(تونس) جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية أنه: «على إثر ما راج من معلومات في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وشبكات الانترنت مفادها اتهام أطراف أمنية بالتورط في جريمة اغتيال الشهيد محمد البراهمي من خلال التقصير في اتخاذ الاحتياطات الأمنية الواجب اتخاذها لحمايته رغم ورود معلومات في الإعداد لاغتياله وذلك اعتمادا على وثيقة إدارية داخلية مسربة، تُذكر وزارة الداخلية بما يلي: 1) إنّ للعمل الأمني قواعده الخاصة منها التكتم والانضباط وإنّ المؤسسة الأمنية كمثيلاتها تتلقى كمّا كبيرا من المعلومات والإفادات الصادرة عن مصادرها الخاصة أو في إطار التعاون الدولي مع الدول الشقيقة والصديقة ويقع تعهدُ كل تلك المعطيات والتحري حولها وتقييمها واتخاذ الإجراءات في ضوئها تقنيًا وفنيًا قبل إعلام السياسيين بنتيجة الأبحاث. 2) إنّ رسالة المؤسسة الأمنية هي حماية الوطن والمواطنين وكلهم لديها سواء، وهذا ما تجتهد في تحقيقه وقد حققت نجاحات ملحوظة في ضبط الأمن ومقاومة الجريمة وكشف مخطّطات الإرهاب وإفشال أغلبها والمسيرة متواصلة في ذلك، ولكن كلّ ذلك لا يجعل جهودها بمنأى عن التقييم داخل الوزارة وخارجها ولذلك فقد كلف السيد وزير الداخلية التفقدية بالتحري الداخلي في هذه المسألة وتقييم أي تقصير محتمل أو خطإ في التقدير، فالهدف دائما هو الرفع من أداء المؤسسة الأمنية وحماية الوطن والمواطنين. 3) إنّ الوزارة تأمل من الجميع النأي بالمؤسسة الأمنية وجهودها عن التجاذبات السياسية والحزبية ومراعاة طبيعة العمل الأمني ومقتضياته واحترام استقلالية القضاء وما تعهد به من قضايا ومساعدته على إقامة العدل والإنصاف وتُنبه الوزارة إلى أنها تحتفظ بحقها في التتبع العدلي لمن يتعمد الإساءة إليها وإلى رجالها. 4) تُعبّرُ عن استعدادها الكامل واللامشروط لوضع كلّ المعطيات على ذمة القضاء متى طلب منها ذلك، بناءً على اعتقادها الراسخ في استقلالية ونزاهة الجهات القضائية المتعهّدة، وذلك دون تحفّظ. 5) تُؤكد وزارة الداخلية أنّها أفشلت العديد من المخططات الإرهابية والاغتيالات السياسية وأنّه ليس من مصلحتها وقوع أي عمل إجرامي أو إرهابيّ تتحمل تبعاته ونتائجه. 6) دعوة الأطراف الوطنيّة بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها إلى مراعاة المصلحة الوطنية والنأي بالمؤسسة الأمنية عن الحسابات السياسية الضيقة في هذا الظرف الحساس خدمة للوطن».