وصف امس احمد المهوك ممثل النقابة العامة لاساتذة التعليم الثانوي ظروف العودة المدرسية لهذه السنة ب«الكارثية» ،مشددا على ان المؤشرات الاولية توحي بأنها ستكون سنة دراسية فاشلة»-على حد تعبيره-،موضحا ان غياب الشروط الصحية والامنية والاقتصادية وعدم التوازن في توزيع الثروات بين الجهات بالاضافة الى ما وصفه ب»الدمغجة الدينية» تعد من اهم الاسباب التي ساهمت ،حسب تقديره ،في انقطاع حوالي 100 الف تلميذ عن الدراسة السنة الفارطة اي ما يعادل 12 % من اجمالي عدد التلاميذ، مرجحا ان عدد المنقطعين قابل للإرتفاع هذه السنة. و شدد «المهوك» خلال ندوة صحفية عقدتها المنظمة التونسية للدفاع عن التلميذ بمقرّ النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين،ان حال المدارس والمعاهد التونسية «الآيلة للسقوط» باتت تمثل خطرا على سلامة التلاميذ ،كاشفا ان «4 معاهد تهاوت السنة الماضية فوق رؤوس التلاميذ،فما بالك هذه السنة؟». كما اعرب «المهوك» عن شديد قلقه على صحة التلاميذ ونجاح السنة الدراسية بسبب «عودة أمراض قروسطية» انتهت السنة الماضية حسب قوله بإغلاق حوالي 7 مؤسسات تربوية بسبب انتشار داء الجرب فيها ليتحول في ما بعد الحديث عن انتشار مرض تليف الكبد نتيجة الظروف الصحية وانعدام المياه الصالحة للشرب بعدد كبير من المدارس «-على حد تعبيره-. و اكد «المهوك» ان الوضع الاقتصادي والسياسي الذي تمر به البلاد اثر بصفة «سلبية» في العودة المدرسية لهذه السنة،مشيرا الى معاناة المواطن الذي أرهقت كاهله مصاريف الصيف ورمضان والاعياد ليجد نفسه امام عودة مدرسية «اسهمت فيها وزارة التجارة المشكورة بقصم ظهره(المواطن) والزيادة في معاناته من خلال الترفيع في سعر الكراس المدعم بنسبة تتراوح بين 5و 8 بالمائة ..رفعوا كما شاؤوا في اسعار الطماطم والخبز وما الى ذلك، ولكن ثمة حق اساسي لا يمكن المساس به وهو حق ابناء شعبنا في التعليم». وكشف «المهوك» ان المصاريف التي يتطلبها التلميذ الواحد بمناسبة العودة المدرسية لهذه السنة تقدر بحوالي 300 دينار كحد ادنى،مضيفا:«تتميّز العودة المدرسية لهذه السنة بنقص كبير في عدد الاساتذة ففي ولاية القصرين على سبيل المثال بلغ النقص 267 استاذا بسبب انعدام التوزيع العادل في الثروات وهو ما يفسر العدد الكبير لمطالب النقل حيث بلغ العدد 5000 مطلب نقلة تقدم بها الاساتذة على خلفية حالات انسانية وهو ما اضطرنا كنقابة للتدخل من اجل ايقاف هذا النزيف». وقال «المهوك» ان الحل ليس في «الخلاص الفردي» اي بمعنى معالجة اوضاع الاساتذة حالة بحالة،و انما الحل في معالجة المنظومة التربوية بصفة شاملة. اسباب الانقطاع عن الدراسة و ارجع «المهوك» انقطاع عدد كبير من التلاميذ عن الدراسة الى 3 اسباب رئيسية:اولها انتشار الخيام الدعوية وتحول المدارس الى فضاءات للتعبئة العقائدية والأيديولوجية والحزبية قائلا في هذا الصدد : « مع الاسف وجدنا ان نسبة كبيرة من ابنائنا الذين انقطعوا عن التعليم بعد دمغجتهم قد قتلوا ومثل بهم في سوريا تحت مسمى الجهاد»-حسب قوله-،متابعا:« السبب الثاني هو انتشار ظواهر لم يسبق ان عرفتها المدارس وخاصة بهذا الحجم الهائل حيث صارت المدارس والمعاهد سوقا لتجارة المواد المخدرة(12 تلميذا من جملة 30 تلميذا يتعاطون المواد المخدرة بجميع انواعها) وكل اشكال الانحراف الاخرى» اما السبب الثالث فهو تقصير الوزارة في تخفيف الاوضاع،كيف لا والوزارة بلا وزير حتى الآن». كما نبه «المهوك» من خطر تقسيم التعليم الذي بات برأيه يهدد المؤسسة العمومية،مردفا:« اننا نقف اليوم امام منظومتين تعليميتين مختلفتين تمام الاختلاف الاولى منظومة عامة والثانية خاصة تسعى الى اعادة صنع الفوارق الاجتماعية...اننا امام منظومة تعليمية موازية او ما يطلقون عليه تسمية التعليم الديني ،و اريد ان اقول لهم بهذه المناسبة انه ليس لنا اي اشكال مع ديننا او هويتنا او اسلامنا ولكن الذين يدّعون بان الجانب الديني لم يكن موجودا في برامجنا نقول لهم تعالوا لنصوب الاخطاء لا ان نعمل على تقسيم التعليم والمناهج والافكار». وختم «المهوك بالقول:«سندافع عن منظومة موحدة تحترم وتدافع عن هوية تلاميذنا وتؤصل أبناءنا في واقعهم لكنها في ذات الوقت منفتحة على الافاق الانسانية الرحبة وعلى العلوم الحديثة سبيلنا للتقدّم».