كشف صباح أمس محمد حداد رئيس المرصد العربي للأديان والحريات أن المرصد بصدد تكوين تنسيقية وطنية صحبة الجمعيات التي ولدت بعد الثورة وكرست عملها في مجال الانتقال الديمقراطي ومجموعة من الشخصيات الوطنية موضحا أنها لن تشكل مقترحا بديلا ولا مبادرة جديدة بل ستعمل على معاضدة الحوار الوطني حتى ينجح وفق قوله. وأكد محمد حداد خلال اليوم الدراسي الذي نظمه المرصد العربي للأديان والحريات حول «دور المجتمع المدني في إنجاح الحوار الوطني» أنهم سيعلنون عن ولادة التنسيقية خلال الأيام القليلة القادمة وان من واجبهم كأطراف من المجتمع المدني أن يساعدوا على توجيه الأمور بشكل ايجابي حسب تعبيره وأضاف «اجتماعنا اليوم صحبة السياسيين وممثلين عن المجتمع المدني هو بمثابة توفير فرصة للحوار والنقاش ونحن نريد أولا أن نبعث برسالة للطبقة السياسية ولعامة الشعب بأن الوضع حرج جدا وبإمكاننا ان نلمس ذلك من خلال التعطيلات التي تحدث مع انطلاق كل مسار توافقي وصراحة نريد أن ينجح الحوار هذه المرة لانه في حال العكس لن يكون هناك بديل سوى المواجهات والعنف في الشوارع». من جهته بين محمد صالح الخريجي ممثل عن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان أن الفرقاء السياسيين بصدد عيش أزمة ثقة في ما بينهم داعيا جميع الأطراف المعنية بالحوار الوطني إلى الالتزام بما يقع الاتفاق عليه وأضاف «وجب اليوم إقناع الجميع أن العملية لا تتعلق بمصلحة أشخاص معينين بل بمصلحة شعب برمته كما وجب الابتعاد عن كل ما هو غموض في الخطاب والسعي نحو التوافق حتى نبني تونس ونحقق الشعارات التي نادت بها الانتفاضة التونسية». واستعرض الخريجي في سياق متصل النص الكامل لوثيقة مبادرة الحوار الوطني وكل ما يتعلق بالاتفاق على خارطة بشأن استكمال المسار الانتقالي وبضبط رزنامة الانتخابات الرئاسية والتشريعية وكيفية استكمال أعمال المجلس الوطني التأسيسي وكيفية تكليف وتشكيل الحكومة الجديدة. دور المجتمع المدني في دفع الحوار وقد حضرت اللقاء مجموعة من ممثلي الأحزاب الوطنية المعنية بالحوار الوطني كانت لهم مداخلات حول تصورهم لمستقبل الحوار الوطني وحول الدور الذي تلعبه الجمعيات لإنجاح مساره. وقال يوسف النوري عن حركة «النهضة» أن الحوار أصبح ضرورة ملحة في تونس وأن حركتهم منفتحة على الحوار وأنّها كانت من الدعاة إليه منذ البداية وتابع حديثه قائلا «بعد ثورة 14 جانفي أدارت حركة «النهضة» حوارا مع كل الأطياف السياسية من أجل مشاركتها الحكم وهناك من تجاوب وهناك من ارتأى أن يكون في صف المعارضة وصراحة «النهضة» لم تستقو في التأسيسي ولم تمارس دور المغالبة بل عكس ذلك هي أدارت الشأن التأسيسي من خلال التوافقات كما أنها تراجعت عن الكثير من القضايا من اجل المصلحة العامة وحضورنا في الحوار الوطني دليل على سعينا لإيجاد مخرج سريع للازمة التي تمر بها البلاد». وحول دور المجتمع المدني في دفع الحوار الوطني أشار يوسف النوري إلى أن دوره ريادي تحكيمي بين جميع الفرقاء السياسيين وإنهم كسياسيين في أمس الحاجة إلى جميع أطياف المجتمع لما لها من دور مهم في جميع المراحل التي تمر بها البلاد حسب تعبيره. أما محمد علي المنقعة عن حزب «آفاق تونس» فقد أقرّ أن الإنسان مطالب بأن يكون واضحا مع نفسه ومع الآخرفي هذه المرحلة وأن جميع الفرقاء السياسيين لم يفهموا متطلبات المرحلة الانتقالية التي تتطلبها البلاد وفق قوله وتابع حديثه «ما لاحظناه أن هناك تغليبا للمصلحة الحزبية على حساب المصلحة الوطنية وكآفاق تونس دخلنا للحوار الوطني على أساس وجوب إخراج تونس من الأزمة الحالية نحو بر الأمان وسنعمل على أن نكون عنصر تقارب بين الجميع زد على ذلك فالشأن اليوم بات شأنا عاما ومن الممكن أن يلعب المجتمع المدني دور الموفق والموثق في نفس الوقت». وحول ما تستطيع ان تقدمه المنظمات والجمعيات لدفع الحوار الوطني أكدت المحامية ليلى حداد أن ما تشهده البلاد اليوم من حراك سياسي ومن حالة احتقان على جميع الأصعدة يستدعي تجاوز الخلافات السياسية العميقة وقالت «تونس اليوم ترنو إلى السلم الاجتماعية والمجتمع السياسي بمفهومه الواسع غير قادر على حل الأزمة في البلاد وفي هذا الإطار يتنزل دور المجتمع المدني» وأشارت ليلى حداد إلى أن مبادرة الرباعي التي قامت بها أهم المنظمات في تونس أعطت حافزا للمجتمع المدني وانهم كعناصر تابعة له راغبون بإلحاح شديد في إنجاح هذه العملية السياسية وإخراج البلاد من هذه المتاهة وشددت على ضرورة الانضباط والشفافية والوضوح في الرؤى وتوفر الإرادة الوطنية الحقيقية للخروج بتونس من الوضع الحالي. فوضى أثناء قيام الأستاذ محمد صالح الخريجي بإلقاء محاضرته عمدت مجموعة من الشباب إلى رفع مجموعة من الشعارات « مثل لا حوار مع الحمار» و«من انتم يا من أجهضتم ثورتنا» و«حوار لا وطني» في صمت لينطلقوا في ما بعد بإلقاء التهم وشتم محمد صالح الخريجي الذي يمثل المنظمات الراعية للحوار الوطني ثم شتم الاتحاد العام التونسي للشغل واتهامه بالخيانة لتطال الرحلة في الآخر مجموع الصحفيين في القاعة ونعتهم بإعلاميي عبد الوهاب عبد الله وهو ما تطلب تدخل أفراد أمن النزل وإخراجهم من القاعة بعد أن جدت مشادات كلامية بينهم وبين الصحفيين. غادة مالكي