التونسية(صفاقس) شهدت مدينة صفاقس منذ العاشرة و45 دقيقة من صباح الخميس 19 سبتمبر 2013 امطارا غزيرة جدا وبقوة كبيرة في حيز زمني وجيز قبل ان تعاود النزول بقوة متفاوتة خلال الساعات التالية وقد تسبب ذلك في ارتفاع منسوب المياه بمختلف الأماكن والساحات والشوارع والأحياء ودخلت المياه إلى عديد الإدارات والمنازل سواء بوسط المدينة او باحوازها والوطاة الاكبر كانت بالنقاط السوداء لا سيما الحي التعويضي وسبخة الحجام ومنطقة 5 اوت وعاشت مدينة صفاقس واهلها ظروفا صعبة وسط الاجتياح المفاجئ للمدينة بالمياه. " التونسية " نزلت الى الشارع رغم المياه التي غطت المدينة وشوارعها والتي بلغ ارتفاع منسوبها قرابة المتر حيث لاحظنا دخول المياه وتسربها إلى كافة المحلات التجارية وغير التجارية، إضافة إلى غرق العديد من السيارات والدراجات نارية والعادية إلاّ أنّ ما شدّ الانتباه هو التكافل الذي اظهرته هذه المدينة من خلال الجهود الجماعية المبذولة كتقديم المساعدة للمسنين والاطفال مع العلم ان شرطة النجدة والشرطة كانت في خدمة المواطنين زد على ذلك كان للحافلات دور هام في نقل التلاميذ والطلبة رغم تعطل حركة المرور. ولكن لماذا غرقت هذه المدينة في المياه ؟ ألا توجد قنوات تطهير وصرف مياه أمطار كافية لابتلاع هذه المياه ؟ هذه التساؤلات كانت محل نقاش وتداول بين المواطنين فقد قالت شيراز( طالبة) أنه يجب على سلطات الإشراف إعادة النظر في البنية التحتية لهذه المدينة لأنها تشهد رداءة تامة بكل المقاييس أما ريم (موظفة ) فترى ان لهذه الأمطار ايجابيات وسلبيات فايجابياتها تتمثل في ازدهار الفلاحة وارتفاع منسوب المائدة المائية أما السلبيات فتتمثل في غرق هذه المدينة وترى ريم أن السبب الرئيسي في هذه الكارثة يعود إلى وزارة التجهيز وهنا تطالب بإيجاد حلول استعجالية لتفادي هذا الظواهر خاصة أننا على أبواب أمطار الشتاء الأكثر شدّة. ' التونسية ' تجولت أيضا في بعض المناطق وكان تنقلنا بصعوبة بالسيارة في برك المياه التي غمرت الطرقات وتحولنا الى الحي التعويضي حيث كان يغرق في برك كبيرة من مياه الأمطار التي دخلت كالعادة وبلا استئذان إلى البيوت والمحلات التجارية وهذا ما زاد من غضب الأهالي باعتبار تواصل معاناتهم عند كل ' مطرة ' تنزل لا سيما وان المشروع الذي تم انجازه قبل أكثر من سنة بعنوان زرع قنوات لحماية المنطقة من مياه الأمطار اثبت عدم جدواه وهو مشروع استنزف عشرات مئات الملايين من دون ان يحمي وسط المدينة ومنطقة 5 اوت ومنطقة البستان والحي التعويضي من الامطار وقد تجولنا ايضا بجانب اعدادية البستان التي غرقت هي الاخرى في الماء الذي تسلل الى القاعات والساحة ونفس الشيء حصل بمركز كعنيش واعدادية احمد ملاك وبجانب معهد محمد علي الذي كان الدخول اليه يستوجب اللجوء إلى زوارق وكذلك بساحة الجمهورية قبالة قصر البلدية وايضا بساحة ماربورغ وبشارع فرحات حشاد والقائمة طويلة والمعاناة متواصلة وسط تنامي الغضب من بقاء الحال على ما هو عليه. هذا وأصاب الشلل والعطب حركة النقل العمومي كما تعطلت عديد السيارات وتوقفت بجانب الطريق او بوسطه لأن الماء وصل الى المحركات وتبعا لهذا الوضع فان المؤسسات التربوية من مدارس واعداديات ومعاهد ثانوية وكليات شهدت توقف وتعطيل الدروس في فترة ما بعد الظهر من اليوم الخميس إذ نظرا لغزارة الامطار التي تهاطلت على جهة صفاقس قرر والي صفاقس بعد اجتماع اللجنة الجهوية للكوارث تعليق الدروس بمختلف مؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي بعد ظهر الخميس 19 سبتمبر 2013 وهو قرار تم اتخاذه بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية بالموضوع .