ملعب أحمدو اهيدجو (جماهير غفيرة) _ تحكيم: الموريسي سيشورن __ تشكيلتا المنتخبين: _ المنتخب التونسي: بن شريفية – الدربالي – الميكاري – حقي – صيام بن يوسف – الراقد – يحيى (العلاقي)– الشيخاوي(كامي) – خليفة – فخر الدين بن يوسف – الشرميطي(العكايشي). _ المنتخب الكاميروني: ايتودجي – تشيدجو – نكولو – ماكون – مبيا (نونكي)– ايكوتو – اينو – سونغ – ايتو- ويبو(موتينغ) – موكوندجو(نقيمو). _ الاهداف: بيار ويبو (دق 3) – مكوندجو دق (30) – جون ماكون (دق 65)و(دق 86) للمنتخب الكاميروني أحمد العكايشي (دق 50) للمنتخب التونسي هل يستحق المنتخب الوطني المرور الى المونديال؟ الاجابة قطعا لا, فالمنتخب الذي بلغ هذا الدور المتقدم من التصفيات بفضل هدية من السماء واحتراز فني لم نسع اليه لا يستحق أن ينال شرف تمثيل الكرة الافريقية في أكبر المحافل العالمية.في المقابل استحق المنتخب الكاميروني تأهله عن جدارة وكان مروره الى المونديال «بوكو حلال» بعد أن أعطانا درسا في كرة القدم وأكد لنا مجددا أن كأس العالم لا تتسع للغلمان وإنّما للكبار والكبار فقط. تغييران فقط مقارنة بلقاء الذهاب يمكن القول بأن الهولندي رود كرول قد حافظ تقريبا على نفس العناصر حيث اكتفى بإدخال تغييرين فقط على التشكيلة الاول اضطراري بدخول كريم حقي مكان الغائب للاصابة علاء الدين يحيى والثاني تكتيكي بحت بدخول فخر الدين بن يوسف أساسيا عوضا عن سامي العلاقي الذي سيبدأ اللقاء احتياطيا. هدف مبكر مدعوما بتشجيعات جماهيره الغفيرة دخل المنتخب الكاميروني المباراة بقوة وتمكن من زيارة شباك الحارس معز بن شريفة عبر مهاجمه بيار أشيل ويبو منذ الدقيقة الثالثة.هدف مبكر أثر على زملاء ياسين الشيخاوي الذين رضخوا الى مشيئة منافسهم الذي كان الطرف الافضل والاقوى على كامل ردهات الشوط الاول.المنتخب التونسي وتحت تأثير صدمة الهدف عجز عن رد الفعل وكان غائبا في الناحية الهجومية حيث لم نسجل أية محاولة هجومية لأبناء كرول خلال الشطر الاول من المباراة.في المقابل فرض منتخب الاسود التي لا تروض سيطرة كلية على منافسه وكان لاعبوه أكثر اندفاعا وأكثر اصرارا على نيل بطاقة العبور الى المونديال.وبان بالكاشف الفرق الشاسع في الامكانيات والفنيات بين لاعبي المنتخبين. خطأ دفاعي وهدف ثان المنتخب المحلي واصل عرضه القوي وضغطه المتواصل على دفاع المنتخب الوطني الذي اهتز مرة أخرى أمام الفنيات الكبيرة للمهاجم بينجمين موكوندجو الذي نجح بفنياته الكبيرة في تجاوز الراقد والدربالي وحقي وبتسديدة أرضية غالط معز بن شريفية وامضى الهدف الثاني لمنتخب بلاده.هدف عجز زملاء الشيخاوي الحاضر الغائب عن الرد عليه لينتهي الشوط الاول على تقدم منطقي للكاميرون بهدفين لصفر. اللياقة البدنية نقطة استفهام كبرى المنتخب الوطني كان غائبا في الشوط الاول وكان اداؤه سيئا للغاية ومنح الفرصة لرفاق ايتو ليصولوا ويجولوا على أرضية ملعب احمدو اهيدجو.اداء لعبت فيه اللياقة البدنية الضعيفة للعناصر الوطنية دورا كبيرا حيث خسر أبناء كرول كل الحوارات الثنائية مما مكن الكاميرون من ايجاد المساحات والوصول الى مرمى بن شريفية في مناسبتبن. كما لعبت الاخطاء الدفاعية القاتلة وخاصة من الثنائي كريم حقي وسامح الدربالي دورا مهما في خسارة الشوط الاول حيث كان الرواق الايمن للدفاع شارعا مفتوحا أمام مكوندجو الذي كان نجم الشوط الاول دون منازع. كوتشينغ ناجح منذ بداية الشوط الثاني قام المدرب الهولندي رود كرول بتغييرين متزامنين حيث أقحم بشير كامي مكان الشيخاوي وأحمد العكايشي مكان الشرميطي. «كوتشينغ» ناجح للهولندي حيث تمكن أحمد العكايشي في أول لمس له للكرة من تذليل الفارق بعد تسديدة قوية عجز ايتوندجي عن التصدي لها. هدف تحرك بعده المنتخب الوطني وأحرج دفاع الكاميرون وكان بالامكان التعديل لو لم يتغافل الحكم سيشورن عن منح بن يوسف ضربة جزاء مستحقة. سذاجة الدفاع من جديد في الوقت الذي تحسن فيه أداء المنتخب الوطني نسبيا عاد محور الدفاع ليهدي المنتخب الكاميروني هدفا ثالثا عبر رأسية جون ماكون الذي صعد أعلى من الجميع مستغلا بهتة دفاع المنتخب الذي اكتفى لاعبوه بمتابعة كرة الكاميروني وهي تهز شباك بن شريفية معلنة عن تأهل الكاميرون للبرازيل وعودة المنتخب الى تونس جارا وراءه أذيال الخيبة ومجرعا شعبا بأكمله مرارة الغياب عن المونديال للمرة الثانية على التوالي.رغبة أحفاد روجي ميلا في النيل من شباك المعز لم تتوقف عند الهدف الثالث ليعود القصير جون ماكون لزيارة شباكنا للمرة الرابعة بعد أن تلاعب ببن يوسف وبن شريفية ليدق بذلك الاسفين الاخير في جسد كرة القدم التونسية العليل الذي لم يعد في حاجة الى مسكنات وديع الجريء وزمرته بل الى عملية جراحية دقيقة لاستئصال الأورام الخبيثة التي علقت به وما أكثرها. هل أخطأ كرول؟ لن تدفعنا الهزيمة القاسية والانسحاب المر من المونديال من تغيير رأينا في المدرب رود كرول أو التشكيك في امكانياته وحنكته ولكن مجريات المباراة والوجه الباهت الذي ظهر به أبناؤه في أهم مباراة يخوضونها يدفعنا للتساؤل عن الاختيارات الفنية للهولندي ومدى جدواها فالدفع بكريم حقي منذ البداية على الرغم من انه لم يكن ضمن الاختيارات الأولية للهولندي وتشريك الشيخاوي والشرميطي في ملعب رديء كملعب أحمدو اهيدجو أثبت فشله ودفع المنتخب ثمنها باهضا.الهولندي جازف بتركيبة هجومية منذ البداية في الوقت الذي لم يكن فيه مطالبا بالهجوم ربما يكون كرول قد انخدع بأداء أبناؤه في مباراة رادس وأعتقد أنه قادر على تجاوز عقدتنا التاريخية ولكن اجابة الكاميرون كانت قاسية جدا وكشفت لنا عن المستوى الحقيقي لكرتنا. كرول أساء قراءة المباراة تكتيكيا وعوّل على مجموعة خارج «الرّيزو» فكانت النتيجة «وجيعة» جديدة لكرة القدم التونسية. الاستثناء الجميل مباراة الامس مر فيها الجميع بجانب الحدث بل أن أكثر اللاعبين لم يسجلوا حضورهم أصلا في ملعب المباراة ويبقى أحمد العكايشي الاستثناء الجميل حيث كان كعادته مندفعا ومقاتلا وكان نقطة الضوء الوحيدة في تشكيلة المنتخب. مردود الحكم صافرة الحكم الموريسي سيشورن كانت صافرة محلية بإمتياز حيث كان منحازا في أغلب قراراته للمنتخب الكاميروني.ورغم ان المنتخب لم يقدم ما يشفع له بالتواجد في مونديال البرازيل فإن تغافل الحكم عن منح بن يوسف ضربة جزاء مستحقة في الوقت الذي كانت فيه النتيجة 2 – 1 كان له تأثير كبير على سير المباراة . هوامش - الجماهير التونسية التي تابعت المباراة مباشرة من الملعب رفعت شعار ديقاج في وجه رئيس الجامعة وديع الجريء الذي حملته المسؤولية في الخيبة الجديدة وطالبوه بالرحيل وحفظ ماء وجهه. - أجواء مشحونة في حجرات ملابس المنتخب الوطني وتلاسن بين اللاعبين.