التونسيّة (تونس) طالب،اليوم، كلّ من الإتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري و النقابة التونسية للفلاحين و الغرفة النقابيّة الوطنية لمراكز تجميع الحليب و الغرفة النقابية الوطنية لمصنّعي الألبان و المشتقات السلطات المختصّة بضرورة التدخّل العاجل لحماية منظومة الألبان و تسديد مستحقات المركزيات بعنوان تجفيف الحليب لسنتي 2011 و 2013 في أقرب الآجال. و نبّهت الهياكل المهنيّة عقب اجتماعها أمس إلى خطورة الوضعية التي تمرّ بها منظومة الألبان مؤكّدة انّها تتجه نحو فترة ذروة الإنتاج نظرا لارتفاع مستوى المخزون و تراكمه في ظلّ تقلّص المبيعات و غياب استراتيجيّة تصديريّة واضحة ممّا سيؤثّر سلبا ،على حدّ تعبيرها، على عمليّة قبول الحليب لدى المركزيات و على نشاط مراكز تجميع الحليب و على المربيّن عبر إتلاف كميات هامة من الحليب. و أشارت الهياكل المهنيّة إلى أنّ المستوى الحالي لمخزون الحليب المعقّم الذي يبلغ حوالي 30 مليون لتر يعدّ مرتفعا مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية رغم تجفيف قرابة 13 مليون لتر هذه السنة مضيفة أنّ ارتفاع تجميع الحليب مع النقص المسجل في مبيعات الحليب المعقّم و استحالة تفعيل آلية التصدير نتيجة السياسات العشوائية المتبعة من الحكومات المتعاقبة في هذا المجال ساهم و بشكل كبير في تعميق المشكل. و دعت الهياكل المهنيّة السلطات المختصّة إلى ضرورة إيجاد حلّ جذري لآلية تجفيف الحليب ووضعه على ذمّة المنظومة كآلية تعديلية متواصلة خاصّة و أنّ أصحاب معمل التجفيف أكّد عدم استعداده لإعادة تشغيل المعمل في الظروف الراهنة مؤكّدة في الآن ذاته على ضرورة تشريك المهنيين في صياغة الحلول حول الإشكاليات المتعلّقة بقطاع الألبان بصفة خاصّة و تربية الماشية بصفة عامّة مشيرة إلى انّه في صورة تواصل تجاهل الجهات المعنيّة للإشكاليات الحقيقية للقطاع فإنّه سيتمّ إيقاف النشاط و تحميل الحكومة تبعات النتائج السلبية. من جهة أخرى اعتبرت الغرفة النقابيّة الوطنية لصناعة الحليب و مشتقاته أنّ نتائج التحاليل التي أفضت إليها عمليات المراقبة من طرف الأجهزة الرسميّة و التي شملت بعض مراكز تجميع الحليب حالات استثنائيّة و محدودة لا يمكن تعميمها على كلّ المتدخلين كما اكّدت دعمها و مساندتها عمليات المراقبة الرسمية داعية إلى مزيد تكثيفها و تعميمها. و ندّدت الغرفة النقابية بالممارسات التي من شأنها المسّ من مادّة الحليب و دعت إلى الحزم في تطبيق القانون على المخالفين مؤكّدة أنّ المؤسّسات الصناعيّة تقوم بالتحاليل و الإختبارات لقبول الحليب للتأكّد من استجابته للمواصفات المعمول بها مطمئنة في الآن ذاته المستهلك أنّ المنتوج الصناعي المعروض بالسوق من حليب و مشتقاته سليم و يخضع للمراقبة الذاتيّة في كلّ مراحل التصنيع و عند الخزن.