على ايقاع مباراة اليوم بين منتخبنا الوطني ونظيره الكاميروني يمكن الحديث مع اللاعب الدولي السابق زبير بية من أكثر من زاوية... فهو الذي خبر المعامع الكبرى ويعرف جيدا تفاصيل المباريات الافريقية مع منتخبات وأندية من أحجام مختلفة... وهو الى ذلك يعرف أكثر من غيره المدرب الألماني للمنتخب الكاميروني «فينكه» الذي سبق وأن دربه في فرايبورغ... ليكون الحوار التالي ل «التونسية» مع زبير بية. في البداية ماذا يمكن أن نعرف منك على مدرب الكاميرون الألماني «فينكه»؟ «فينكه» مدرب كبير وصاحب تجربة ثرية للغاية... وهنا أتحدث عنه كمدرب فريق... ربما تتغير المعطيات عندما يتعلق الأمر بتدريب منتخب... ولكن في كل الحالات يبقى من الأسماء الكبيرة. ما يقال عن فينكه أنه صعب المراس مع النجوم... فهل هذا صحيح؟ ما أعرفه عنه أنه يريد أن يتحكم في كل شيء ويريد أن يكون ملما بكل تفاصيل الفريق... مشكلته مع النجوم أنه لايحسن التعامل معهم لأنه يريد أن يكون هو صاحب القرار وليس أدل على ذلك سوى خلافه مع نجم المنتخب الكاميروني صامويل ايتو الذي أراد أن يتدخل في اختيارات فينكه وهو ما يرفضه الألماني... فحدث ما حدث وخرج ايتو من المنتخب الكاميروني وفي ذلك ما يعبّر بوضوح عن عقلية فينكه الذي كثيرا ما يتصادم مع النجوم انطلاقا من قناعته بأنه سيّد الموقف في اختياراته التي لايتدخل فيها أي كان. ولكن حدث التدخل من أعلى هرم السلطة الكاميرونية وعاد إيتو للمنتخب... ألا ترى في ذلك ازعاجا وضغطا على فينكه؟ الصبغة المصيرية للمباراة حتمت ذلك وفرضت مناداة الجميع بعودة إيتو وهو ما سيضع ضغطا معنويا كبيرا على فينكه الذي أتصوره في قرارة نفسه مرتاحا ولديه بعض المشاكل انطلاقا من طبعه الذي يرفض كل أشكال التدخلات في عمله. هناك من يقول بأن مدربك السابق في فرايبورغ لا يلعب الهجوم ويميل الى الاختيارات الدفاعية؟ بالعكس يحب اللعب الهجومي وينوع كثيرا في اختياراته التكتيكية... لعبت تحت اشرافه في فرايبورغ برسم (352) ثم غيّر الخطة الى (433)... فينكه مدرب هجومي... ربما عيبه أنه لايحسن غلق المنافذ لأنه متفتح جدا في شخصيته التكتيكية ويطور باستمرار أسلوبه. يقال بأنه ضعيف على مقعد الاحتياط ولا يجيد فن التغييرات؟ إطلاقا لا... «فينكه» مدرب كبير يعشق الكرة الهجومية ولكن عيبه أنه لا يحسن التعامل مع النجوم وتلك هي النقيصة الوحيدة لدى هذا المدرب في تقديري لذلك قلت لك بأن رجوع صامويل إيتو قد يكون أزعجه ووضع عليه ضغطا كبيرا لأنه يرفض بشدة من يتدخل في عمله... وفي مقابل ذلك تجده يجتهد الى حد كبير في حل مشاكل اللاعبين. طيب لنتحدث عن المباراة كيف تراها... وما هي حظوظ المنتخب الوطني للنجاح فيها؟ أظن بأن ذهاب الكثيرين نحو منح الأسبقية للمنتخب الكاميروني فور اجراء عملية القرعة من الأشياء الايجابية بالنسبة إلينا... لأننا عندما نكون غير مرشحين على الورق تجدنا أفضل على الميدان وأقرب من منافسنا للظفر بورقة الترشح... شخصيا لدي إحساس ايجابي بأننا سنفوز وسنقدم مباراة ممتازة تمهد كأفضل ما يكون لجولة الاياب لأن إحساسي يقول لي منذ فترة بأننا سننتصر في لقاء رادس. من أين ينبع هذا الإحساس؟ أشعر بأن الأجواء في المنتخب الوطني ممتازة للغاية وما يحيط بالتحضيرات كله جيد... فالجميع على درجة كبيرة من الايجابية مع المنتخب الوطني من الإعلام الى الجمهور مرورا بما يمكن أن تقرأه على وجوه اللاعبين والإطار الفني وهو ما يؤشر لنتيجة ايجابية ومردود ممتاز يسعد الجميع. من خيبة الرأس الأخضر الى هذا الكم من التفاؤل ضد الكاميرون... هل تظن المرور سهلا من خيبة الى تفاؤل؟ «فينكه» نفسه أكد بأنه لايجب الاستهانة بالمنتخب التونسي الذي سيكون مختلفا عن نسخة الرأس الأخضر... ومن جهتي أؤكد بأن كل شيء يعطي الانطباع على أننا تجاوزنا الخيبة بتفاؤل له أكثر من مبرر أساسه وجوهره أن الأجواء طيبة والكل ايجابي وهذا أمر مهم جدا في التحضير للمقابلات الكبرى. من تمنيته مع المنتخب الوطني من اللاعبين ولم تجده؟ بكل صدق تمنيت لو كان يوسف المساكني مع المجموعة لأنه سيكون مفيدا وناجعا حتى ولو اقتصرت مشاركته على نصف ساعة فقط. مفتاح النجاح اليوم أمام الكاميرون أين يكمن في تقديرك؟ التركيز أولا وأخيرا مع انتظار اضافة مهمة من لاعبين قد يكونوا ظلموا في المنتخب سابقا على غرار محمد أمين الشرميطي وياسين الشيخاوي لأنهما سيعملان على كسب التحدي واثبات الجدارة انطلاقا من قيمة كل منهما... أما على الصعيد الدفاعي يمكن أن تظهر تركيبة جديدة أمام فرديات الكاميرون ولكن الثابت أن كرول انجز تحضيرات جيدة وعندما يؤدي كل طرف دوره على النحو المطلوب اعتقد بأننا سنكون الأقرب للفوز مع التأكيد على أن مردود المنتخب سيزداد تحسنا في لقاء الاياب. بأية نتيجة يمكن أن تتكهن؟ سنفوز بهدف لصفر... وهي نتيجة جيدة لأننا سندعمها في لقاء الاياب بما أن أسبقية الذهاب ستمنحنا روحا معنوية كبيرة للعودة بالترشح من الكاميرون باذن الله... لأنني متفائل جدا وأشعر بإحساس جميل سيؤكده اللاعبون مساء اليوم رغم قيمة المنافس وأهمية ما يمتلكه من لاعبين واعتقاد أن حظوظ الترشح سيكون 30٪ منها في تونس و70٪ في الكاميرون. لهجتك المتفائلة هل هي لرفع المعنويات أم وليدة معطيات معينة؟ هذا ما يقوله لي احساسي وما تدعمه الأجواء الطيبة التي تحيط بتحضيرات المنتخب الوطني... ثم إن تونس اليوم في أمس الحاجة الى فرحة لا أظن بأن لاعبي المنتخب الوطني سيبخلون بها على الشعب التونسي الذي سيكون اليوم بأكمله خلف المنتخب لأننا على مرمى 180 دقيقة من مونديال استثنائي بكل المقاييس في البرازيل... وان شاء الله مربوحة والعاقبة للفرحة الكبرى.