بعد الثورة مرتبط بعامل واحد وسبب واحد لا علاقة له بموقف النهضة والنداء وتقييم رئيس الجمهورية بل لا علاقة له أيضا بسبر الآراء والحملات الاعلامية ان كانت تدعم الحكومة أو تعارضها أم أنها تقف في خط وسط وهو أمر يكاد يكون مفقودا. ما نعنيه هنا بالعامل الأساسي الذي سيقرر هو بقاء حكومة الشاهد أو رحيلها وسقوطها هو قفة المواطن أي مقدرته الشرائية فالحرب على الفساد مهمة وانعاش الاقتصاد ورفع نسبة النمو مهمة هي الأخرى بل حتى الأرقام التي تنشر حول التضخم والتداين قد تعني الخبراء والمختصين لكنها وبمنتهى الموضوعية لا تعني المواطن العادي الذي يهتم وينشغل بمسائل وهموم أخرى هي قفته ومعيشته. فحكومة الحبيب الصيد لم تسقط لأن الرئيس أراد ذلك بل لأن عوامل سقوطها نضجت وهي الأزمة الاجتماعية وغلاء الأسعار فالحرب الحقيقية للشاهد وحكومته هي ضد الغلاء وهي حرب قفة المواطن ومقدرته الشرائية أما الحروب الأخرى فالنجاح فيها مهما كان لن يكون كافيا لمنح الحكومة ضمانة البقاء