اضراب عام أعلن عنه بصفة متأخرة ومسيرة منددة بالإرهاب لم يكن يوم الخميس 24 اكتوبر عاديا في جهة القصرين بل هو من اكثر الايام حزنا على اهالي الجهة بعد استشهاد 3 من ابنائها الامنيين في الحادثة الارهابية التي شهدتها منطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد بعد ظهر يوم أمس 23 اكتوبر وكانت اجواء الالم والتاثر قد خيمت منذ ليلة الاربعاء في كل من فريانةوسبيطلة وقرية " بلهيجات " لما تاكدت عائلات الشهداء الثلاثة من سقوط ابنائها برصاص الارهابيين في سيدي علي بن عون وتحول عدد من افرادها الى مستشفى سيدي بوزيد للعودة بجثامين ابنائهم وبعد ليلة طالت على الجميع وصلت صباح الخميس الى القصرين جثامين الشهداء الثلاثة النقيب عماد الحيزي والوكيل الطاهر الشابي و العريف اول رضا المناصري على متن سيارات اسعاف تابعة للحماية المدنية وقد تم استقبالها من طرف الآلاف من المواطنين الذين اصطفوا على جانبي الشوارع الرئيسية لمدن سبيطلةوفريانةوالقصرين لتحية الشهداء ثم تم التوجه بالجثامين الى منازل اسرهم بكل من سبيطلة بالنسبة للطاهر الشابي وفريانة بالنسبة لعماد الحيزي وقرية " بلهيجات " بالنسبة لرضا المناصري لتوديعهم الوداع الاخير وسط توافد الاف من المواطنين على مساكن عائلاتهم لتقديم التعازي. * أب لثلاثة اطفال كان الشهيد الطاهر الشابي اول من وصل جثمانه الى اهله في حي السرور بسبيطلة وهو يعمل عادة بمركز الحرس الوطني بمدينة السبالة من ولاية سيدي بوزيد المجاورة لسبيطلة ، يتنقل يوميا الى مركز عمله ويعود مساء الى اطفاله الثلاثة محمد علي (16 سنة) ومحمد عزيز (14 سنة) وشهد (10 سنوات) كما تعيش في حضنه ابنة شقيقه علي المتوفي منذ عدة سنوات فيغمرهم بعطفه وحنانه وهو ما جعلهم من التلاميذ المتفوقين في دراستهم من ذلك ان ابنه محمد علي يدرس بالمدرسة الاعدادية النموذجية بالقصرين .. وغص حيه منذ الصباح بعدة الاف من اهالي سبيطلة جاؤوا لتحيته وتعزية اهله وخرج في جنازته عند ظهر الخميس حوالي 5 الاف امتلات بهم الطريق الرابطة بين مسكنه ومقبرة سبيطلة القريبة من الثكنة العسكرية. *جنازة حاشدة بمسيرة سلمية شارك فيها الالاف استقبلت مدينة فريانة صباح الخميس ابنها الشهيد النقيب عماد الحيزي ( اب لولدين ) الذي وصل جثمانه في قافلة تكونت من عشرات السيارات الامنية توجهت به مباشرة الى منزل اسرته اين تم القاء النظرة الاخيرة عليه ثم نقل الى جامع زاوية سيدي تليل حيث اقيمت عليه صلاة الجنازة وبعدها سلكت جنازته الحاشدة المسلك الريفي المؤدي الى قرية " بوحية " مسقط راسه ورغم وعورة الطريق فان الجنازة شاركت فيها المئات من السيارات ومختلف العربات والدراجات النارية وهناك التقينا بوالده الذي تميز رغم تاثره بفقدان فلذة كبده بالصبر والجلد وقال ان ابنه مات شهيدا مثلما كان يتمنى. * بلهيجات تودع شهيدها على بعد حوالي 15 كلم جنوبالقصرين وعلى الطريق الوطنية عدد 15 تقع قرية " بلهيجات " التي وصلها صباح الخميس جثمان شهيد المنطقة العريف اول رضا المناصري .. اين استقبلته نسوة القرية بالزغاريد ورجالها وشبابها بالتكبير والنشيد الرسمي .. ووضع جثمانه وسط منزل والده وجاءت وفود كبيرة من الامنيين والعسكريين والمواطنين بما فيهم اعضاء من النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي وصلوا من العاصمة لتقديم التعازي قبل أداء صلاة الجنازة عليه ودفنه عند الظهر في مقبرة الاسرة * احتقان ومسيرة سلمية سيطر الاحتقان على كامل جهة القصرين وكانت الأجواء يسودها غضب كبير على الإرهابيين والفشل الذريع الى حد الان في التصدي لهم ورفض تلاميذ وطلبة كل المؤسسات الاعدادية والثانوية والجامعية الدخول لمقاعد الدراسة كما ان عددا كبيرا من الاساتذة لم يستطيعوا الالتحاق بقاعاتهم ومع الساعة الثامنة والنصف كانت كل الاعداديات والمعاهد والكليات قد اغلقت ابوابها واتجه الجميع الى وسط المدينة للمشاركة في المسيرة السلمية التي دعا اليها الاتحاد الجهوي للشغل على خلفية حادثة سيدي علي بن عون للتنديد بالارهاب والدعوة الى الاسراع بالتصدي له . * اضراب عام اعلن عنه بشكل متاخر حوالي الساعة التاسعة صباحا اعلن الاتحاد الجهوي للشغل عن اضراب عام بجميع انحاء الولاية كامل يوم الخميس لكن بسبب تاخر وصول الدعوة اليه لم يجد استجابة تذكر الا في المؤسسات التربوية التي استبقته وتعطلت فيها الدراسة .. اما بقية المحلات والادارات والبنوك فان العمل تواصل فيها بشكل عادي تقريبا رغم الاتصالات التي قام بها بعض النقابيين لدعوة رؤسائها وموظفيها الى اغلاقها. * غلق الطريق وسط اجواء الحزن والاحتقان وغير بعيد عن الادارة الجهوية للصحة اغلق صاحب كشك وجمع من اقاربه الطريق الرئيسية احتجاجا على قيام السلط الامنية والبلدية فجر السبت بتهديم كشكه العشوائي الذي بناه بعد الثورة وقد تطلب إعادة فتحه تدخل وحدات الامن للسيطرة على اجواء التوتر التي سادت المكان القريب من المفترق المؤدي الى حي الزهور.