الدكتور عبد المجيد النجار يستقبلُ أصدقاءه في منزله جنوب العاصمة علمت "السياسية" أنّ الدكتور عبد المجيد النجار وهو أحد الوجوه المعروفة في حركة النهضة التونسية المحظورة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي عاد اليوم الجمعة 14 ماي 2010 إلى تونس قادما من باريس بعد أكثر من عشرين سنة قضاها بالخارج ، وتأكّد ل "السياسية" أنّ عودة النجار وهو أحد المتضلعين في دراسات الفكر الإسلامي الحديث وصاحب مؤلفات عديدة في الغرض جاءت أياما قليلة بعد منحه جواز سفره من الدبلوماسية التونسية في الخارج.
ومّما يُعرفُ في سيرة الرجل أنّه يمثّل امتدادا للتيار الزيتوني الّذي لعب أدوارا مهمّة في تاريخ تونس منذ زمن الاستعمار كما أنّه من دعاة الإصلاح وتجديد الفكر الديني على ضوء مقتضيات ومستجدات العصر. ولم تشهد هذه العودة أيّة شوائب حيث كان أهل النجار وأصدقائه في انتظاره بمطار تونسقرطاج الدولي قبل أن يتحولوا برفقته إلى منزله الكائن بجهة رادسجنوب العاصمة. وتوافد على الدكتور النجار بمنزله العديد من أصدقائه من أمثال الصحفي والكاتب صلاح الدين الجورشي نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمحامي المعروف عبد الفتاح مورو. وتأتي عودة الدكتور النجار لتؤكّد وتدعم توجهات واضحة وسط السلطة التونسية باحتضان كلّ التونسيين تنفيذا لما شدّد عليه رئيس الدولة في العديد من المرات من أنّ تونس لكلّ أبنائها. وكان وزير العدل وحقوق الإنسان سابقا السيّد البشير التكاري نفى في تصريحات صحفية سابقة وجود تونسيين منفيين في الخارج ، مؤكدا في الآن نفسه أنّ البلاد مفتوحة أمام كلّ التونسيين وفق ما يضمنهُ الدستور مشدّدا على أنه لا توجد أيّة موانع في عودة أيّ كان إلى البلاد بشرط احترام الإجراءات القانونية والترتيبيّة في حال كون "العائد" كان محلّ تتبعات عدلية أو صدر في شأنه حكم قضائي، حيث يكفل القانون الحق في الاعتراض على مثل تلك الأحكام وتنقية السوابق العدليّة. وكانت الفترة الماضية شهدت عودة العديد من الأسماء من أمثال السيّد عبد الحميد حمدي ومحمّد النوري.