بحضور أعضاء مكتبها السياسية وممثلين عن عدد من وسائل الإعلام المحليّة والأجنبيّة والمئات من أنصارها، نظّمت حركة النهضة أمس ندوة صحفيّة، قدّمت خلالها برنامج عملها للفترة المقبلة شارحة جملة من مواقفها حيال خطّها السياسي وما يروّج حولها من قبل بعض المتخوفين من طروحاتها المتعلّقة على وجه الخصوص بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومجلّة الأحوال الشخصيّة. ٭ تغطية: خالد الحدّاد أكّد أعضاء حركة النهضة عن الطابع السياسي والمدني لحركتهم وأشاروا إلى أنّهم لا يتصوّرون بالمرّة أن يتمّ رفض تسليمهم تأشيرة العمل القانوني قريبا مثلما ينصّ على ذلك قانون الأحزاب ، وفي هذا الإطار قال حمادي الجبالي الأمين العام للحركة: «لا يُوجد أيّ اعتراض قانوني على مطلبنا ، ونحن نتوقّع ردّا إيجابيّا» ، ولاحظت قيادات النهضة أنّ الرفض الّذي شملهم سابقا كان بسبب موقف سياسي وليس استنادا للبنود القانونيّة لتأسيس الأحزاب السياسيّة. وطالب المتحدثون بضرورة أن يتمّ اعتماد ما يصدر عن قياداتها من تصريحات ومواقف لمعرفة تصوراتها والإطلاع على خطّها السياسي ورأيها في مختلف الملفات والقضايا لا أن يتمّ ذلك من خلال ما يُقال عنها ، ولاحظ الغنوشي في هذا الباب أنّ الرعب كان هو مصدر الشرعيّة لحكم بن علي وأنّ نشر الرعب هو الذراع القويّة الّتي يبطش بها على الشعب، وقال: «فزّاعة الخوانجيّة كانت لابتزاز الدول الغربيّة في مقاومة الإرهاب وكذلك لإسكات كلّ صوت مُعارض»، وواصل حديثه: «الاستبداد يحكم بسياسة فرّق تسُد ، وبزنس التخويف كان هو الّذي يحكم به بن علي المخلوع على مدار 23 سنة». وقال الغنوشي إنّ حركة النهضة وعلى الرغم من أنّها قيّمت مسارها واعتبرت أنّها أساءت تقدير قدرات البلاد على التحمّل في انتخابات سنة 1989 والتي دخلتها الحركة بجميع قواها كأيّ طرف سياسي وحزبي آخر ، فإنّها –أي الحركة- لم تخن الشعب أبدا وبقيت معه على العهد مشيرا إلى أنّ المشاركة في الانتخابات ليست جريمة وقال: «كنّا نقدّر لاحقا أنّه ما كان علينا أن ندخل تلك الانتخابات بمثل تلك الكثافة». وتحدّث الغنوشي عن حادثة باب سويقة وأحداث ماء الفرق وغيرها في تسعينيات القرن الماضي قائلا: «تلك أحداث أريد بها تجريم الحركة والقضاء عليها وهناك لجنة من كبار الحقوقيين يترأسهم المرحوم العميد محمّد شقرون أكّدت وجود ثغرات عديدة في ملف تلك الأحداث....وسيأتي اليوم الذي ستنكشفُ فيه كامل الحقيقة».