«إرهاب كرطوش أحنا ما نخافوش» و«يا براهمي يا بلعيد هاو جاك الأمني شهيد» و«يا شهيد لا تهتم الحرية تبدا بالدم» هي شعارات رفعتها ظهر اليوم قيادات من «الحزب الجمهوري» ومن «حركة الشعب» و«الوطد» و«حزب العمل الوطني الديمقراطي» و«الحزب الاشتراكي» وبعض المنظمات الوطنية ومجموعة هامة من مكونات المجتمع المدني في وقفة احتجاجية جمعتهم أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة تنديدا بالعمل الإرهابي الذي طال أول أمس أعوان الأمن بمنطقة قبلاط بولاية باجة معبرين عن تضامنهم مع عائلات الضحايا. ودعا المحتجون الى ضرورة استقالة الحكومة منادين سوية «يا حكومة عار عار والإرهاب وصل للدار» و«الاستقالة هي الحل يا حكومة الفشل» ثم انطلقوا في مسيرة رمزية من أمام الوزارة وصولا إلى مقر المسرح البلدي اين خاطبت مية الجريبي الحاضرين قائلة ان ظاهرة الارهاب تتمعش من الظروف الصعبة التي تعيشها تونس وان المنظومة الوطنية مطالبة بتنظيم الظروف اللوجستية والفنية والاجتماعية للامن والجيش حتى يقوموا بواجبهم على اكمل وجه حسب قولها. عصام الشابي الناطق الرسمي باسم «الحزب الجمهوري» قال ان حزبهم دعا للتحرك احتجاجا على الجريمة الآثمة التي استهدفت قواتنا الأمنية وراح ضحيتها شهداء من الحرس الوطني منددا بالإرهاب ومعبرا عن تضامنه مع ضحاياه كما وجه الشابي رسالة في هذا الإطار إلى أبناء قواتنا الأمنية قائلا «لستم وحدكم في مقاومة الارهاب تونس بأكملها وراءكم نعم سندفع الضحايا وستسيل الدماء لكننا متاكدون ان تونس المدنية الديمقراطية ستنتصر على التطرف والإرهاب». وطالب عصام الشابي الأطراف المعنية بالحوار الوطني بضرورة التعجيل به كي ينتهي بتكوين حكومة جديدة تكون قادرة على مسك الملف الأمني والاقتصادي والسياسي بقوة وفق تعبيره متابعا « تونس لم تعد تحتمل المزيد من إخفاقات الحكومة الحالية تونس تنادينا جميعا والحوار الوطني وجب ان ينطلق وان ينتهي في اقرب وقت لان تونس تنتظر إنقاذها وليس بإمكاننا ان نبقى في مربع إحصاء شهدائنا وضحايانا والإرهاب يكتسح البلاد. وحول كيفية تعامل الحكومة مع ملف الإرهاب اعتبر الشابي ان الحكومة لم يكن لها سياسة في مقاومة التطرف والإرهاب مبينا أنها تعاملت بتراخ كبير مع هذه الظاهرة واعتبر ان تفشي ظاهرة الإرهاب في تونس هو نتيجة حتمية للسياسات الحكومية المتعاقبة وان الحكومة الحالية تفتقد لإرادة حقيقية لمقاومة الإرهاب وتفتقد لخطة واضحة». أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري أكد أن وقوفهم أمام مقر وزارة الداخلية يعد رمزيا وقال « هذا تفاعل تلقائي مع ما جد من أحداث في منطقة قبلاط وجئنا نعبر عن صرختنا في وجه العمليات الإرهابية التي تستهدف أبناءنا من قوات الأمن والجيش». وعبر نجيب الشابي عن تضامنهم مع قوات الأمن والجيش في معركتهم ضد الإرهاب وعن تضامنهم المطلق مع عائلات الشهداء ومع الجرحى وهي وقفة الغضب ومما لاشك فيه أن هناك تسيبا من طرف الحكومة في التعامل مع الملف الأمني». الحكومة مورطة أما محمد الكيلاني رئيس «الحزب الاشتراكي» فقد كشف من جهته عن امتعاضه وغضبه مما جد من أحداث في منطقة قبلاط من ولاية باجة. من جهته تحدث الطيب العقيلي رئيس مبادرة كشف حقيقة اغتيال شكرى بلعيد ومحمّد البراهمي وقيادي بحركة الوطنيين الديمقراطيين عن تخاذل وتهاون الحكومة في التعامل مع الملف الأمني قائلا «هذا ما جنيناه من زمن حكومة حمادي الجبالي وصولا إلى حكومة العريض التي تهاونت واعتبرت أن هؤلاء الإرهابيين أبناؤها وليسوا من المريخ وانهم يذكرونهم بشبابهم وبثقافتهم وها نحن نجني اليوم ثمارهم وبصدد جني ثمار فشل القيادات الأمنية الحالية في مقاومة الإرهاب واحتجاجنا اليوم صحبة الأمنيين هو تعبير كذلك عن رفضنا للسياسة الأمنية الحالية المتوخاة من طرف وزارة الداخلية». 23 اكتوبر موعدنا و ندد زهير المغزاوي القيادي بحركة الشعب بما جد من أحداث في منطقة قبلاط قائلا «الإرهاب يضرب بلادنا وهو في شكل تصاعدي بدأ يتحول من منطقة الى أخرى وهي مؤشرات خطيرة ودليل على صحة ما أكدناه سابقا ألا وهو وجوب رحيل هذه الحكومة الغير قادرة على توفير امن التونسيين ولا على لقمة عيشهم وأنا أدعو كافة التونسيين إلى ان يكونوا صفا واحدا في مواجهة الإرهاب لأنه سيدمر الجميع دون استثناء وعلى الجميع الاتحاد اليوم لمواجهة غول الإرهاب». كما أكد المغزاوي ان حركة الشعب ستكون حاضرة للاحتجاج يوم 23 اكتوبر القادم وانها ستكون ضاغطة مع كل التحركات الشعبية السلمية من اجل استقالة هذه الحكومة ومن اجل تفعيل الحوار الوطني الذي تعطل بفعل المناورات التي وصلت حد الإقصاء وفق تعبيره. غادة مالكي