المعهد الثانوي الهادي شاكر او معهد الذكور lycée de garçons هو من اكبر واعرق المعاهد ببلادنا وساهم في تخريج العديد من الكفاءات والاطارات ودرس به الكثير من المشاهير من مختلف الحقول والاهتمامات كالسياسة والثقافة والفكر والادب والمسرح وحتى الرياضة وكاتب هذا المقال هو من خريجي هذا المعهد العريق ويبدو ان اوضاعه هذه الايام ليست على ما يرام والدروس متوقفة به منذ يوم الجمعة الماضي والاساتذة لا زالوا مصرين على مقاطعة الدروس الى حين تتحسن الاحوال وتعود الامور الى نصابها ... مشكلة المعهد الثانوي الهادي شاكر الاخيرة وقبل ان نستعرضها بحسب المعلومات التي وصلتنا فانها في البداية تتعلق بنقص كبير وفادح في الاطار الاداري من ذلك ان ان المعهد يضم ما لا يقل عن 1600 تلميذ وتلميذ وهو معهد فسيح به عديد الساحات والاروقة ومع ذلك فان عدد القيمين ضعيف جدا حيث ان اثنين من القيمين غادرا بعد نجاحهما في الاستاذية ولم يتم تعويضهما كما غادر محضران بالمخابر بسبب التقاعد ولم يتم تعويضهما الى جانب غياب ناظر يساعد المدير وغياب كاتبة بمكتب المرشد التربوي وبقي فقط 7 قيمين منهم اربعة يوجدان بمكتبي الدخول واما بمختلف ساحات المعهد واروقة الكبيرة وطوابقه فلا يوجد سوى 3 قيمات في التعامل مع عدد كبير جدا من التلاميذ يزيد عن الالف والنصف واذا اضفنا الى ذلك وجود نقص بثلاثة اساتذة بالمعهد فان الاوضاع ومناخ العمل بهذه المؤسسة التربوية اكيد انه سيكون مترديا ويجد فيه التلاميذ مجالا للهيجان كما ان المدير الحالي وهو من ابناء المعهد الثانوي الهادي شاكر وكان درسني الانقليزية في الباكالوريا يتاهب للخروج الى التقاعد بعد اسابيع قليلة جدا وقد انطلق الاشكال الحالي بخصومة بين قيمين على مراى ومسمع الجميع واشتباك على خلفية رغبة احدهما ويسنده البعض من سلكه في تعطيل دروس التدارك بالمؤسسة التربوية وحصلت عدة تجاوزات استغلها التلاميذ للهرج والمرج في ظل هذا الوضع وتبعا لذلك قرر الاساتذة التوقف عن العمل منذ يوم الجمعة الى حين تتحسن ظروف العمل داخل المعهد بتعزيز الرصيد البشري من القيمين وتدارك النقص الحاصل وايضا بمحاسبة المخطئين والمتسببين في الفوضى وقد اجتمع المندوب الجهوي للتربية مع اسرة هذا المعهد اواخر الاسبوع الماضي ومساء امس الاثنين من اجل تجاوز المشكل ولا ندري ان كان الامر سيثمر العودة الى استئناف الدروس بداية من اليوم الثلاثاء ام يتواصل الامر على ما هو عليه وقد حاولنا الاتصال بمدير المعهد عمار بن علي الا انه اعتذر بكل لطف عن الحديث عما يجري في المؤسسة التربوية محولا وجهتنا الى المندوبية الجهوية للتربية كما اتصلنا مرارا بالمندوب الجهوي للتربية بصفاقس 1 في مكتبه غير اننا لم نتمكن من الحديث اليه ما نشير اليه هو حالة القلق التي اصبح يعيشها اولياء التلاميذ بالمؤسسة التربوية على مستقبل ابنائهم والامر يفرض المعالجة السريعة والضرب على ايدي المخالفين من اجل اعادة الاعتبار والانضباط الى المعهد العريق