يعيش النجم الساحلي فراغا إداريا خطيرا منذ اعلان الرئيس المتخلي رضا شرف الدين عن قراره القاضي بعدم تجديد ترشحه لمدة نيابية ثانية وغياب المترشحين لتسلم المشعل وهو ما أفرز خوفا وارتباكا شديدين في صفوف الأحباء الذين لم يروا جمعيتهم سابقا رهينة لمثل هذا الوضع الكارثي. ما يجري في النجم هذه الأيام لا يتطلب عبقرية تذكر من المتابع لكي يستنتج أن الأمور ليست طبيعية بالمرة وأن مصلحة الجمعية أصبحت آخر اهتمامات من يدعون أنهم «أبناؤها»... إنها الحقيقة التي لا يستطيع أحد انكارها لكننا عندما ندقق النظر في هذا الاشكال نكتشف أن مخطط الهدم الذي انطلق مع الرئيس السابق معز ادريس لا يمكن أن يكون نتيجته سوى الفراغ. مرشحون... مترشحون وبعد..؟ قبل انقضاء الأجل القانوني لتقديم الترشحات كانت كل المؤشرات تبشر بتجاوز اشكال رئاسة الجمعية، فالأسماء التي تم تداولها بالترشح أو الترشيح كانت تكفي ليس لرئاسة الجمعية فحسب بل إن الأمر وصل بمطالبة البعض بعدم حرمانهم من حقهم في الترشح واتسعت القائمة لتحمل أسماء تستعد لأخذ فرصتها... كل هذه المعطيات كانت تبشر بوصول خليفة لشرف الدين لكن عندما بلغ الأمر تقديم الترشحات تغيرت كل المعطيات في اتجاه معاكس جراء شعور البعض بصعوبة المسؤولية لتتأكد حقيقة كان على الجميع أن يعيها وهي الفارق بين التنظير والتطبيق كان معظم الذين روجوا لأنفسهم أو روجوا لهم لم يكونوا يطمحون من وراء ذلك سوى الى توفير حملة اشهارية مجانية ربما لاستعمالها لأغراض أخرى لأن رئاسة النجم مهمة صعبة ليست في متناول من هب ودب. هل يتراجع شرف الدين عن موقفه ؟ بالرغم من تمسكه بعدم تجديد ترشحه لرئاسة النجم وتأكيده على ذلك في عديد المرات آخرها كان في الندوة الصحفية التي عقدها لهذا الغرض، فإن بقاء شرف الدين رئيسا للنجم لموسمين آخرين مازال أمرا مطروحا أكثر من أي وقت مضى في ظل غياب من هو قادر على الحصول على قدر معين من الاجماع وقادر على ضخ الأموال... اذ يكفي أن تتحرى بعض الأطراف الفاعلة وتنجح في توفير مبلغ لايقل عن المليارين تدعم به صندوق الجمعية «الفارغ» حتى يتشجع شرف الدين ويقبل بالمواصلة واقناعه بالتراجع عن موقفه بما أن شرف الدين يلقى مساندة من جميع الأطراف... فهل يكون رضا شرف الدين رجل المرحلة القادمة في النجم؟ كلهم يتمنون عودة إدريس المعطيات التي بحوزة «التونسية» تشير الى أن السيد معز ادريس غير راغب مبدئيا في العودة الى رئاسة النجم وهو الذي غادر المسؤولية بجرح كبير معنويا ورمزيا لكن المعدن الثمين للرجل وقناعة الكثيرين من حوله بضرورة تعاليه على الخلافات الماضية اضافة الى مطالبة «خصومه» جهرا وسرا بضرورة عودته عوامل مساعدة على دفع ادريس نحو رفع التحدي من جديد والبحث عن صيغة توفيقية تجمع كل الفرقاء دون تنكر لمجهودات الرئيس المتخلي رضا شرف الدين الذي اجتهد ونجح في كثير من الأشياء قبل أن يقرر الابتعاد. ماذا يقول الفصل 48؟ في صورة عدم تلقي لجنة الانتخابات أي ترشح لرئاسة الجمعية تتولى اللجنة المذكورة وفي حال تعذر اجراء الانتخابات تحرير تقرير ترفعه الى الهيئة المديرة التي تقوم بدورها بالغاء الجلسة الانتخابية وتحديد موعد آخر لفتح أجل جديد لتقديم الترشحات، هذا الشرح جاء في الفصل 48 من القانون الداخلي للجمعية.