انحنى المنتخب الوطني التونسي لدى مواجهته للمنتخب الكاميروني مساء اليوم بملعب أحمادو أهيدجو بياوندي في إطار الدور الإقصائي الأخير من تصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014. نسور قرطاج تاهوا لدى مصارعتهم للأسود الكاميرونيّة ولم يقدر سرب النّسور على احتلال السماء الكاميرونيّة فكانت النتيجة هزيمة قاسيّة حطّمت آمال التّونسيّين في بلوغ كأس العالم للمرّة الثانية على التوالي… نكسة ياوندي أعادت للأذهان الانكسار أمام الموزمبيق يوم 14 نوفمبر 2009 والتي أدّت إلى غياب أبناء الخضراء عن مونديال الماما أفريكا الذي احتضنته جنوب إفريقيا في صائفة 2010. تونس قدّمت أسوأ أجاء لها في الشوط الأوّل وخاصّة على مستوى الشطر الدفاعي في غياب كامل لأيّ حضور هجومي في المناطق الخلفيّة للكاميرونيّين رغم الكثافة العدديّة للاعبين الهجوميّين في تشكيلة رود كرول. فترة أولى دخلها أصحاب الأرض كأفضل ما يكون بعد أن بلغوا شباك معز بن شريفيّة في ظرف 6 دقائق فقط بفضل خطأ مشترك بين كريم حقي ومعز بن شريفيّة. هدف سهّل مهام الأسود وأربك النسور الذي اشتكوا ضعف دفاعهم وهوان خط وسطهم في غياب أي إضافة من حسين الراقد وسامح الدربالي في الارتكاز الدفاعي أو الجهة اليمنى من الدفاع التي كانت بمثابة طريقة سريعة تمرّ عبرها أخطر العمليّات الكاميرونيّة. تونس عادت إلى حجرات الملابس بهزيمة مكبّلة بما أنّ أصحاب الأرض تمكّنوا من بلوغ شباك بن شريفيّة ثانية قبل نهاية الشوط الأوّل حيث استقرّت نتيجة الشوط الأوّل على هدفين مقابل صفر. بداية الشوط الثاني حملت الأمل إلى التّونسيّين بعد أن أفلح أحمد العكايشي معوّض أمين الشرميطي في هزّ شباك الكاميرونيّين مذلّلا الفارق اثر استثماره لتمريرة من بديل ياسين الشيخاوي اللاعب فابيان كامي. الجميع انتظروا عودة قويّة للمنتخب لكن الكاميرونيّين كانوا أكثر أملا في لعب المونديال وهو ما يتترجم في الهدف الثالث الذي سجّله أقصر لاعب على الميدان جون مامون الذي ارتقى فوق الجميع مسجّلا من كرة رأسيّة الهدف الثالث الذي كان بمثابة الرصاصة القاتلة للآمال التّونسيّة. ماكون زاد في إذلال التّونسيّين بتسجيله هدفا رابعا للأسود بطريقة فنيّة رائعة راوغ من خلالها معز بن شريفيّة والمدافع صيام بن يوسف. المنتخب خسر التأهّل إلى المونديال والكاميرون استحقّت البطاقة ما في ذلك شكّ وزاد الأداء الكارثي لأغلب اللاعبين في مرارة الهزيمة التي تعدّ الأثقل منذ 1984 أي منذ ثلاثة قرون؟؟؟ "باي باي" مونديال هكذا صرخ الجميع من مرارة الهزيمة في لقاء انتظر منه الجميع أن يكون عنصر فرح وسعادة لشعب مزّقته الخلافات والسياسة لكن ما نيل المطالب بالتمنّي وإنّما تؤخذ الدّنيا غلابا…