الموقف من مجلة الأحوال الشخصية والديمقراطية وحقوق الإنسان وملف ضحايا النظام السابق والحكومة الحالية الغنوشي:"بزنس التخويف والرعب" هو مصدر شرعية حكم بن علي...و"الخوانجية" كانت فزّاعة لابتزاز الغرب وإسكات كلّ نفس مُعارض بحضور أعضاء مكتبها السياسية وممثلين عن عدد من وسائل الإعلام المحليّة والأجنبيّة والمئات من أنصارها ، نظّمت حركة النهضة اليوم الإثنين 7 فيفري 2011 ندوة صحفيّة ، قدّمت خلالها برنامج عملها للفترة المقبلة شارحة جملة من مواقفها حيال خطّها السياسي وما يروّج حولها من قبل بعض المتخوفين من طروحاتها المتعلّقة على وجه الخصوص بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومجلّة الأحوال الشخصيّة. وقد أكّد أعضاء حركة النهضة عن الطابع السياسي والمدني لحركتهم وأشاروا إلى أنّهم لا يتصوّرون بالمرّة أن يتمّ رفض تسليمهم تأشيرة العمل القانوني قريبا مثلما ينصّ على ذلك قانون الأحزاب ، وفي هذا الإطار قال حمادي الجبالي الأمين العام للحركة:"لا يُوجد أيّ اعتراض قانوني على مطلبنا ، ونحن نتوقّع ردّا إيجابيّا" ، ولاحظت قيادات النهضة أنّ الرفض الّذي شملهم سابقا كان بسبب موقف سياسي وليس استنادا للبنود القانونيّة لتأسيس الأحزاب السياسيّة. وطالب المتحدثون بضرورة أن يتمّ اعتماد ما يصدر عن قياداتها من تصريحات ومواقف لمعرفة تصوراتها والإطلاع على خطّها السياسي ورأيها في مختلف الملفات والقضايا لا أن يتمّ ذلك من خلال ما يُقال عنها ، ولاحظ الغنوشي في هذا الباب أنّ الرعب كان هو مصدر الشرعيّة لحكم بن علي وأنّ نشر الرعب هو الذراع القويّة الّتي يبطش بها على الشعب ، وقال:"فزّاعة الخوانجيّة كانت لابتزاز الدول الغربيّة في مقاومة الإرهاب وكذلك لإسكات كلّ صوت مُعارض"، وواصل حديثه:"الاستبداد يحكم بسياسة فرّق تسُد ، وبزنس التخويف كان هو الّذي يحكم به بن علي المخلوع على مدار 23 سنة". وقال الغنوشي أنّ حركة النهضة وعلى الرغم من أنّها قيّمت مسارها واعتبرت أنّها أساءت تقدير قدرات البلاد على التحمّل في انتخابات سنة 1989 والتي دخلتها الحركة بجميع قواها كأيّ طرف سياسي وحزبي آخر ، فإنّها –أي الحركة- لم تخن الشعب أبدا وبقيت معه على العهد مشيرا إلى أنّ المشاركة في الانتخابات ليس جريمة وقال:"كنّا نقدّر لاحقا أنّه ما كان علينا أن ندخل تلك الانتخابات بمثل تلك الكثافة". وتحدّث الغنوشي عن حادثة باب سويقة وأحداث ماء الفرق وغيرها في تسعينيات القرن الماضي قائلا:"تلك أحداث أريد بها تجريم الحركة والقضاء عليها وهناك لجنة من كبار الحقوقيين يترأسهم المرحوم العميد محمّد شقرون أكّدت وجود ثغرات عديدة في ملف تلك الأحداث ....وسيأتي اليوم الذي ستنكشفُ فيه كامل الحقيقة". البحيري: ملتزمون بمجلّة الأحوال الشخصية منذ سنة 1989 قال السيّد نور الدين البحيري عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة أنّ موقف النهضة واضح من مسألة مجلّة الأحوال الشخصية وحقوق المرأة لا لبس فيه وقد تضمّنت بياناتنا وبلاغاتنا تنصيصا لالتزامنا بتلك المجلّة وقد كوّنا حزبا سياسيّا وفق ما جاء في قانون الأحزاب الّذي ينصّ على ضرورة أن يحترم أي حزب النظام الجمهوري والدستور ومجلّة الأحوال الشخصيّة ، وقد سبق لي أن أمضيت باسمي الشخصي وحينها كان الأمر نيابة عن حركة النهضة نص الميثاق الوطني سنة 1989. واعتبر قياديو الحركة أنّ هذه مسألة منتهية في أدبيات الحركة ومنهجها في التعاطي مع الشأنين الإجتماعي والسياسي ، ولاحظ القيادي الصحبي عتيق أنّ مجلّة الأحوال الشخصية أصدرها فقهاء جامع الزيتونة وهي ضمن الاجتهاد الإسلامي ، وأضاف:"ونحن مع حقوق الإنسان والإسلام يدعم حقوق المرأة وحقوق الإنسان عموما، نحن حركة وطنيّة مرجعيتها إسلاميّة وفكرها وسطي ومعتدل ، نُمازج بين االشريعة والإسلام ومكاسب البشريّة وقيم الحداثة". الجبالي: نحن ضدّ الإقصاء والاستثناء وسنقيّم الحكومة الوقتية من خلال أفعالها واستجابتها لمطالب الشعب قال الأمين العام لحركة النهضة السيّد حمادي الجبالي أنّ الحلركة ستُقيّم الحكومة الوقتية من خلال أفعالها واستجابتها لمطالب الشعب.ولاحظ الجبالي أنّ الموقف العام للحركة معلوم وقد تمّ إبلاغه للسيّد الوزير الأوّل من أنّه تمّ ارتكاب خطأ حينما جعلوا من هذه الحكومة تواصلا مع النظام السابق وحتى بعد إعادة تشكيلها ما تزال أنفاس وأصوات مُعارضة لها ، وأضاف:"اليوم بعد الثورة والرغبة في القطع مع سلوكات الماضي لا يجب أن يكون هناك إقصاء أو استثناء لأيّ طرف على الساحة". وحول الصيغ التي تمّ من خلالها اللقاء مع الوزير الأوّل قال الجبالي:"نحن مع مبدأ التواصل مع كلّ الأطراف ، وقد وُجهّت لنا الدعوة وكانت لنا لقاءات مع الوزير الأوّل لإبداء رأينا في ما تمّ إقراره بعد سقوط الرئيس بن علي ، وقد وجدنا الهادي البكوش في قصر الحكومة وحرص على لقائنا وقد تحدّثنا معه في نفس النقاط التي تحدّثنا فيها مع الوزير الأوّل ..ولا أدري شخصيّا ماذا كان البكوش يفعل في قصر الحكومة ربّما ذلك شأن يهمّ الوزير الأوّل". النهضة في ثوبها ما بعد ثورة 14 جانفي الغنوشي يُحافظ على الرئاسة...العريّض رئيسا للهيئة التأسيسيّة ...وامرأتان في المكتب التنفيذي وزعت حركة النهضة بمناسبة ندوتها الصحفية الأولى منذ أزيد من 21 سنة بلاغا ذكرت فيه أنّ هيئتها التأسيسيّة اجتمعت يوم الأحد 6 فيفري الجاري بحضور رئيس الحركة وأمينها العام وبعد الترحّم على أرواح الشهداء الأبرار الذين بذلوا دماءهم من أجل الحرية والعدالة والكرامة وبعد الاستماع إلى عرض حول الأوضاع في البلاد والحركة قدّمه رئيسها السيّد راشد الغنوشي وتداول وجهات النظر حول آخر المستجدات والنقاط المدرجة في جدول الأعمال انتخب الأعضاء الحاضرون بالاقتراع السرّي كلّ من علي العريّض (رئيسا للهيئة التأسيسيّة) وعبد اللطيف المكي (رئيسا للجنة الإعداد للمؤتمر القادم) ، كما انتخبت الهيئة التأسيسيّة الآتية أسماؤهم أعضاء في المكتب التنفيذي: نور الدين البحيري، عبد الحميد الجلاصي، سمير ديلو، كريم الهاروني، رضا السعيدي، الصحبي عتيق، وليد البناني، فريدة العبيدي، منية إبرهيم، العجمي الوريمي، كمال الحجام، عبد اللّه الزواري، محمّد بن سالم.