بعد خسارته للقب رابطة الابطال الإفريقية وانسحابه من الدور نصف النهائي للمسابقة بعد تعادل ايجابي مع ممثل جنوب افريقيا اورلاندو بيرات،بدأ الحديث عن تغييرات جذرية ستمس كل مكونات فريق الترجي الرياضي التونسي بداية من الاطار الفني وصولا الى الرصيد البشري.حيث سال حبر كثير عن عزم هيئة حمدي المدب الاستغناء عن جملة من اللاعبين يتصدرهم المدافع الجزائري عنتر يحيى الذي كان لنا معه حوار مطول تحدث فيه عن علاقته بالترجي وعن مستقبله الكروي وعن حظوظ تونسوالجزائر في باراج المونديال فكان ما يلي: بداية دعنا نطمئن عن حالك؟ الحمد لله أنا على أحسن ما يرام وأتدرب بانتظام بعد عودتي من الاصابة وأعمل على استعادة مكاني كأساسي في التشكيلة.صحيح انني عشت أوقاتا عصيبة للغاية بعد الانسحاب المر من مسابقة رابطة الابطال ولكن تلك هي أحكام الكرة وكما نسعد بالفوز علينا التعلم من الهزيمة.أعلم جيدا ماذا يعنيه الانسحاب من رابطة الابطال بالنسبة لجماهيرنا الغالية ولكن لا يجب أن يستغل البعض هذه الفرصة للقدح في اللاعبين والتشكيك في امكانياتهم وحقيقة يؤلمني أن يتحول اللاعب في البلدان العربية بين عشية وضحاها من معشوق للجماهير الى أسوإ لاعب في التاريخ.ولكنني تعودت على هذا الوضع واكتسبت مناعة من هذه التصرفات التي تنم عن عقلية «تاعبة بالزاف». بعد الانسحاب كثر الحديث عن قرب نهاية علاقتك بالترجي وتحدث البعض عن فسخ عقدك في الأيام القادمة أين الحقيقة في كل هذا؟ قلت أنني والحمد لله اكتسبت طوال مسيرتي الكروية خبرة كبيرة تجعلني قويا وأكبر من ان تؤثر في مثل هذه الشائعات التي لا أدري ماذا سيجني منها أصحابها.فهنا في تونس للأسف لايكتفي بعض الصحفيين بلعب دورهم الأساسي وهو نقل المعلومة بعيدا عن كل الخلفيات بل صار السواد الاعظم منهم يمتهن «السمسرة» والمتاجرة حتى ولو كان ذلك بهتك أعراض الناس.شخصيا ليس لي الوقت لأرد على مثل هذه التفاهات ولكن فقط أقول لهؤلاء اتقوا الله واحترموا قليلا قيم ومبادئ مهنتكم النبيلة.أنا كلاعب في الترجي أتحمل جزءا من الخيبة ولا أتهرب من ذلك على الرغم من أنني كنت غائبا عن لقاءي الدور نصف النهائي بسبب الاصابة ولكن لهؤلاء أقول عنتر ومنذ قدومه للترجي خاض 26 لقاء من جملة 32 وهذا الرقم أعتقد انه يكفي مؤونة التعليق ولكن هؤلاء المنظرين لم يهتموا لهذه الارقام وحملوني مسؤولية الخيبة وراحوا يبشرون بقرب نهاية علاقتي بالترجي ولكن هذا الكلام «يدخل من وذني اليمين ويخرج من الوذن اليسار».أدرك جيدا أن هؤلاء يبحثون عن التجارة قبل الصحافة ولكن لا ضيم ان التزموا الحياد وتحدثوا بعقلانية وبواقعية. ولكنك لم تجبني عن سؤالي؟ أستغرب حقيقة أن يقع الحديث عن مستقبلي مع الفريق والحال انني مازلت مرتبطا مع الفريق بعقد الى غاية نهاية جوان القادم.مسألة بقائي أو مغادرتي للترجي هي مسألة شخصية بالأساس خاصة بيني وبين مسؤولي الترجي.فعندما قدمت للترجي تحدثت «كلام رجال» مع حمدي المدب الذي أكن له احتراما كبيرا تماما كما هو الحال مع بقية المسؤولين في الترجي وعندما يأتي الوقت للحديث عن العقد فإنني سأجلس الى الرئيس وسنتفق على كل الأمور.حمدي المدب «راجل» ويدرك جيدا ان عنتر يحيى «راجل» وفي الوقت المناسب سنوضح كل الأمور وعلى «السماسرة» ان يكفوا عن الصيد في المياه العكرة. يعني هذا أنك لم تتحدث بعد الى حمدي المدب؟ الوقت مازال مبكرا وأنا مهتم الان بالتمارين ولاشيء غير ذلك وكما قلت في الوقت المناسب سنحسم الامور.مسألة تجديد العقد هي مسألة تهمني وتهم مسؤولي الترجي.فإن كان لهم الحق في التقييم وتحديد احتياجاتهم فأنا كذلك يحق لي أن أقيم مسيرتي وتجربتي مع الفريق وبعدها نتخذ القرار الذي يخدم مصلحة الطرفين.ومهما يكن الأمر فعنتر يحيى لن يكون سوى رقم في سجلات الترجي وأعتز شخصيا بالانتماء لهذا الفريق الكبير الذي يمتلك كل مقومات الاحتراف. يوسف البلايلي لم يسلم بدوره من التشكيك فهل هي حملة موجهة؟ حملة لا ولكن هي عادة سيئة لدى الصحفيين العرب بصفة عامة فمع الخيبات ينهال الكل بسياط النقد على اللاعبين الاجانب لأنهم الحلقة الاضعف ولأنهم شماعة يعلق عليها الكل خيباتهم وفي الترجي الان النقد اقتصر على شخصي المتواضع ويوسف البلايلي ويانيك نجانغ وهاريسون أفول.وهذا مؤسف ومؤلم حقيقة فالجميع يتحمل مسؤولية الخيبة ولكن ماذا نفعل هذا منطقنا نحن العرب وشخصيا لا يقلقني هذا الوضع لانني أعرف من أكون ولدي ثقة كبيرة في امكانياتي التي سعيت منذ وصولي للترجي إلى توظيفها خدمة للفريق وشخصيا أعتقد انني قمت بواجبي وسأواصل على نفس المنوال تماما كما هو الحال لافول ويانيك والبلايلي الذين يعدون من خيرة اللاعبين وعليه ان يتعلم ويتطور فهل يعقل ان يكون قبل النصف نهائي نجم الفريق وان يصبح نكرة بعد الانسحاب؟ هل ندمت على التحاقك بالترجي؟ قطعا لا فالترجي رقم صعب في الكرة الإفريقية ويتشرف كل لاعب بالانتماء إليه.لقد استغرب الكثير من أصدقائي من تركي للبطولة الالمانية وتحولي للترجي ولكنني لم أعر ذلك اهتماما كبيرا لانني كنت اود الفوز بلقب رابطة الابطال الافريقية ولكنني خسرت رهاني الشخصي وهو ما أحزنني كثيرا ولكنها كرة القدم وعلينا تقبل منطقها لانها ليست بالعلم الصحيح.أنا مرتاح في تونس وأحظى باحترام مسؤولي الترجي وأحبائه وهذا هو المهم. الترجي خسر لقب الكأس والبطولة الوطنية وانسحب من رابطة الابطال الافريقية فما السبب برأيك؟ هذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم والألقاب لم تحجز فقط للترجي الذي سيعود حتما للتويج بها مستقبلا والامثلة عديدة هنا ريال مدريد يصرف المليارات من أجل ضم نجوم العالم ولكنه لم يتوج هل قتل اللاعبون هناك؟صحيح اننا لم نتوج وهذا مؤلم ولكن لا يجب ان نهدم ما بنيناه في لحظة وهنا لا اتحدث عن نفسي وانما على الزخم الكبير من الشبان الذي يزخر بهم الفريق والذين بإمكانهم صنع ربيع الفريق.لم نكن في يومنا وخسرنا اللقب وهذا يحدث لكل الفرق وعلينا استيعاب الدرس والمضي الى الامام لأن قدر الترجي اللعب من أجل الألقاب. كيف يقيم يحيى أداء الجالية الجزائرية في تونس؟ أعتقد أن سفراء الجزائر في تونس نحجوا مع فرقهم وهذا بشهادة الجميع فجابو يصنع ربيع الإفريقي وبونجاح متألق مع النجم والبلايلي لاعب فنان وموهبة حقيقية وعليه أن يتعلم ويكسب الخبرة وان يدرك أن الجماهير التي صفقت له طويلا ستنتقده في أحيان أخرى أما عنتر فالحكم على مردوده يبقى للجماهير والمحللين وليس لأشباه الصحفيين. وماذا عن حظوظ تونسوالجزائر في باراج المونديال؟ أعتقد أن حظوظهما وافرة لبلوغ المونديال فتونس قدمت مباراة كبيرة ضد الكاميرون وبإمكانها الفوز هناك في ياوندي ونفس الشيء للجزائر التي أربكت بوركينا فاسو على ميدانها ونحن نملك كل ممهدات الفوز في الجزائر وان شاء الله سنترشح بمعية تونس إلى البرازيل. مدرب الجزائر «حليلوزيتش» لا يعترف كثيرا ببطولة تونس وهو ما جعله يستبعد البلايلي من التشكيلة ولم يشرك جابو كثيرا في اللعب مع المنتخب. هل من تعليق؟ هذه فلسفة المدرب واختياراته ولسنا مخولين لمناقشتها بل علينا احترامها فالارقام تخدم مصلحة حليلوزيتش وبالتالي ليس من الممكن الاعتراض على قراراته والأكيد ان البلايلي سيكون آجلا ام عاجلا في المنتخب الجزائري. وماذا عن عنتر؟ عنتر يستمتع الان بمتابعة محاربي الصحراء وسيظل دوما مشجعا وفيا للجزائر التي تزخر بالمواهب الكروية والتي تبقى مطالبة بتشريف البلاد في كبرى التظاهرات العالمية والقارية اما الاختيارات فلا يمكنني الحديث عنها.