التونسية (تونس) لم يتم بعد الحسم في الاسم الذي سيحصل على ثقة الأحزاب لرئاسة الحكومة القادمة ولكن المعطيات التي بحوزتنا تؤكد عودة إسم عبد الكريم الزبيدي للبروز من جديد حيث توجد مساع حثيثة لإقناعه بالقبول بهذه المسؤولية رغم أنه اعتذر عدّة مرّات وكان موقفه واضحا وهو أنه غير قادر في هذه الفترة بالذات على تسلم المهام . وفي الجهة المقابلة نجد توافقا كبيرا لدى «الترويكا» و«الجمهوري» و«آفاق تونس» و«التحالف الديمقراطي» على جلول عياد الذي كانت له لقاءات مكثفة هذه الأيام برؤساء الأحزاب عارضا عليهم استعداده اللاّمشروط لتحمل المسؤولية رغم الصعوبات لكن جلول عياد يتعرض لفيتو واضح من «نداء تونس» حيث اعتبر أحد قيادييه البارزين أن «النهضة» تريد جلول عياد بالذات لأسباب تمكّنها من «الهيمنة عليه سياسيا» حسب مصادرنا. هذا الموقف الذي عبر عنه هذا القيادي في «نداء تونس» في اجتماع رسمي بحضور قيادات جبهة الإنقاذ يكشف احترازا كبيرا لدى «نداء تونس» تجاه جلول عياد خاصة أنّ لهذا الأخير خلافات مع السبسي لما كان هذا الأخير رئيساً للحكومة . هذه الاحترازات جعلت البعض يفكّر في ورقة وزير الصناعة الحالي مهدي جمعة وهو من الكفاءات التكنوقراطية القادمة من فرنسا والذي تولى المسؤولية بوزارة الصناعة وأبلى البلاء الحسن خاصة بعد نجاحه في إعادة تشغيل قطاع الفسفاط بقفصة واتخاذه عديد القرارات المصيرية في عدة شركات وطنية وإقالته لعديد المديرين العامين المعروفين بالولاء السياسي وغياب الكفاءة الضرورية. ونشير إلى أن مهدي جمعة قدم استقالته من حكومة علي العريض بسبب رفض إقالة المديرين المشار إليهم ممّا دفع برئيس الحكومة إلى الاستجابة لمطلبه. من جهة أخرى تعتبر النقابات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل وزير الصناعة الحالي رجلا قادرا على الاضطلاع برئاسة الحكومة كمستقل حيث أبدى كفاءة في إدارة الملفات، إلى جانب أنه لمهدي جمعة علاقات جيدة مع قيادات اتحاد الصناعة والتجارة وهو أمر مهم للمرحلة القادمة . ملف مهدي جمعة قد يكون هو الحل للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد فهل يتم لعب هذه الورقة في آخر لحظة لإنهاء أزمة طالت؟