حقق الترجي الرياضي أول أمس الإنتصار الثاني له في بطولة هذا الموسم وقد جاء هذا الفوز على غرار الأول خارج الديار وبأقل فارق ممكن وهو هدف لصفر، هذه النتيجة الإيجابية تعد العلامة الوضاءة الوحيدة بالنسبة لفريق باب سويقة في مواجهته لقرنبالية الرياضية في إطار الجولة الثالثة لمرحلة الذهاب لأن الآداء لم يكن مقنعا ولم يرتق إلى المستوى الذي يليق باسم وحجم النادي هذا بالإضافة إلى السلبيات والنقائص المتعددة والمختلفة التي لاحت على الآداء الجماعي للفريق وكذلك على المردود الفردي لكل اللاعبين بلا استثناء. عقم هجومي غير مقبول بكل أمانة لم يظهر فريق قرنبالية الرياضية ضد الترجي الرياضي بالمستوى الأدنى المطلوب الذي يسمح له بالبروز أو على الأقل بالدفاع عن حظوظه في الرابطة المحترفة الأولى ذلك أن الأحمر والأصفر وعلى الرغم من تواضع مستوى آدائه كان قريبا من تكبيد «الحريقة» هزيمة ثقيلة لولا عقم مهاجميه وهو فشل ذريع جدا وغير مقبول بالمرة في فريق مثل الترجي الرياضي، فالعجز الهجومي في حسن التصرف واستغلال الفرص السانحة للتهديف بلغ حدا لم يعد يطاق ولا يمكن للإطار الفني تجاهله لأنه وبكل بساطة سيكلف الفريق باهظا في المستقبل وفي قادم الجولات مما لا شك فيه... ويشمل هذا الفشل الكبير كل لاعبي الفريق الهجوميين دون أي استثناء فنجانغ شكل الحلقة الأولى في مسلسل الكرات الضائعة وذلك مباشرة بعد هدف اللقاء الذي اختطفه في الدقيقة 25 من خلال إهدار فرصة وجها لوجه مع حارس المرمى، والمحيرصي صنع الحلقة الثاثية في أواخر الشوط الأول بإضاعة فرصة وجها لوجه مع حارس المنافس كانت ستريح الترجيين كثيرا في الشوط الثاني وذلك قبل أن يتفنن كل من البلايلي والمساكني في إهدار فرصتين سانحتين لقتل المباراة خلال الشوط الثاني... الخطير هو أن هذا العقم لا يشمل فقط مقابلة أول أمس في قرنبالية وإنما هو مشكل قديم يتراكم بمرور اللقاءات ويزداد مما يحتم على الإطار الفني تدخلا سريعا وناجعا لإصلاح هذا العنصر الذي مثلما ذكرنا سيدفع الفريق ثمنه باهظا في المقابلات المقبلة. منح «الجويني» فرصة كاملة إلى جانب العقم الهجومي والإهدار الغريب والعجيب للفرص السهلة السانحة للتهديف فإن آداء ثنائي الهجوم يانيك نجانغ وأحمد العكايشي ترافقه العديد والعديد من التساؤلات ونقاط الإستفهام حول حقيقة القيمة الفنية لهذين العنصرين أولا وحول الرغبة في اللعب وتقديم الإضافة و«تحليل» مئات الملايين التي يتقاضانها ثانيا لأن هناك نوعا من اللامبالاة في تحركات الكامروني ما يبعث على الدهشة فعلا... بكل أمانة لم يرتق مردود هذا الثنائي إلى المستوى الذي يليق بمهاجمين أساسيين في فريق اسمه الترجي الرياضي ومن الصعب انتظار تطور في الآداء وبالتالي الإضافة التي يمكن أن يقدمها كل منهما إلى الفريق ، ومن هذا المنطلق فإن منح فرصة جديدة كاملة لهيثم الجويني أضحى أمرا ضروريا ويفرض نفسه بإلحاح وفي أسرع الأوقات لأن هذا اللاعب ومن حيث القيمة الفنية يفوق بكثير نجانغ والعكايشي. صحيح أن الجويني عرف في فترة ما تراجعا كبيرا في مستواه لم نفهم سببه وصحيح أيضا أنه مر بمرحلة عقم كبيرة وصعبة لكن الثابت والأكيد كذلك أن هذا الشاب يملك من المؤهلات الفنية والبدنية ما يسمح له بأن يكون المهاجم رقم واحد في الترجي الرياضي... المشكل الحالي بالنسبة للجويني نفسي بالأساس ، فهذا اللاعب في حاجة إلى ترميم المعنويات وفي حاجة إلى ثقة الإطار الفني والمسؤولين بما يسمح له باستعادة الثقة في نفسه وهو أيضا في حاجة إلى تفهم الجمهور وإعطائه الوقت الكافي لاستعادة مستواه. من الأجانب الدليل احتار ما قلناه على آداء نجانغ ينطبق على بقية اللاعبين الأجانب في الترجي الرياضي ولو أن آفول قدم أول أمس مباراة محترمة جمليا وهذا ما يجب أن نقوله حتى لا نظلم الغاني... الحديث هنا يتعلق بيوسف البلايلي الذي انضم إلى التشكيلة خلال الشوط الثاني ويا ليته ما عزز التركيبة لسبب بسيط وهو أنه لم يقدم ولم يضف شيئا للفريق بل العكس صحيح بما أنه أضاع فرصة سهلة أضحت من عادات هذا اللاعب في كل مباراة تقريبا هذا علاوة على البطء والتثاقل اللذين ميّزا تحركاته وكأننا أمام كهل فوق الأربعين ولا شاب في العشرين من عمره من المفروض أن يتقد حيوية وحركية وسرعة... أمر البلايلي يبعث على الحيرة في صفوف مختلف الأطراف الترجية وفي مقدمتها الأحباء الذين يتساءلون إن كان هذا اللاعب يتدرب بانتظام وجدية أم لا ؟ ... وإن كان له فعلا رغبة في اللعب للترجي الرياضي أم لا؟ ... وإن كان يراجع حساباته ويحاول إصلاح غلطاته أم لا؟ ... بالنسبة لعنتر يحيى ،الذي غاب منذ مدة عن التشكيلة الأساسية دون أن يترك فراغا في الدفاع لأن معوّضه بن منصور يؤدي المهمة وزيادة بل ويعطي الإضافة أفضل من الجزائري ، فيبدو أنه قرر توخي سياسة الكلام عوضا عن الأقدام وهذا دليل قاطع على فترة الفراغ التي يمر بها والتي لا نتمنى له أن تطول حتى لا تولد قرارات صارمة من الهيئة في ميركاتو الشتاء القادم . بن سالم وعبود مكانهما موجود لا بد أن يشرع الترجيون من الآن في ترتيب بيتهم والإنطلاق في بناء الفريق الجديد الذي يلبي طموحات كل أطراف النادي من خلال توفير الحلول التي تمهد إلى ذلك... ومن بين هذه الحلول منح الفرصة في أقرب وقت لبعض عناصر منتخب الأصاغر وفي مقدمتهم معز عبود ونضال بن سالم ، فالأول لا بد أن يأخذ مكانه في وسط الميدان في أسرع الأوقات ونعني منذ مباراة الجولة الخامسة لأن الإرهاق قد يمنعه من أن يكون جاهزا لمباراة الأحد ضد البقلاوة وكذلك نضال بن سالم الذي شكل المفاجأة السارة للترجيين في المونديال الذي يتواصل حاليا في دولة الإمارات من خلال الظهور بمستوى ممتاز يؤهله إلى اقتحام فريق الأكابر من أوسع أبوابه في هذه الفترة التي يمكن تسميتها بالانتقالية والتي يستوجب خلالها إعطاء الفرص كاملة للشبان المتألقين والقادرين على حمل المشعل من زملائهم.