التونسية (تونس) يبدو أن الارهاب قد قرر المرور إلى السرعة القصوى ... سرعة أقصى بنوعية جديدة من العمليات الاجرامية ،هذا أقل توصيف ينطبق على العملية الإنتحارية التي أقدم عليها أمس شاب في المنطقة السياحية بمدينة سوسة بعد تفجيره للحزام الناسف الذي كان يحمله واحباط عملية ثانية بالمنستير كان صاحبها ينوي تفجير ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة . خطورة العمليتين وإن لم تسفرا عن خسائر بشرية ولا مادية أكبر بكثير من حجم الخسائر التي يمكن أن تخلفها أيّة عملية مماثلة، حيث ألقت منذ يوم أمس العمليتان بظلالهما على الإقتصاد الوطني بعد أن أقفلت بورصة تونس نشاطها بتراجع أسهم 35 مؤسسة دفعة واحدة وتراجع مؤشر «التوننداكس «ب-0,74 بالمائة ، فيما أعلنت وزارة السياحة عن إمكانية تشكيلها لخلية أزمة لاتخاذ القرارات الملائمة تفاعلا مع مستجدات الوضع خلال الأيام القادمة والعمل على تكثيف الاتصال بمتعهدي الرحلات ووكالات الأسفار لوضعهم أمام الوضعية الأمنية في تونس، معتبرة أن هذه الحادثة لن تمر بسلام في أوساط المهنيين ووكلاء الأسفار ومتعهدي الرحلات. العملية التي وصفتها وسائل الإعلام العالمية بالنوعية نفذت حسب الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية من قبل عنصرين ينتميان إلى تيار السلفية التكفيرية، احدهما عاد إلى تونس مؤخرا من دولة شقيقة ، وهو ما يؤكد أن الجماعات الإرهابية الناشطة في الجبال (الشعانبي وسمامة والطويرف ...) قررت فعلا النزول من الجبل والإقتراب أكثر فأكثر من الأوساط الحضرية وهو ما نبهت إليه الداخلية عقب أحداث قبلاط وبن عون والتي راح ضحيتهما عدد من رجال الأمن الوطني . عملية يوم أمس ترجمت كذلك ما سبق أن تحدث عنه الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية عقب أحداث قبلاط بأن الجماعة الإرهابية تعد لتنفيذ عمليات نوعية تستهدف مقرات سيادية وشخصيات وطنية معلنة إصرارها على تنفيذ مخططاتها واستهداف أمن البلاد والعباد والمضي في دوامة العنف التي ستطال المدنيين بعد أن مست المؤسسة الأمنية والعسكرية في الصميم في أكثر من مناسبة . تحذيرات أمريكية ؟؟ لكن بالإضافة إلى ما سبق وأن نبهت إليه وزارة الداخلية عن تواصل العمليات الإرهابية وربما تطور اشكالها تداولت منذ بداية الأسبوع الجاري بعض المواقع الإخبارية تقريرا أمريكيا صدر الإثنين حذر من تهديد خطير محتمل ستشهده تونس خلال الأسابيع الاربعة القادمة في رسالة موجهة للرعايا الأمريكيين المقيمين بتونس بعد أن نشر هذا التقرير حسب المصادر التي نشرته في موقع مستجدات الأخبار الأمنية في تونس والذي يشرف عليه المنسق الأمني للسفارة الأمريكية في بلادنا لدى المدرسة الأمريكية المعروف ب«دايفد سيكوريتي». هذا التقرير تحدث كذلك عمّا قد يحصل في تونس مشيرا إلى أن ذلك سيكون مفاجأة كبرى لصناع القرار بالبلاد وسيكون تهديدا جسديا دون الإفصاح عمّا إذا كان التهديد عبارة عن عملية اغتيال سياسي جديدة أو نوع جديد من العمليات الإرهابية وهو ما يشير إلى أن العمليات الارهابية التي تستهدف تونس لا يمكن أن تكون عمليات معزولة بل تتنزل في إطار الشبكات الارهابية الإقليمية وربما التنظيمات الدولية التي استطاعت أن تحول سوريا وقبلها العراق إلى حمامات دم لا تنضب.