شهدت المشاركة الأخيرة للمنتخب الوطني للناشئين في كأس العالم بالإمارات تألق أكثر من لاعب وتقديم مردود ووجه متميز رغم الخروج من الدور الثاني على يد الأرجنتين، ونال الجناح الأيمن شهاب الجبالي شهادات تقدير كبيرة من قبل الفنيين والمحللين فضلا عن اختياره ضمن تشكيلة منتخب الدور الأول في المونديال. «التونسية» تحدثت إلى شهاب الجبالي عن مستقبله في المنتخب والإفريقي، وتقييمه للمشاركة في العرس العالمي وطموحاته الشخصية وأشياء أخرى تجدونها تباعا في الحوار التالي.. لمن لا يعرف شهاب ، كيف تقدم نفسك؟ شهاب الجبالي من مواليد 26 ماي 1996 لاعب كرة قدم متكون في أولمبيك الكاف بدأت ممارسة كرة القدم في سن السابعة وتدربت مع لاعبي (10 سنوات) أجريت الاختبارات في مركز «النخبة» بالكاف وتم الاختيار علي رفقة لاعبين آخرين، أمضيت عاما تحت إشراف المدربين الحبيب وعلاء الدين الخماسي ثم تمت دعوتي للمنتخب الوطني، وانتقلت لمركز المنتخبات ب«برج السدرية» أين أمضيت عاما مع المدرب يوسف السرياطي قبل أن يأتي المدرب الحالي عبد الحي بن سلطان الذي يدربني منذ أربع سنوات، انتدبني النادي الإفريقي العام الماضي في عقد يمتد لثلاث سنوات بعد أن تمت متابعتي في مناسبات عديدة مع المنتخب. رغم التألق وتقديم مستويات كبيرة غادر المنتخب المونديال؟ تلك هي كرة القدم فيها الفوز والهزيمة، في المباريات السابقة «كل شي مشى» وللأسف في المباراة الأخيرة أمام الأرجنتين رغم تقديمنا لأفضل ما لدينا لم نتوج مجهودنا بالتسجيل والمنافس كان أكثر واقعية أمام المرمى، «ما بخلناش وخدمنا برشا»، هدفنا كان بلوغ نصف النهائي وهذا ليس مستحيلا لكن للأسف غادرنا السباق، الأرجنتين لم تكن أفضل منا والشيء الذي أريد تأكيده أننا بذلنا جهودا كبيرة وقدمنا وجها مرضيا حسب الأصداء التي وصلتنا وإن شاء الله القادم أفضل. اختيارك ضمن تشكيلة منتخب المونديال في الدور الأول تتويج مهم في بداية مشوارك الكروي؟ الحمد لله، هذا تتويج لكل اللاعبين وللمنتخب التونسي الذي أكد أنه قادر على مقارعة أقوى المنتخبات، وجودي في تشكيلة الدور الأول أمر مهم لكن شخصيا تمنيت أن نتجاوز الدور الثاني ونواصل المشاركة في المونديال وأظن أن ذلك أهم بكثير لكل اللاعبين من التتويجات الشخصية التي تأتي دائما في المقام الثاني بالنسبة لنا كلاعبين في بداية المشوار. كيف ترى مستقبل المنتخب بعد هذه المشاركة؟ في الحقيقة المستقبل أمامنا وقد علمنا بخبر تبني الوزارة لهذا المنتخب في السنتين المقبلتين، سيكون لهذا القرار أثر مهم بالنسبة لنا لنواصل العمل ونطور إمكانياتنا، أمامنا الكثير من العمل للبقاء في نفس المستوى وبلوغ مستويات أفضل، أظن أن الإبقاء على كامل المجموعة لاعبين وإطارا فنيا خطوة أولى لإنجاح هذا المنتخب الذي يعيش الانسجام منذ أربع سنوات وهذا سيسهل أمورا كثيرة علينا في المستقبل. كيف تقيم العمل الذي يقوم به المدرب عبد الحي بن سلطان؟ كل الإطار الفني يقوم بأدوار عديدة، نحن عائلة بأتم معنى الكلمة و«سي عبد الحي» يعرفنا أفضل من أي شخص آخر، إضافة إلى أنه مدربنا فهو الأكثر قربا منا يعرف ماذا نريد ومن منا ليس في أفضل حالاته دون أن يسألنا، يكفيه أن ينظر في عيني أي لاعب ليعرف ما يريد، الفترة التي أمضيناها تحت إشرافه قدم فيها الكثير من وقته وجهده ووضع كل لاعب في المكان الذي يناسبه وطور كثيرا من مهاراتنا بأساليب علمية وعلى قواعد صحيحة. أكيد أن ظهورك بوجه مشرف أحدث تغييرات في حياتك؟ هذا صحيح، أصبح هناك اهتمام في الشارع وأحسست حب الناس واهتمامهم بي، لا أظن أن هذا سيؤثر علي، سأواصل العمل بشكل عادي و«النجومية» أو الغرور لن تجد طريقا إليّ ولن تتسبب في اختياري لطريق غير صحيحة. كيف ترى مستقبلك مع الإفريقي خاصة أن المدرب كوستر أثنى عليك وضمك للأكابر؟ أنتظر العودة للتمارين مع الفريق، لا أريد حرق المراحل سأترك الأمور تسير بشكل عادي وسأنال فرصتي في الوقت المناسب، أريد أن أكون ضمن تشكيلة الإفريقي، أمامي فرصة لمنافسة لاعبين لهم الكثير من الخبرة وسأحاول التعلم سريعا، أريد أن أتوج مع الإفريقي بلقب البطولة ثم المشاركة في المنافسات القارية لتطوير مستواي، والفرصة ستأتي كما قلت في وقتها المناسب، بالنسبة لوجود اتصالات أؤكد لك أن هذا الباب موصد من طرفي ولا أفكر فيه بتاتا كما أن مسؤولي فريقي وخاصة مسؤولي المنتخب لن يفسحوا المجال لأي طرف للدخول في هذه المواضيع المؤجلة إلى مرحلة لاحقة. بعيدا عن كرة القدم، كيف هي أحوال الدراسة؟ بالتأكيد لن تكون كرة القدم كل شيء، كل لاعب مطالب بتحصيل مستوى علمي متميز، العام الماضي لم تسر الأمور جيدا بسبب التربصات والمشاركات مع المنتخب وسأعود في الأيام المقبلة للدراسة (سنة أولى ثانوي)، أريد دراسة اختصاص رياضة في المستقبل وربما تتغير الأمور لاحقا لكن لا أظن أنني سأبتعد عن الرياضة كثيرا حتى في دراستي. شاهدناك في أكثر من خطة على الملعب، ما هي الخطة التي تراها مناسبة لك أكثر؟ في فترة تكويننا تعلمنا خصائص كل مركز، وبالنسبة لمؤهلاتي أرى أن اللعب في خطة الجناح الأيمن أو كصانع ألعاب هي المحبذة لدي لكن متغيرات المباريات قد تضطرني للعب في مراكز أخرى أحاول تقديم أفضل ما لدي فيها. من هم اللاعبون الأقرب إليك من غيرهم في المنتخب ومن تراه لاعبك المفضل؟ بالنسبة للاعبي المنتخب الكل جزء من هذه العائلة ولا يوجد فرق بين هذا أو ذاك، «كلنا خوات في السنتر»، ربما بحكم السنوات مع البعض في المنتخب نضال بن سالم وبهاء الدين عثمان وشمس الدين الصامتي ولاعبون خارج قائمة المونديال يعتبرون الأكثر تفاعلا معي من غيرهم لكن الجميع أصدقاء في النهاية، أما لاعبي المفضل فلا يوجد ذلك لا في تونس ولا خارجها فقط أريد أن أسطر مسيرة متميزة مع المنتخب والإفريقي وأصنع اسمي الخاص وأتمنى أن أدرك ذلك. كلمة الختام؟ أتمنى أن يحافظ المسؤولون عن الرياضة على هذا المنتخب وسيكون لمنتخب تونس في المستقبل شأن كبير نحن نعرف بعضنا البعض وهذا يسهل تأقلمنا وعملنا، كما أشكر من يساندني ويدفعني للتحسن وإن شاء الله القادم أفضل مني في الإفريقي وفي المنتخب.