تنعى "السّياسيّة" لقرائها وفاة الجامعي والشّاعر النّاقد التّونسي المرحوم الطاهر الهمامي الّذي وافته المنيّة في اسبانيا حيث كان ينوي المشاركة في ندوة لكنّ مرضا ألمّ به وبقي لأيّام في الرعاية المركّزة بإحدى المصحات هناك. ولد الفقيد في بلدة العروسة - تونس - في25 مارس 1947 ، حاصل على درجة الدكتوراه عن أطروحته:الشعر على الشعر, بحث في الشعرية العربية القديمة، يعمل أستاذا للشعر والنقد بكلية الآداب منوبة,تونس من مؤسسي حركة الطليعة الأدبية.
صدر له الحصار- شعر 1972- الشمس طلعت كالخبزة- شعر1973- كيف نعتبر الشابي مجدّدا- بحث1976 - صائفة الجمرشعر1984 - من الواقعية قي الأدب والفن (مقلات 1984) أرى النخل يمشي(شعر1986) – ذاكرة الأعمى الذي أبصر بعقله(أبو العلاء ، دراسة 1992) - شعب(نصوص1989 ) رجل في رأسه عقل(ابن المقفع,دراسة 1992 ) تأبط نارا(شعر,1994) - حركة الطليعة الأدبية في تونس 1968- 1972 (بحث 1994 ) - قتلتموني(شعر2001) - الشعر على الشعر(بحث في الشعرية العربية من منظور شعر الشعراء على شعرهم إلى القرن 5 ه/11 م2003 - اسكني يا جراح(شعر 2004 .
وتعدّ قصيدة "أرى النخل يمشي"، التي لحّنها وغناها الفنان محمد بحر من أشهر قصائده
أرى النخل يمشي أرى النخل يمشي في الشوارع مرفوع الجبهة فارع يتحدّى و يصارع هل رأيتم ذات يوم سعف النخيل على السّبيل هل رأيتم نخل واحة فوق ساحة وجريحا ينزع الحبّة من صدره ويلمّ جراحه نكّس الخروع أعناقه وطوى العنصل أوراقه أرى النخل يمشي وسط الزحمة يمشي وسط العتمة يمشي وسط الهجمة يمشي مشدود الهدب إلى الشمس موعود الصّابة أيّها الناسي صوابه أيّها المبدّل بالوهم ثيابه النّخل لا يبكي النّخل يغنّي مع العصافير والأطفال مع مياه البحر مع قمح الجبال مع البرق مع الخريف الهادر مع الشّتاء أرى النخل يمشي في الشوارع بحديد المعامل وحصيد المزارع ورغم الليالي ورغم المواجع أرى النخل عالي ولا يتراجع!
وممّا قال الفقيد أيضا: يا أُمّةً شبعتْ من جُبنها الأممُ يُخيفها الحبر والقرطاس والقلمُ ما أسعد البهموت ارتاح في تعس وأشقَيَنَّك إذ تعلو بك الهممُ اُبصم بخُفِّك لا تخجل فأنت لها تغْنَى وتغنم من أحفافها البَهَمُ كَسِّر يراعك لا تكتب على ورق واكتب بساقكَ تحيا الساق والقدم أبقارهم ضجرت يا ليتنا بقر! أغنامهم كتبتْ، كتّابنا غَنَمُ