قال، محمد الناصر في حوار له مع إذاعة «موزاييك آف آم» ، إنّ مبادرة الباجي قائد السبسي رئيس حركة «نداء تونس» هي الأقرب لتمكين تونس من اجتياز المرحلة الحاليّة مؤكّدا انّه أيّدها لوجود نظرة متوازنة فيها ولأنّها ضدّ مبدإ الإقصاء السياسي موضّحا انّه لا يمكن بناء المستقبل من منطلق إقصاء الأحزاب لأنّه لا بدّ من توافق بين مختلف التيارات السياسية لخدمة المشهد السياسيّ التونسيّ. وأكّد الناصر أنّ علاقته بالسبسي ليست حديثة أو قائمة على أساس التحزّب وإنّما تعود إلى فترة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بعملهما جنبا الى جنب في حكومته. و أوضح محمد الناصر أنّه لم يترشّح لهذا المنصب، لكنّه وافق عليه عندما عُرض عليه مضيفا أنّه تمّ الإتصال به من قبل بعض الأحزاب وبعض الأطراف التابعة للرباعي الراعي للحوار لاقتراح إسمه وترشيحه لرئاسة الحكومة مؤكّدا أنّه قد قبل به «ليس لغاية تقلّد مسؤولية» بل لرؤيته في أنّ مبادرة الحوار الوطني ستمثّل مكسبا كبيرا لتونس يتماشى وانتظارات الشارع التونسي والرأي العام الأجنبي وأنها كسب جديد لتونس للخروج من التجاذبات السياسيّة الراهنة. وأضاف الناصر أنّه رأى في المبادرة وفاقا حول خارطة الطريق ومكسبا كبيرا لتونس ليؤكّد على ضرورة تواصل الوفاق على قاعدة صلبة لبناء مستقبل تونس وإدارة شؤونها على المدى المتوسّط أي للسنوات الخمس المقبلة موضّحا أنّ حكومة جديدة والإعداد للانتخابات المقبلة ليس غاية أمام بعض التحدّيات الأخرى كالتحديات الأمنية والإقتصادية. و أشار الناصر إلى انّه لم يرفض العمل مع حكومة الجبالي وأنه قبل الأمر لكن تمّ الإستغناء عن خدماته رغبة في التقليص في عدد الوزراء وتكوين حكومة مصغّرة ليعبّر عن إستعداده للعمل كلّما كان هناك توافق وحوار وطني منوّها بفكرة تكوين هيكل للحوار يجمع عددا من الخبراء وذلك لتنظيم عمل الحوار الوطني وتقنينه والنظر في المشاريع المنبثقة عنه ليكون بمثابة المؤسسة التي تؤطّر عمل الوفاق. أمّا عن الحكومة الجديدة فقد قال إنّه ليس من مهامها محاسبة حكومة العريّض بل ستبحث عن سبل الخروج من المرحلة الراهنة وإيجاد الأرضية الملائمة للحكومة التي ستليها بعد الانتخابات مضيفا أنّه على الحكومة القادمة ورغم الفترة القصيرة التي ستتولّاها تحليل الوضع الراهن لوضع برنامج عمل وتحديد الأوليات مع عرض تصوّراتها لإيجاد الحلول المناسبة مؤكّدا أنّ من سيتولّى رئاسة الحكومة في هذه الفترة سيحظى بشرف كبير لكن عليه أن يقدّم أضعاف ما سيأخذه لأنّه اختير في فترة حسّاسة، مشيرا إلى أنّ هذه الحكومة ليست مبنيّة على شخص واحد بل هي مجهود مجموعة ستعمل في إطار توافق كلّي وتتعاون في ما بينها وأنها ستتعامل بدورها مع مختلف مكونات المجتمع المدني والاطراف السياسيّة وأشار محمد الناصر إلى أنّه في صحّة جيّدة وقادر على تولّي منصب رئاسة الحكومة وأن بامكانه إدارة المرحلة القادمة، مضيفا أنّه واع بما سيتطلّبه ذلك منه في حال تمّ اختياره متوجها إلى السياسيين برسالة بعد قرار تعليق الحوار الوطني قال لهم فيها إنّ الشعب التونسي ينتظر توصّلهم الى اتفاق وينتظر إعلانهم ذلك، وأنّ الاتفاق المنتظر لا ينحصر في اختيار رئيس حكومة أو أعضائها بل في ادارة المرحلة القريبة الى حين بلوغ الانتخابات والمرحلة التي تليها.